ياعراق الظلم والذل .. الى متى ??!!
” الى متى هذا الظلم ياربي??!!” هذه كانت صرخة سيدة بصراوية اطلقتها احتجاجا على ما كان يجري في العراق في مطلع القرن الماضي? ذكرها الدكتور علي الوردي في احد اجزاء كتابة ” لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث”? وبالرغم من مرور قرابة القرن على تلك الصرخة الا ان الظلم في هذا البلد مازال مستمرا ولو قدر لنا ان نتفق في هذا الوطن على عبارة تكون شعارا لنا لما وجدنا افضل من هذه العبارة !
فالانسان هنا مازال يتحمل الذل والاهانات اينما حل وعليه ان يأخذ جرعة مضاعفة من امتهان الكرامة وعدم الاحترام المطلق لانسانيته اذا ما احتاج الى مراجعة احدى دوائر الدولة وجاء تردي الحالة الامنية ليزيد من عذابتنا في هذا العراق? فالحرس المتقاطرين في مدخل كل دائرة اصبحوا اداة خاضعة لاقطاعية الدائرة يأتمرون بأوامر من فيها فيصدون المراجعين عن دخول الدوائر ويحققون مع كل مراجع لمعرفة اسباب المراجعة ويمنعوه من الدخول بتعليمات من سيد تلك الدائرة? ومع اننا نعرف بشكل واضح ان وجود الحرس والحمايات هو لغرض محدد هو تفتيش المراجعين او توجيههم الى اماكن التفتيش لكننا نضطر لمجاراتهم في تجازوهم لمهام عملهم لان اغضابهم معناه الدخول في تعقيدات جديدة تضاف الى جبال التعقيدات التي نعاني منها!!
والا ما معنى ان تراجع اعدادية للبنات (في منطقة البياع- حي العامل ) تابعة للدولة ولوزارة التربية تحديدا للحصول على سجل درجات طالبة متخرجة منذ عدة سنوات فاذا بك تلتقي ومن على الباب بأمرأة لا تعرف ما صفتها في تلك المدرسة لتقول لك وبلهجة خالية من كل ذوق وتهذيب ” ماكو مراجعات لاولياء امور الطلبة الا بعد الساعة الثانية عشرة ظهرا? كادر المدرسة ما موجود … ميعجبكم روحوا اشتكوا بالتربية “… في رمضان وفي هذا الحر الذي يشوي الاكباد يتم اعادة المراجعين دون ادنى اعتبار لوقت المراجعين وارتباط معاملاتهم بدوائر اخرى وقدومهم من اماكن بعيدة وضياع اليوم باكمله اذا ما انتظروا الى الساعة الثانية عشرة ظهرا ويكمل حارس المدرسة الذي يرتدي الملابس المرقطة بالازرق والواقف بجانب تلك المرأة السيناريو بأن يكرر كلام تلك المرأة صائحا بالمراجعين ( شنو تريدون تسوون مشكلة ? روحوا اشتكوا بالتربية …) ويقوم باغلاق باب المدرسة دونهم !!
معظمنا يعرف ان وزير التربية المحترم كان يعيش قبل سقوط نظام صدام في كندا وهي من افضل البلدان في احترام حقوق الانسان وهي حلم كل مهاجر او لاجئ يتمنى ان يعيش في بلد يقدس الانسان والانسانية . كما ان السيد وزير التربية هو رئيس لجنة الحقوق والحريات في البرلمان العراقي? وهذا من مهازل الصدف في العراق على اعتبار ان تعيين اشخاص مثل سيادته انما كان على اساس تغيير حال العراق اوعلى الاقل حال احدى الوزارة العراقية الى وضع افضل من وضعها زمن الدكتاتورية البغيضة وعلى اساس ان السيد الوزير عنده اطلاع على شكل الحياة واحترام انسانية الفرد في البلدان المتطورة وعلى اساس انه سيأتي يوم ندخل فيه الى دوائر الدولة ووزارته تحديدا فنعامل باحترام ونجد مكان نجلس فيه بانتظار دورنا ونجد موظف بوجه بشوش يستقبلنا او يرشدنا باخلاق طيبة الى افضل طريقة لانهاء معاملاتنا وعلى اساس .. وعلى اساس ..!!? فاذا بالحال هو الحال ومازال موظفي هذه الوزارة يهينون المراجعين ويطلبون منهم بكل وقاحة وجرأة ان يراجعوا دوائر الوزارة لتقديم شكوى اذا لم يعجبهم الحال في اشارة واضحة وصريحة الى ان سوء المعاملة والتعليمات المذلة انما هي تعليمات الوزارة نفسها !!
كنت دائما ضد من يذكر زمن الطاغية صدام على انه افضل من الان ولم اتخيل نفسي امتدح عمل من اعماله لكن الظلم الذي نعانية اوصلني لهذه الحالة والا ما الفرق بين وزير التربية الحالي واي وزير كان موجودا في زمن صدام? اليس الذل والتهديد الذي كنا نعانية في ذلك الزمن هو نفس الذل والتهديد الذي نشهده الان وماذا زاد علينا استقدام وزير من كندا استفاد هو منصب ورواتب ضخمة وبعد خروجة سيحصل على تقاعد يعيشه باقي عمره ملكا بينما نحن على نفس معاناتنا ??… وهل نلام لو لعنا من سلبنا الامن والامان وادى الى ان يصبح نصف الشعب العراقي جيش وشرطة وحرس منتشرين في الشوارع وبين البيوت وفي دوائر الدولة يستوقفوننا اينما ذهبنا ويعتدون على انسانيتنا التي صارت مهزلة منذ زمن بعيد ? نعم ترحمت على الايام التي كان في الجيش والحرس خارج المدن بل ومشتتين في الاصقاع النائية وعلى الحدود واذا صدف ورأينا احدهم يمشي في الشارع فمطأطا الرأس يستحق الشفقة !!
والله ان ما جرى في المدرسة الاعدادية هو نفس ما يجري في كل دوائر الدولة ومن الظلم ان نستثني دائرة او وزارة من سوء المعاملة التي يعانيها المواطن عندما يراجعها لاي غرض ويمكن ان اذكرعدد من الدوائر التابعة لوزارات مختلفة اضطرتني الظروف ان اراجعها لاجد فيها نفس المعاملة السيئة وعلى ابوابها عصابات من الهمج الرعاع وظيفتهم ارهاب المواطن واذلاله .. اللهم اذا كان ما نعانية هو قضائك فينا فلك حكمة في ذلك ?