سفينة أمل.. وسقوط “ال?ِمر?ج?ِلة” العربية!
تراجع سفينة أمل لكسر الحصار أمام الغطرسة الإسرائيلية ..هو هزيمة لكل الجهود المبذولة لفك الحصار عن غزة الصامدة هزيمة لقوى الإنسانية في العالم وقبلها هزيمة للنظام الرسمي العربي المهزوم أصلا ! هو تراجع محزن ومخجل عن الرسالة السامية التي كان من المفروض أن تحملها القوافل .. فأهل غزة لا ينتظرون (الأرز والزيت) بقدر ما ينتظرون كسر الحصار المعنوي والسياسي والإنساني الذي يعيشونه ..
كلما لاح في الأفق بصيص أمل لفك الحصار عن غزة سرعان ما يخبو هذا الأمل.. ومما زاد في الإحباط.. الزفة الإعلامية التي ترافق تنظيم الحملات وتبعث الأمل .. لكن سرعان ما تتحول الزفة إلى أتون من الإحباط واليأس .. فهل نحن بحاجة لكل هذا العبث والتلاعب بالأعصاب ?!
لقد ارتأينا من هذه القوافل الرسالة الإعلامية والإنسانية قبل رسالة “الخبز والأرز” توقعنا منها أن تواجه الغطرسة الصهيونية .. وان تنسف الحصار من أساسه.. وان تحرج إسرائيل أمام العالم وتعريها تماما كما فعلت سفينة “مرمرة” .. وآخر ما توقعناه هو تراجع سفينة الأمل ورسوها في ميناء العريش .. مانحة الصهاينة نشوة الانتصار
وهنا من حقنا أن نسأل القائمين على تنظيم السفينة.. ما هي الأسباب الحقيقية التي تقف وراء التراجع .. هل هو الخوف وسقوط “المرجلة العربية” أمام التهديد الصهيوني .. أم أن هناك أسبابا أخرى تدخل في إطار موازين المصالح العربية والإقليمية ?! ومن حقنا أن نسأل أيضا.. أين تبخرتا سفينتي مريم وحوليا ..? وهل انهزمت الإرادة العربية والعالمية أمام غطرسة إسرائيل وتعنتها ? أم أن قوافل كسر الحصار كانت مجرد ردود فعل عاطفية لا قيمة لها.. سرعان ما تخبو أمام التهديد الإسرائيلي ?!
منظمو السفن يعرفون مسبقا بأنهم سيتعرضون للتهديد الصهيوني ويعرفون أيضا أنهم ربما يدفعون دماءهم ثمنا لمواقفهم .. يعرفون بأن ثمن الحرية غالي جدا .. وهم انطلقوا من بلدانهم مشكورين ليدافعوا عما تبقى من هيبة وكرامة للأمة.. انطلقوا ليكسروا حصارا جائرا لم يشهد التاريخ مثله .. وفجأة وأمام التهديد يتراجع الحماس .. ويضيع الأمل دون مبرر مقنع
إن ما نقرأه من تراجع سفينة الأمل الليبية.. بان هناك ضغوطا مورست على منظمي السفينة .. ومن اجل أن لا تفقد الحملة رسالتها ومعانيها .. يتوجب اطلاع الرأي العام على الجهة والأسباب التي أدت إلى تراجع السفينة عن رحلتها المقررة .. وإلا فان الصمت وعدم المبادرة لكسر الحصار أفضل من التراجع والانهزام في غمرة الفرح الذي عم غزة وقوى الإنسانية ! فارتدادات هذا التراجع ستكون قاسية جدا نفسيا وسياسيا ودبلوماسيا .. وسيشكل سابقة غير محمودة قد تؤدي إلى تراجع العديد من الحملات !
إسرائيل فرحة جدا لأن غطرستها انتصرت .. ولأن تهديدها أتى بمفعوله.. وهي ستستمر باستعمال نفس الأساليب في التعامل مع باقي السفن والحملات .. ولا أبالغ إذا قلت بأن تراجع السفينة الليبية أساءت لقضية كسر الحصار أكثر مما خدمته !
يبدو أننا دخلنا مرحلة جديدة عنوانها سقوط المرجلة العربية حتى لو كانت هذه المرجلة استعراضية وخالية من المضمون