خيبة منتخبات عرب افريقيا
· مع انطلاق التصفيات الإفريقية لبلوغ نهائياتها في العام 2012 وقعت المنتخبات العربية فريسة سهلة واصطاد منها ضيوفها الأقل حضورا وشهرة تعادلا هو بطعم الخسارة لعدة اعتبارات أولها ان الفارق في المستوى هو لصالح العرب وثانيها ان العرب يلعبون في أرضهم وبين أنصارهم , والثالث ان تلك التعادلات أظهرت للجميع تذبذب المنتخبات العربية وعدم بقائها على المستوى الذي وصلت إليه , فها هو المنتخب المصري بطل افريقيا لثلاث مرات متتالية والعاشر في ترتيب العالم وصاحب الصولات والجولات يدرك التعادل بعد ان كان خاسرا في ملعب القاهرة الذي يبدوا انه لم يعد مرعبا للخصوم حتى من هم في المستوى الثالث فنيا كمنتخب السيراليوني المتواضع أمام مصر من كل النواحي والعجيب انه طالب الاتحاد المصري بتحمل نفقات تواجده في القاهرة , فيكون المصريون قد أكرموا وفادة ضيوفهم بالمال والنقاط .
· المنتخب الجزائري ممثل العرب الوحيد في كاس العالم المنصرمة بجنوب افريقيا في يونيو الفائت , لم يستطع كذلك ان يتخطى منافسه التنزاني على ملعب البليدة وقد شاهدت بنفسي المباراة وشاهدت ردة الفعل من الجماهير التي خذلها منتخبها ونجا من خسارة كانت واردة , وكان الضحية من هذا التعثر رأس المدرب الجزائري رابح سعدان( الذي قاد منتخبنا الوطني سابقا ) وقد تم الإطاحة بسعدان , وكان الجزائريون أكثر حدة في ردة الفعل كونهم أول من خسر بالتعادل من المنتخبات العربية ولم يكن يتخيل الجزائريون ان تكون السكين التي ذبحوا بها هي نفسها التي ذبحت أشقائهم العرب .
· المغرب لم تكن في حال أفضل من مصر والجزائر فسقطت في فخ التعادل السلبي أمام جمهورية افريقيا الوسطى , رغم أنهم دخلوا المباراة بيوم بعد تعثر جارتهم ومشاركتهم في نفس المجموعة الجزائر , وبدل ان يقتنص المغاربة صدارة المجموعة بعد الخيبة الجزائرية إذا بهم يتذيلوها بلا أهداف , والأكيد بان وضع العربيين الشقيقين في هذا المجموعة سوف يزداد سوء?ٍ إذا هم لم يتداركوا الأمر .
· المنتخبين التونسي والجزائري ساروا على ركب الآخرين وأبوا إلا ان يكون معا في خانة الخائبين , فتعادلت تونس في أرضها أمام مالاوي بهدفين لمثلهما , وتعادلت ليبيا مع موزمبيق بدون أهداف وان كان الفرق ان ليبيا تعادلت خارج ملعبها .
· الاستثناء الوحيد جاء من المنتخب السوداني الذي خالفهم جميعا , وحقق الفوز الأول على الكونجو في الخرطوم بهدفين مقابل لاشيء , ولكن السودانيين أرادوا ان يتركوا بارقة أمل للعرب في الجولة الأولى , وأرادوا أيضا ان يبرهنوا لمن لم يضعوهم في الحسبان ان لهم معادلتهم الخاصة بهم وأنهم سيفعلون الشيء الكثير في هذه التصفيات .
· من المسئول عما حدث هل هو تأثير الصيام أم استهتار اللاعبين ام بلادة المدربين , الأكيد ان الجماهير ليست هي السبب , فقد حضرت رغم الصيام ودخلت الملاعب باكرا وآزرت وساندت ودفعت وتحملت العطش والجوع , ومع هذا عادت إدراجها منكسرة لم تجبرها منتخباتها بالرغم من تواضع المنافسين .
· الأكيد ان اللاعب العربي لم يصل بعد الى الاحتراف الكامل , فلا يقدر اللعب في منتخبه بنفس تقديره للعب مع فريقه المحترف فيه , والغريب ان اللاعب العربي لا يعرف بان مستواه مع منتخب بلاده هو التقييم الحقيقي الذي يرفع من قيمته المالية والمعنوية والفنية .
· المدربون العرب أيضا لا يتعلمون كثيرا من أخطائهم , فمدرب كرابح سعدان ماذا سيقدم لبلاده الجزائر أكثر من الوصول لكاس العالم , وحسن شحاته ماذا سيفعل بعد ثنائية كاس افريقيا , لو ان هؤلاء المدربون يتعلمون من نظرائهم العالميين لتركوا المنتخبات التي دربوها لآخرين ولذهبوا لصناعة أمجاد أخرى مع فرق أو منتخبات جديدة .
*باحث دكتوراه بالجزائر
· mnadhary@yahoo.com