ملتقى حسين ومؤتمر فارس …القبيلة أولا
بالنسبة لرجل مثل “فارس مناع”تمثل صعده امتداد طبيعي لجغرافية النفوذ, لذا لا ريب أن يجاهد في الاحتفاظ بذلك النفوذ باستماتة غريبة, في وجه من يريد تقليصه تحت يافطته”أبناء صعده”على اعتباره رجل لا يمكن تجاوزه في حل جذور الصراع الدامي بين الحوثيين والسلطات, ولم يكن غريب أن يجمع من حوله رجال القبائل من مشايخ محافظته وبضع مثقفيها تحت تكتل واحد بات الكثير يشملونه في خطابتهم أنها:إنهاء الحرب وصناعة السلام.
في تصرف يعيد الكثير من تفاصيل “الصراع من اجل النفوذ”بمبرر أحلال السلام وعلى وتر”تضميد الجراح” يعلن الرجل مؤتمرة للسلام مثلما دشن حسين الأحمر ظهوره في ذلك الحيز, وكلن يريد “وصال ليلى وإما ليلى….” فهي باتت تهتم بمن يعيدها إلى أسرتها ويبني منزلها المهدم ويرشد أبنائها إلى المستقبل.
لم يكن فارس مناع غير تاجر سلاح يتباهى بمهنته ويتفاخر بعلاقاته مع شركات صناعة الأسلحة في روسيا تحديدا?ٍ وتوسطه لديها لاتمام صفقات لصالح الجيش, أمر لا يمنع أن يصرف عدد من الملايين لحشد المشايخ للحديث عن “حوار لخلق سلام” كما فعل حسين الأحمر في القاعة الكبرى ذات صباح, مستندين إلى مفاهيم القبيلة التي يحترمها الحاضرين ويقفون إمامها بذهول.
يكسب الرجلين احترام متزايد لدى النخبة والعامة في صعده وصنعاء ودعمهما أيضا, لسعيهما الجاد إلى”تاطير”القبيلة ودخولها في مضامين”السلام والحرب”بشكل متساوي, وتضمين أدواتها المتشعبة في “حلف اجتماعي يقف مع المظلوم لموجهة الظالم”.
ففي كلمته إمام المئات من النخب القبلية لصعده في ملتقاهم, تمنى شيخ قبيلة حاشد”صادق الأحمر”أن يكون اللقاء الثاني لأبناء صعده في “ضحيان أو رازح”كأحد الحلول لمعرفة تفاصيل المشاكل, مع ذلك سرعان ما خرج من أسلوبه المدني إلى القبلي المعتاد عندما قال:كل أبناء وأحفاد عبد الله بن حسين الأحمر معكم. واحسبه أرد القول”كل حاشد اليوم معكم”.
أمر تكرر مع فارس مناع عندما قال في مؤتمر صحفي أعلن خلاله تأسيس مؤتمر السلام الوطني في احد قاعات أشهر فنادق صنعاء:إدخال السلام إلي صعده وحرف سفيان والجوف هو حاجة ضرورية وتلقي بنفسها بإلحاح شديد على عوائق كل اليمنيين تجاه إخوانهم في الدين والوطن. فاستثارة”القبيلة في ضمائر الآخرين”سمة يمتاز بها حسين وفارس.
محاولة تغيير الوضع القائم إلى الأحسن على الأقل حاليا?ٍ هو أمل المرتقب الذي يشوبه عدم معرفة طريق هذا التغيير المطلوب في مساعي الرجلين وحثهما الخطى نحو صعده… المنكوبة منذ سنوات طويلة, لم يتدخل احد منهم من قبل ليثير”عصبية القبيلة”بمصطلح أكثر مدنية, لوقف هدير الطائرات وتعفن الجثث في وديان “سفيان وضحيان وباقم والرزامات و رازح” ومدينة صعده القديمة, ولملمة أشلاء الأطفال في “شوايل”, والنوم في العراء لأشهر.
والسؤال المثير حقا?ٍ:أين هم جميعا?ٍ منذ ذلك الوقت?لماذا ظهروا ألان?سؤال لا أجد إجابته عندي, واحسب التالي من الأيام ستوضح إجابة السؤال بأكثر دقة من اليوم.