الفجل مهما احمر ما بصير تفاح يا قادة من ورق
لقد رأيت من الواجب الملزم لنا و نحن المرابطون على أرضنا رغم ما حل بفلسطين من نكبة ونكسة واحتلال وتشريد لأبناء شعبنا الأبي إلا أن ابعث برسالة مفتوحة ونداء لجماهير شعبنا عامة و للصفوة من المثقفين والأكاديميين والدارسين ورجالات العلم و الإعلام الحر النظيف وأصحاب الضمائر الحية والأمانة والمسؤولية لكي نعيد تنظيم وتجميع جمهور الأحرار و المثقفين والمفكرين والصحفيين والإعلاميين على اختلاف مشاربهم ومعتقداتهم وانتماءاتهم الدينية والحزبية والطائفية والعائلية لان التحديات والصعوبات والأخطار جمة تحيط بنا من كل صوب وحدب خصوصا وان القيادات الموجودة حاليا والتي تتولى زمام الأمور قد انتهى تاريخ صلاحيتها وباتت تعمل وتمارس إدارة حياتنا السياسية والاجتماعية بأسلوب مخاتير أيام زمان ويصح فيهم المثل القائل:” الفجل مهما احمر ما بصر تفاح ” وشتان ما بين الفجل والتفاح . وإزاء هذا الواقع العلقم البهيم علينا أن نشمر عن سواعد الجد والعمل الدؤوب وان نأخذ أدوارنا في تحمل المسؤولية الدينية والوطنية والأخلاقية في نشر الوعي والثقافة الوطنية التي تنطلق من أصلها الحضاري والتراثي ووضع برامج عمل تكون كفيلة بتغطية احتياجات جماهير شعبنا الباقية على تراب أرضها والحفاظ على الهوية والتصدي للمخططات الصهيونية التي تريد سحق هوية شعبنا وفكره وارتباطه بوطنه وتغيير لونه ومسخه خصوصا وان القيادات الحالية تتعامل مع هذه البرامج والسياسات بشكل سطحي وموسمي يتناسب مع ظروفها الخاصة ,الفردية والحزبية واعتباراتها الشخصية وحضورها الإعلامي ولا يزيدون على ذلك مما يغرم شعبنا نتيجة فشلهم وتقصيرهم وحتى إهمالهم والواقع الحياتي أدهى وأمر من الكلام أو التصوير لهذا الحال . فقادة الشعب أو ألامه هم من يصنعون التاريخ والأحرار : أصحاب الهمة والريادة والمثقفون والمفكرون هم من يسجلون هذا التاريخ بأرواحهم ودمائهم وأقلامهم ? والصحفيون والإعلاميون الأنقياء الشرفاء لا المرتزقة وأصحاب الأقلام المأجورة هم من ينقلون هذا الواقع الجديد بكل أمانة ومصداقية دون تحريف أو تهويل أو تفريط . و من هنا كانت مسؤوليات القادة والأحرار والمثقفين والصحفيين والإعلاميين جسام بان يكونوا جسر عبور الشعب والأمة إلى مسارح التاريخ والعظمة والاحترام والعيش الحر الكريم وان يكونوا مصابيح الهدى يستضاء بهم ليسيروا بشعبهم وأمتهم للعلم والأدب والصلاح والنجاة وفي حالتنا – زيادة على ما ورد – لمقاومة المخططات الصهيونية وأساليب الترحيل وسرقة الأملاك واغتصاب الأرض حتى نضمن البقاء في أرضنا وان نتسقط في يد كل السماسرة والعملاء خيبة أمالهم ونذير سؤ أعمالهم . لقد لاحظت بعد فحص دقيق وطويل أن هؤلاء القادة يعيشون في أبراجهم العاجية والسعي الحثيث وراء تحقيق حضورهم الإعلامي والسعي وراء أحلامهم النرجسية ضاربين عرض الحائط ما عليهم من مسؤوليات جسام ووعود وبرامج قدموها أيام الانتخابات حين كانت الجدران تسمع وتجيب ويلبي هؤلاء كل دعوة وطلب ويجتهدون في زيارة الناس بل التمرغ على أعتابهم من اجل مصلحة انتخابية فقط لا غير ولكن حين انتهت الانتخابات عادت الأمور لشكلها مع هكذا قادة تتكلم مع الجدران , لكن الجدران الصماء لا تسمع ولا تجيب أليس هذا واقع الضحك على الذقون ? والسخرية من الناس كل الناس ? واللعب بهم وبمشاعرهم ?…….. في حين كان الأجدر بهذه القيادات أن تتواصل مع الشعب وان تزوره في الأعياد وخصوصا عائلات الشهداء والسجناء وفي الفعاليات الشعبية والمناسبات على اختلاف أنواعها الدينية والسياسية والاجتماعية والوطنية وما أكثرها في تاريخنا , كما كانوا يفعلون أيام الانتخابات أليس من حق هذه الجماهير أن تنال الاهتمام والرعاية من قادتها? وان يتفقدوا أحوالهم الإنسانية والاجتماعية ? ولا يخفى على احد سؤ الأوضاع الاقتصادية التي تسود الوسط العربي خصوصا وإزاء هذا الوضع المتردي لم نسمع أو نرى أن هذه القيادات الورقية وضعت برامجا لتخفيف حدة هذه الأزمة على الطبقة الضعيفة التي تعيش تحت خط الفقر وتشكو نسيان هؤلاء القادة لهم في حين أنهم كانوا قد صافحوهم وزاروهم أيام الانتخابات رحمة الله عليها . كنا نتمنى أن تطول أيام الانتخابات المحلية والبرلمانية ليتواصل الورقيون القادة مع ناخبيهم لان هؤلاء يسلكون مسلك العبيد في تعاملهم ولا يرتقون لصفات ومنازل القادة من فهم عميق ورؤيا بعيد المدى ودرس للواقع الحياتي وطبيعة المرحلة المعاشة والمتغيرات والمستجدات , وشفافية التعامل مع الاخرين من الأصدقاء والخصوم وإدارة عمل مشترك يقوم على أساس مصالح جماهير شعبنا وخدمتهم . إن الصور التي نشاهدها لهؤلاء القادة من ممارسات وسلوكيات تنعكس دمارا وبوارا على شعبنا كنتيجة أولى فمنهم من مله الكرسي وعافه المنصب وهو لا يزال متمسكا بمنصبه , لا بل راح يصفي ويتخلص من كل منافس أو عضو في حزبه ينافسه على المنصب وأخر مشغول في مكتبه لساعات طوال يتحدث عبر المرسل (الماسنجر) مع صديقاته ومعجباته ويغريهم بكلام معسول وإغراءات