الخلاف السياسي والحوار على صوت الرصاص
منذ قيام ثورتي 26 سبتمبر 62م في الشمال وتحقيق الاستقلال بعد ثورة 14أكتوبر في الجنوب 63-67م لم يمر خلاف سياسي إبان الدولتين المستقلتين إلا كانت الرصاص هي لغة الحسم بين أطراف النزاع ولا حول ولا قوة إلا بالله والحدث البارز الذي تحقق دون رصاص كان يوم 22مايو 90م تمثل بإعلان الوحدة السياسية اليمنية بين الشمال والجنوب بصورة سلمية وأخوية ? هذا الحدث لم يسلم من الرصاص التي أطلقت عليه في صيف 94م ? واليوم وبعد هذه السنوات من الصراعات دخل اليمن في منعطف خطير حول مشروع الوحدة والسلطة والثروة ? فنسأل الله أن يكفينا شر الرصاص بين الإخوة وأن يوجهها إلى صدور أعداء الإسلام .. آمين ? ولكن كيف نفهم الخلاف ?!
إن القصة الأساسية المطروحة اليوم يمكن لأطراف النزاع فيها الوصول إلى حل أخوي إذا تم فهم الخلاف على حسب مسبباته ? ولم يتم الاستخفاف بحقوق الأطراف المتنازعة ? فعلى سبيل المثال لدينا خلاف سياسي رئيسي يتمثل بالجنوب الذي كان طرفا?ٍ في الوحدة اليمنية وهي وحدة سياسية بين دولتين وإن كان الشعب موحد فيهما قبل توحدهما سياسيا?ٍ?ِ ? ثم أصبح منذ 94م ملحق بالوحدة وليس طرفا?ٍ ثان?ُ وشريكا?ٍ أساسيا?ٍ في السلطة والقرار والثروة .
هذا الخلاف الرئيس يتعلق بمشروع الوحدة ولا يمكن نجاح أي حلول للخلافات الأخرى إذا لم يتم إعادة بناء قاعدة مشروع الوحدة لتلبي طموحات أبناء الشعب اليمني في الشمال والجنوب ? وبالتالي فإن محاولة القفز على الخلاف الأساسي سيكون قفزا?ٍ إلى الهاوية .
المسألة الثانية في الخلاف هي حول الشراكة في السلطة والثروة وهذه المسألة لا تخص الجنوب ولا الشمال بل كل أبناء اليمن ولكن على قاعدة المشروع الوحدوي يتم الاتفاق حول تفاصيل البيت اليمني وتحديد مصالح أبناء الوطن وشراكتهم في السلطة والثروة .
المسألة الثالثة هي الخلاف حول التداول السلمي للسلطة والانتخابات وهذه المسألة لا يمكن الاتفاق عليها للخروج من معضلاتها الحالية إلا إذا تم الاتفاق على المسائل السابقة وخاصة قاعدة مشروع الوحدة .
المسألة الأخيرة قضية صعدة ونعتقد أن اتفاق النقاط الست بين الحكومة والحوثيين يمكن أن تكون قاعدة للحل إذا صدقت النوايا من الطرفين وعرفوا أنهم مسئولون عن الدماء التي سفكت في صعدة .
وتبقى قضية الاقتصاد وهي قضية هامة لا بد من التنبه لها فلو انهار الاقتصاد المنهار أصلا?ٍ فلا تتحدثوا عن حلول سياسية عادلة .
أخيرا?ٍ .. أما آن الأوان للسياسيين أن يتقوا الله في الدماء التي تسال كل يوم وأن يعرف الجميع أن الخلاف ليس مبررا?ٍ للقتل وأن نار جهنم أعدها الله لكل جبار وقاتل ? فهدم الكعبة أهون عند الله من سفك دم امريء مسلم .
الخلاف السياسي والقبلي
إذا?ٍ كفى .. قد أشرنا إلى أن الخلاف السياسي هو يتمثل في تحقيق الحل بعيدا?ٍ عن لغة الرصاص باستثناء 22مايو 90م فإن القبائل قد نجحت رغم ما فيها من عيوب مثل الثارات وقطع الطرقات وهي عادات دخيلة على القبيلة وآخر نجاح لها كان في المصالحة التاريخية لاثنتين من كبرى قبائل اليمن وهي حاشد ويافع في 15 يونيو عندما تم إنهاء قضية مقتل الشيخ علي عاطف مدير مكتب باجمال والشيخ محمود القطيش بوصول الشيخ صادق الأحمر ومشائخ حاشد واليمن إلى يافع في موقف نادر نأمل أن يتكرر لإنهاء دوامة الصراعات القبلية فتحية لكل من حضر إلى يافع وتحية لكل من ساهم في إنجاح لغة العقل بدلا?ٍ عن السلاح وخاصة إخواني قادة الحراك ومنتسبيه الذين ساهموا في إنجاح الصلح وقالوا أن الخلاف السياسي والقضية الجنوبية لا يمكن لهما أن يكونا?ٍ سببا?ٍ في القطيعة بين أبناء الوطن اليمني شمالا?ٍ وجنوبا?ٍ أو تعطيل إصلاح ذات البين وهذا هو العقل والحكمة بكل معانيها .
برقية تضامن
إلى د. عيدروس نصر النقيب لقد كانت الرسالة التي تلقيتموها بالقتل من شخص مجهول تعبير عن عقلية الحوار بالرصاص ومصادرة حق الآخر في التعبير عن قناعاته وإشعال للفتنة النائمة فلا تخافوا ما دام المؤمن يريد قول الحق قاصدا?ٍ الخير لأمته ولوطنه وإرضاء الناس غاية لا تدرك مطالبين السلطة كشف الحقائق إن أرادت أن تحافظ على الأصوات الوطنية شاكرا?ٍ موقف أبناء يافع ومكونات الحراك السلمي فيها على إدانتهم كل الأعمال المماثلة التي استهدفت النائب محمد عبدالحافظ العيسائي بزرع عبوة ناسفة أمام منزله أو ما يتم من ترويع للآمنين في الضالع ومقتل أحد المواطنين في العسكرية أو ما تم من تصرفات تجاه المواطنين في خور مكسر أدت إلى استشهاد أحدهم داخل السجن وغيرها من الأعمال التي لا ترضي المولى سبحانه وتعالى بما في ذلك ما حصل في التواهي لجنود الأمن ويا خسارة أن الدولة لا تستطيع أن تحمي حتى عساكرها فكيف سيأمن المواطن على ماله ودمه وعرضه .
الميدان