وتكلم الخروف
يحكى أن قبيلي يمني مشاكس كان يتنفس على المشاكل? كل يوم يسوي مشكلة ويخطئ في حق هذا الشخص او تلك العائلة? وفي كل مرة كان يخرج من المشكلة بـ “الهجر” القبلي.
في الصباح يعتدي على حق شخص وفي المساء يأخذ “طلي ويذهب الى باب بيت الشخص الذي أخطأ عليه? وطالما وصل الطلي الى باب المنزل يا دار ما دخلك شر”.. الغريب فعلا أنه في كل المرات التي كان يذهب فيها للهجر ومعه الطلي كان صاحب الحق يقول له: “قبل ورجع? عفا الله عنك” على اعتبار أنه اذا لم يعف فسيقول الناس انه “لئيم”.
ولأن القبيلي لم يكن يعاقب فعليا على أخطائه بحق الناس? فقد اصبح الخطأ لديه ثقافة على طريقة المثل “اللي تعرف ديته اقتله”? وتكررت أخطاؤه مرة ومرتين وثلاث وعشر? الى درجة أن القبيلي اشترى طلي وعلق عليه لوحة (خاص للهجر).
وأصبح منظر القبيلي وهو ساير جايي بالطلي منظرا يوميا مألوفا لدى الناس? وذات يوم قام الرجل بسب أحد جيرانه وعندما صاح الناس عليه “أخطيت عليه”? على طول دخل البيت وخرج الطلي يهجره به? فقال جاره: “قبل ورجع”? وقبل أن يعيد الطلي الى حوش المنزل إذا به يعترك مع ضيف زائر للحارة التي يسكن فيها? وأصابه بكدمة في رأسه نتج عنها أرش وحكم بالهجر فأخذ الطلي وذهب ليهجر الرجل? فقالوا له بيته في شارع بعيد? فأخذ الطلي فوق تاكسي وذهب به الى ذلك الشارع? فقالوا له الرجل نقل اليوم الى الشارع الفلاني? فأخذ تاكسي ونقل الخروف الى الشارع الجديد? وهناك قام بطقوسه المعتادة وقدم الطلي كهجر? فقالوا له العبارة المعتاد على سماعها في كل مرة “قبل ورجع”.
فأمسك بالطلي يجره وراءه ليعود الى منزله? فإذا بالطلي يتسمر ويرفض الحركة.. ما للطلي?! أخذ يجره? ولكن دون فائدة? الطلي ضابح وقالب وجهه والشرر يتطاير من عينيه يصرخ في القبيلي بعلو صوته: “إستحي على نفسك وضم لقفك بدل ما جالس تخطئ على الناس وتدردح بي من شارع الى شارع ومن حارة الى حارة”.
السياسية