جعجعة بلا طحين
ان المتتبع للأحداث الدائرة على ارض الوطن الحبيب , يمننا الغالي علينا , والذي نفديه بأرواحنا ونذود عنه بدمائنا ,ان المتتبع لتلك الأحداث سيلحظ أنها مفتعلة ويقف خلفها من تكمن مصلحته في زعزعة الاستقرار وإقلاق السكينة وزرع الفوضى لحاجة في نفس يعقوب , ويعقوب هذه المرة يتمثل في أحزاب اللقاء المشترك , والذين لم يشتركوا إلا في إشعال الفتن , واختلاق الأزمات , وزرع النعرات , ويتجلى ذلك في الجعجعة الكبيرة التي تصدر عن تلك الأحزاب بغية إرباك الوضع السياسي داخل البلد حتى ينشغل الكل ومن بينهم الحزب الحاكم في حل المشاكل المشتعلة بفعل فاعل , ويبتعدوا جميعا عن مبدأ الحوار حتى لا يصل الجميع الى الاصطفاف الوطني , وهو الأمر المفزع لبعض تلك القوى السياسية والتي لا ترى بقاءها إلا في بقاء الحال على ما هو عليه من انقسامات وتوسيع هوة الخلافات . لم ينتج ولن ينتج عن جعجعة تلك القوى السياسية أي طحين , لأنها فارغة المحتوى لا ترتكز على رؤى واضحة ولا تمتلك لسياسات مفهومة , فهي قد الفت التنظير أمام الملأ مع أنها تعمل من خلف الكواليس بعكس ما تعلنه , فأي عاقل في هذا البلد وان كان يكره الحزب الحاكم يسعى الى خرابه ويعين المخربين عبر التستر على أعمالهم الإجرامية مثل قطع الطرقات وقتل الآمنين وإحراق المحطات الكهربائية وتخريب أنابيب النفط وخطف السائحين والتعدي على رجال الأمن , كل تلك الأعمال الإجرامية لم تستنكرها أحزاب اللقاء المشترك , أفلا يكونون مشتركين ضمنيا مع أولئك الأشرار . لم يعد لأحزاب اللقاء المشترك أي مبرر في السكوت على كل هذه الانتهاكات التي تطال الضعفاء والبسطاء والكادحين من أبناء هذا الوطن , لم يعد اختلاف هذه الأحزاب مع حزب المؤتمر فقط بل أصبح اختلافا مع الشرفاء الذين يريدون الأمن ويحلمون بالسكينة ويطلبون لقمة العيش في هناء . ان الشعارات المرفوعة من قبل البعض أصبحت مفضوحة , فان كانت تلك الأحزاب تحارب فساد الحزب الحاكم على حد قولها , فلماذا إذا?ٍ تشهر العداء بحق الوطن والمواطنين ولماذا تتحالف مع كل من يريد ان يصل بنا الحال لا قدر الله الى الصوملة أو العرقنة أو الافغنة , أي فكر منير ورأي صائب ان تتوحد أفكار هؤلاء مع القتلة والمخربين والإرهابيين , ان كان الوضع سيئا من الناحية السياسية والاقتصادية , فليس معنى ذلك ان نزيد الفتيل اشتعالا وان نصب الزيت على النار, وان نقود الشعب الى الانتحار عبر المخططات التآمرية التي لا تخدم إلا أعداء الوطن . اتقوا الله يا هؤلاء فالمكايدات السياسية التي بينكم وبين الحزب الحاكم ينبغي ان تقلعوا عنها وان تغتنموا التنازلات المقدمة حاليا والتي قد لا تتوفر غدا , ان الوطن ليس ملكا لكم ولا لهم بل هو ملك للشرفاء من أبناءه , للمناضلين , للباحثين عن بر الأمان , وبر الأمان يتمثل في الاصطفاف الوطني والذي لن يتم إلا بالجلوس سويا تحت قبة مؤسساتنا الدستورية وبخيار الحوار الجاد والصادق والذي بدونه لن يكون هناك أي استقرار . إنما تزرعه تلك الأحزاب ستجني ثماره الوخيمة هي أولا , فلن يطول بنا الحال على ما نحن عليه , فقواتنا المسلحة الأبية تتصدى بكل شجاعة لأولئك المارقين , سوف تصطادهم كالفئران واحدا تلو الآخر , ومن خلال الكشف السريع على منفذي الأعمال الإرهابية والتخريبية أظهرت قواتنا المسلحة إنها يقظة تماما لأولئك الذين يريدون الدمار للأمة ,وهيهات ان يفلحوا في مبتغاهم فالله ناصرنا فهو نعم المولى ونعم النصير .
– باحث بجامعة الجزائر
mnadhary@yahoo.com