نغمت المفاوضات
مرة اخرى نعود الى نغمت المفاوضات المباشرة بين دولة العدو الاسرائيلي وطرف هو الاضعف لدى الشعب الفلسطيني وهذا هو البلاء , ولكن وللاسف فأن القوة التي يتمسك بها هذا الطرف الضعيف هي القوة الدولية وهي التي تتحكم بالقرار الدولي بشكل عام , وبالدول العربية وللاسف بشكل خاص . ناهيك عن الامساك بالوضع الامني على الارض وخاصة منطقة الضفة الغربية وذلك من خلال التنسيق مع دايتون ومع الشين بيت .
ولكن ورغم ذلك نرى تصاعد لحدة المعارضة للمفاوضات المباشرة من الفصائل الفلسطينية , والتي ادانت هذه المفاوضات ووصفتها بالمدمرة وغير مسبوقة في خطورتها . ومن الواضح ايضا التنسيق بين القوى الفلسطينية المعارضة وبين القوى الوطنية والعروبية والاسلامية .
هناك من يقول ما هي الخطورة في المفاوضات المباشرة ? اسمحوا لي ايها السادة ان الخطورة لكل ما يجري من تحضير لما يسمى بالمفاوضات المباشرة هو كارثي مدمر غير مسبوق بالفعل ? لما فيه من عزم وإجماع أمريكي إسرائيلي عباسي هذه المرة على حل القضية الفلسطينية في قوالب جاهزة تخدم (إسرائيل) وتنهي القضية ? وتشطب إلى الأبد حق العودة والقدس ? بل وحلم تحرير فلسطين إلى الأبد .
على ما اعتقد ان بعض النتائج الكارثية لهذه المفاوضات هي موضوع الاجئين بالذات وموضوع القدس .
بالنسبة للاجئين فأن دولة العدو لا تريد إرجاعهم ولو اجتمع العالم كله وذهب العرب وقبلوا الارجل الامريكية والاسرائيلية وانبطحوا وفعلوا كل ما يريده العدو فلن يعود لاجئ واحد على طريقتهم . مع اعتقادي بان الخوف من حزب الله وقوة حزب اللههو الذي يمكن ان يجبر هذا العدو على السماح للاجئي لبنان بالعودة الى الضفة الغربية واستيعابهم , على ان يوطن الباقي في اماكنهم وتحديدا في الاردن وسوريا ومصر ? أما القدس فلا بأس من ان يتمكن الفلسطيني من الذهاب الى المقدسات بممر آمن ليؤدوا الصلاة دون تفتيش او دون البحث بعمر المصلي ولا مشكلة ان كان الممر فوق الارض او تحت الارض ? على أن يؤجل البحث في حل هذه القضية الى وقت لاحق لا يعلمه الا الله . .
إن قرار المفاوضات المباشرة هو كارثي بالفعل وبكل المقاييس ? فهل المهم هو إقامة دولة فلسطينية بما يسمى دولة قابلة للحياة?تحميها قوات دولية تمنع اللاجئين من العودة وتقضي على المقاومة? وتحمي (إسرائيل) ?في النهاية لن ينفع ديكور الدولة الفلسطينية الموعودة من وقوع الكارثة? ولن ينفع تجاوز المقاومة في غزة وكل القوى المعارضة والممانعة والحية والشريفة ? التي تقف الآن وتدق ناقوس الخطر من هذه المفاوضات المحسومة سلفا?ٍ لإقامة دولة فلسطينية بهذه المواصفات هي دولة المسخ …فهل من يستمع ?
اعلامي فلسطيني ….
imad002@hotmail.com