رئيس قسم الفلسفة بجامعة صنعاء: الثقافة والمثقف في المجتمع اليمني لا قيمة لهما
انتقد الدكتور عبد الكريم قاسم رئيس قسم الفلسفة بجامعة صنعاء تجاهل دور المثقف ومحدوديته والبحث عنه فقط في أوقات الأزمات قائلا في محاضرته بالمركز اليمني للدراسات التاريخية وإستراتيجية المستقبل منارات ضمن برنامجه الثقافي الاسبوعي ( بعد خراب مالطا يطالب الناس أن يكون للمثقف دور ) مشيرا إلى أن الثقافة والمثقف في مجتمعنا اليمني لا قيمة لهما وأن الاهتمام بهما تراجع منذ السبعينيات ووصل خلال السنوات الأخيرة إلى مرحلة مزرية نتيجة للفساد, وأن المثقف لا يتاح له أن يقول شيئا بل ويوصف بالفاشل حاليا في حين يوصف الفاسد بـأحمر عين مؤكدا ان دور المثقف لن يكون له أي تأثير الا اذا كانت هناك قيمة اجتماعية للثقافة وذكر قاسم أنه لا يمكن أن يتأتى دور المثقف في المجتمع ولن يؤثر فيه دون توفر عدد من المحددات أبرزها الحريات وعدم وجود الأنظمة الاستبدادية, انتشار التعليم ? القيمة الاجتماعية للثقافة والمثقف بين الناس والأدوات والمواقع المعرفية, موضحا أن المجتمع والحكومة وكافة الأطياف السياسية مسئولة عن إقصاء المثقف من هذه الأدوات في حين يتمتع الفاسدون بسلطة كاملة في التحكم بها.
منوها الى ان المثقف بدوره لاينبغي ان يكون مستبدا بارائه وليس بالضرورة ان تسري جميع افكاره على كل الناس وعليه ان يلعب دورا حقيقيا في التنوع وحرية التعبير والدور النقديواشار الى ان شرائح المثقفين في العالم العربي يجدون انفسهم اليوم مشتتين كونهم لايريدون العودة الى المجتمع القبلي ويريدون العيش في مجتمع سلمي يعيش حالة وحدة وترابط
كما اكدا على اهمية العلاقة بين السياسي والمثقف التي تسهم في ايجاد المشروع التنموي عندما تسير في مسارين متساويين .
واعتبرا المثقف النواة التاريخية للتغيير الذي يعمل على نشر ثقافة الحوار والتسامح ونبذ ثقافية الحقد والكراهية بين افراد المجتمع .
وشدد على ضرورة الدور الذي يلعبه المثقف والسياسي في تعزيز قيم الانتماء الوطني بين مختلف شرائح المجتمع باعتبارها اساس السلم الاجتماعي وان ذلك يتم من خلال تغليب المصلحة الوطنية على مختلف المصالح الضيقة .
واوضح الدكتور قاسم أن التنمية هي مشروع السلم الاجتماعي الحقيقي? وأن كافة المجتمعات العربية تتجه نحو التقاسم? لعدم امتلاكها مشروعا تنمويا يقوم على التسامح والحوار توظف فيه طاقات وقدرات مجتمعاتها.
مءكدا على ان التنمية أيضا ينبغي أن تقوم على الشراكة? وبدونها لا يمكن تحقيق التنمية والسلم الاجتماعي, وغياب المشروع التنموي الثقافي في البلدان العربية ينذر بانهيارها.
فيما أوضح الدكتور عادل الشجاع أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء أن دور المثقف اليمني غائب وأنه يعيش حالة من الانفصام, وأن المثقف الإيجابي هو الذي يبادر بطرح أفكاره حتى وإن كانت على حساب رقبته او ينتظر أن تهيئ له السلطة دور ليأتي ويقوم بمهمته
مشيرا إلى أن الثقافة هي احترام للقانون والنظام وهي المأكل والمشرب والملبس والدين وغيرها, ولكن الكل في مجتمعنا يضرب بالقانون والدستور عرض الحائط, (ولا نجيد مشاريع التنمية وبناء الإنسان (
وأكد أن اليمن بحاجة أولا إلى حوار بين الثقافة الحداثية والسلفية ومن ثم حوار بين السلطة والمعارضة والمجتمع مشبها الحوار بين السلطة والمعارضة الذي يجري اليوم بحوار الطرشان مشيرا إلى وجود أطراف في السلطة تعمل على مسخ أي مبادرة حقيقية للحوار , و مبينا أن العلمانية خدمت الإسلام والمسلمين في أوروبا وكثير من دول العالم ولولاها ما كان يسمع للمسلمين صوت, في حين هناك من يروج من بعض القديسين في اليمن وغيرها بأنها فصل الدين عن السلطة وهي عكس ذلك تماما.
مؤكدا ضرورة الاعتراف بالآخر كون عدم الاعتراف به يجعلنا نحمل مشاريع اقتتالية فيما بيننا, وأنه ليس من حق أي طرف أو جماعة استخدام القوة ضد الدولة, مؤكدا انه إن تمكنا من ذلك سنحقق التنمية والسلم الاجتماعي في مجتمعنا