المرصد اليمني يطالب بعدم إعفاء السلطات من المسؤولية والتقصير بشأن قضية الرق في اليمن
قال المرصد اليمني لحقوق الإنسان (YOHR) بانه يتابع باهتمام بالغ الحملة الإعلامية الخاصة بقضية العبودية التي تم الكشف عنها في محافظتي حجة والحديدة? وما يصدر بشأنها من أنشطة وردود أفعال وتصريحات في العديد من وسائل الإعلام.
واشار المركز في بيان له الى العديد من الأمور بشأن الكشف عن قضية الرق? والتي صدر بشأنها ما يفيد أنه تم الكشف عنها مؤخرا?ٍ? بالإضافة إلى الأخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام عن مخاطبة النائب العام بشأن هذه القضية هذا الأسبوع? والتي قال بأنها تبرئ ساحة السلطات الرسمية قضائية وتنفيذية وتشريعية من التقصير في خلال عام ونصف منذ كشف المرصد اليمني لحقوق الإنسان عن وجود الرق في اليمن? وتورط جهة رسمية قضائية (محكمة كعيدنة) في توثيق عملية بيع وشراء إنسان? دون قيام تلك السلطات بواجبها في التحقيق والكشف عن قضية خطيرة مثل هذه ما تزال موجودة في اليمن التي يسودها نظام جمهوري يلتزم بمواثيق واتفاقيات حقوق الإنسان.
وأكد المرصد اليمني لحقوق الإنسان في بيانه الذي تلقت “شهارة نت” على نسخة منه أن مخاطبة النائب العام أو أية جهة رسمية بشأن قضية الرق مؤخرا?ٍ? فيه انتقاص لحقوق الضحايا? كونه يغفل عاما?ٍ ونصف منذ الكشف عن وثيقة بيع وشراء إنسان هو قناف بن سارية في 20/2/2009.
ويذ??ك?ر المرصد بأن الكشف عن وثيقة بيع وشراء قناف تمت في فبراير 2009م? بعد نزول فريق تقصي تابع للمرصد إلى المنطقة التي تم توثيق الحالة فيها أواخر العام السابق 2008م? ويمتلك المرصد إرشيفا?ٍ من الأخبار التي نشرت في الصحف ووسائل الإعلام المحلية والعالمية حول القضية? وردود الأفعال من قبل عدد من المنظمات.
وقام المرصد اليمني بإبلاغ النائب العام ووزير العدل بالقضية مباشرة بعد الكشف عنها? واستجاب وزير العدل للبيان الصادر من المرصد اليمني لحقوق الإنسان? بشأن واقعة بيع إنسان في مديرية كعيدنة بمحافظة حجة? وطالب بإحالة رئيس المحكمة الذي وثق عملية البيع? للتفتيش القضائي واتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه تلك المخالفة الجسيمة من قبل القاضي? وأعلن مجلس القضاء الأعلى عن عزل القاضي الذي وثق عملية البيع? وقام عضوا مجلس النواب يحي سهيل عن الدائرة (249)? وعبد الله محمد المقطري عن الدائرة (70) بزيارة المرصد لدراسة القضية? والعمل على التصدي لها.
وبعد يومين من كشف المرصد عن الواقعة? طالب النائب العام البدء باتخاذ إجراءات سريعة وحازمة ضد كل من شارك في عملية البيع الموثقة والشهادة عليها وكتابتها? ومحاسبتهم باعتبار ما قاموا به جريمة ضد الإنسانية ويجرمها الدستور والقانون اليمني والمواثيق الدولية التي صادقت عليها اليمن? والتزمت بالعمل بها? ومن ذلك الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذيي يحرمان ويجرمان الرق والعبودية? ويحظر استرقاق البشر.
وتعهد النائب العام بتاريخ 22/7/2009 في رسالة منه إلى المرصد اليمني لحقوق الإنسان بإحالة القضية إلى المحكمة المختصة بمحافظة حجة للفصل فيها وفقا?ٍ للقانون.
وإذ يثمن المرصد جهود جميع المهتمين بإنهاء حالات الرق في اليمن? فإنه يود أن يطالبهم بعدم اتخاذ أية إجراءات أو تصريحات من شأنها إعفاء السلطات الرسمية من تقصيرها? وتحملها مسؤولية أخطر انتهاكات حقوق الإنسان التي تلتزم اليمن منذ 15 أكتوبر 1962 بإلغائها حين تم??ِ إعلان إنهاء نظام الرق? والتزام الدستور اليمني في مادته السادسة بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي نص في المادة الرابعة منه على أنه: “لايجوز استرقاق أو استعباد أي شخص? ويحظر الاسترقاق وتجارة الرقيق بكافة أوضاعهما”? وإقرار الدستور نفسه في المادة (25) منه بأن العدل والمساواة أسس النظام الاجتماعي? وتوقيع البلد ومصادقتها على العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذي يحظر في مادته الثامنة الاسترقاق? ويحظر الرق والاتجار بالرقيق بجميع صورهما? ويقضي بعدم جواز إخضاع أحد للعبودية? أو إكراه أحد على السخرة? بالإضافة إلى عدد من الاتفاقيات الخاصة بحظر تجارة الرقيق والبغاء والسخرة.