يا حكومتنا “انتي فخامة”
مسلسل وراء الشمس الرائع الإخراج والمكتمل أداءا?ٍ بوجود نجوم الدراما السورية قدم لنا صورة واقعية ? ونقل الدراما السورية الحديثة من سكرتها إلى قمة العطاء الاجتماعي . ورغم كل إيجابيات المسلسلات السورية مثل “باب الحارة” و “الشام العدية” وغيرها ? إلا أنها تظل شيئا?ٍ من الماضي? بينما جاء هذا المسلسل الجديد “وراء الشمس” ليحاكي الواقع السوري والعربي اجتماعيا?ٍ .
–إن شاء الله- سأقدم شرحا?ٍ مفصلا?ٍ حول هذا المسلسل وإيجابياته وكيف كان قريبا?ٍ من المشاهد ? حيث لاحظت أنه من المسلسلات القليلة جدا?ٍ الناطقة بلهجة عربية “السورية” يقتحم بيوتنا من أوسع الأبواب لينافس التليفزيون الأمريكي وخزعبلات هوليوود عند أولادنا الناطقين بالإنجليزية في منفاهم في الولايات المتحدة الأمريكية.
بحق? أقدم شكري وتقديري لكل صور الإبداع في هذا المسلسل بدءا?ٍ بكاتبه و مخرجه ومرورا?ٍ بالممثلين والممثلات جميعا?ٍ ? وأخص الرائع بسام كوسا والفنانة التي أسرت الكاميرا صبا مبارك والأم منى واصف? وباسل خياط “المعلم عاشور” سابقا?ٍ? وسيدة المسلسل ثناء دبسي? ونادين خوري التي جعلت من شخصيتها مثلا?ٍ أعلى للأمهات الصابرات ? وسليم صبري العقلاني وصاحب المنطق ? وضحى الدبس المرأة التي صورت نفسها بتقلبات الأحداث بجدارة أكثر من عدسة الكاميرا? ورضوان عقيلي الذي لعب دور الأب كما ينبغي أن يكون? وأخيرا?ٍ الموهوب “علاء الدين الزيبق” واعتذر منه اعتذارين? الأول باستخدامي كلمته الشهيرة في عنوان مقالتي ثم لأنني استبدلت “ماما” بالحكومة فصار العنوان لحكومتنا الفخامة.
بحق? هذا المسلسل الاجتماعي يجسد صورة واقعية في مجتمعنا لشريحة أهملناها واعتبرناها غصة في حياتنا اليومية? وصارت مدار سخريتنا وتندرنا بواقع لم يكن لهم فيه أي ذنب … لهذا نشكر القائمين على مثل هذا العمل الهادف الذي سيحيي ضمائر كثيرة تجاه هذه الشريحة من المجتمع.
تلك كانت مقدمة للإطراء على أشقائنا المعوقين في المسلسل ? حيث كان عدد الأشخاص المعوقين في هذا العمل الرائع شخصين? وطفل لم يولد بعد? اماعددنا نحن المعوقين في الأردن ? وحسب ما تناقلته وكالات وصحف ومواقع انترنت عن وزيرة التنمية الاجتماعية معالي “هالة لطوف” يبلغ عددنا خمسة ملايين ونيف من المعوقين? إذ جزمت أن “كل الأردنيين” ودون استثناء ? ومن كل المنابت والأصول هم معوقون? لهذا اخترت أن اكون “علاء الدين” في مسلسل الكراهية الذي تعيشه الحكومات المتتالية ضد شعبنا لأقول للحكومة كلها من دولة سمير وحتى لطوف? يا حكومتنا “انتي فخامة” ? مع الاعتذار مجددا?ٍ لعلاء ونادين خوري.
فعلا?ٍ? حكومتنا “فخامة” ? إذ لم تصدر تصريحات جارحة بحق شعب من الشعوب كما صدرت من قبل وزراء هذه الحكومة بحق الأردنيين منذ مطلب وزير التربية السابق “بدران” من المعلمين حلق لحاهم وتغيير “حلاسهم” ومرورا?ٍ بالتهجم على المزارعين? وأخيرا?ٍ تبجح الوزيرة لطوف بأن الشعب الذي هي مسؤولة عنه معوق …. وهنا أجزم أن هذه الحكومة ليست منا … وإلا فكيف نكون معوقين وحكومتنا “فخامة” لو كانت منا?!!
حكومتنا فعلا?ٍ “فخامة” لأنها لا تترك مناسبة دون الحط من شأن المواطن ? وهذا أسلوب إداري ناجح -حسب قول وفعل الحكومة- لاستخراج واستكشاف الكفاءات لزيادة الانتاج? وتقديم كل ما هو أفضل للشعب “المعوق”. فكيف سنجد طريقنا إلى مستقبل زاهر لولا هذه الحكومة “الديجيتال” “الكابيتال” وأخيرا?ٍ الحكومة “الفخامة”?! لا أدري كيف تكون حكومة بهذه المواصفات الجينية العظيمة منا أو نحن منها … ?
دولة رئيس الوزراء الذي استطاع شق صف الإعلاميين والكت?اب داخل الأردن “بعزومة” هو فعلا?ٍ “فخامة” وإلا كيف انقلب إعلاميون يد?عون شرف الكلمة ليشيدوا بقوانين تكميم الأفواه …? بلا تردد أقول: رئيس حكومتنا “ما فيه منه” وبنفس الوقت بعض الصحفيين الذين باعوا أنفسهم وقبلوا بمثل هذه القوانين هم من فصيل الحكومة وأدام الله “الفخامة” على الجميع ? ودام شعبنا مطية للوزراء وللمستوزرين.
المصيبة أنه حينما يتكلم صاحب المعالي بسلبية تجاه الأردنيين يستثني نفسه ? ثم يقوم بعض المحسوبين على الشعب بتأييد مقولته من أجل مكاسب شخصية ? فتحسم المعركة لصالح الوزير المتعالي ? لهذا لن نتوقع إلا المزيد من التطاول على شعبنا ? ولن نجد من يدافع عن?ا حتى ممن يقف بيننا ونظنه يحمل همنا.
كل شيء للبيع في زمن حكومتنا “الفخامة “? حتى شرف الكلمة التي لم يبق سواها ليدافع عن المظلومين المقهورين الجياع التائهين “المعوقين” ? فإذا اختفت الكلمة الصدق فما الذي سيبقى لهذا الشعب?
عذرا?ٍ لقد نسيت …
ستبقى حكومتنا ? ولن يمسنا جور بعد ذلك ? ستعد?ل قانون الانتخاب ليرضى الإخوان واليسار وليرضى الجميع ? وسيصبح لنا مجلس نيابي حر وشعبي يمثلنا دون اللهث وراء الغنائم والمخصصات? كما سنرى كل شيء في وطننا “حبطرش” ورخيص لنأكل حتى المن والسلوى بسعر “الفجل”? ثم نعيش الحريات التي نريد? وصحافتنا ستتكلم وتنطق ولن تجد من يحظرها ويقننها …