أيقونة التعذيب في مصر
كثيرمن اللغط …كثير من التغطيات الفضائية…كثير من المواقع الالكترونية و الاحداث و الوقفات و الاحتجاجات و المظاهرات المدوية و الصامتة.
زاغت الحقائق و كثرت المهاترات :اسفكسيا الخنق ? ضرب أفضى الى الموت ? شهادة زملاؤه ? شهادة صاحب السايبر? فيديو من داخل قسم الشرطة ? شرطي بطل ? شرطي فاسد ? مخبرين أبطال ? مخبرين فاسدين ? مخبرين قتلة ? يتعاطى البانجو ? لا يتعاطى البانجو أو المخدرات ?سجل سئ في الجيش ? سجل نظيف في الجيش ? ملابس سوداء ? حداد? مزايدات من أصحاب المصالح ? و مازال العرض مستمر.
لست هنا بصدد مناقشة صدق أو زيف الادعاءات و لا بصدد مد يدي لقضم قطعتي الخاصة من وليمة ” مصر الفاسدة ” أو وليمة ” انتهاكات الشرطة ووزارة الداخلية ” .و مهما تعددت التغطيات و الانفرادات و اللقاءات و الادعاءات و الحقائق ? فالحقيقة الوحيدة التي ظهرت جلية نصب أعيننا جميعا و لا نستطيع التغافل عنها هي حقيقة شباب مصر و بالاخص شباب الاسكندرية و مدى تفاعلهم و تأثيرهم في الرأي العام المصري أو العربي و العالمي.
لقد قام شباب الاسكندرية بتحريك هذه القضية في أقل من اسبوع بل في غضون أيام من مقتل زميلهم قرروا ألا يصمتوا ? قرروا أن يفضحوا مساوئ هذا النظام ? قرروا أنهم قادرون على فعل الكثير.و أختاروا أن يصنعوا لأنفسهم مكان و أن يغيروا خريطة المعطيات القومية و الاقليمية.قرروا أن يصلوا بصوتهم للافاق و كأن قضية خالد هي الشرارة التي أشعلت فتيل حماسهم ? انتظروا كثيرا و اهينوا كثيرا و تغاضوا كثيرا و انشغلوا عن عمد او عن غير عمد و لكن … يعلنوها الان و بصوت مسموع :
نحن شباب الاسكندرية المثقف الواع المسئول الفاعل ? نحن الذين سوف نصنع تاريخنا بأيدينا ? سوف نخط بأناملنا على صفحات التاريخ أسطر جديدة .
و سوف يشهد التاريخ أن شباب الاسكندرية في مطلع هذه الالفية قد وضعوا بصمتهم على صفحاته و قاموا بتحريك المياه الراكدة و لذلك أراهن عليه بل أنصح كل من يرغب في تغيير الاوضاع الخانقة لهذا البلد أن يراهن هو الاخر على شباب الثغر الجدعان .
يبدو ان هذا الشهر – شهر يوليو – يأبى أن يمضي في سبيله كل عام الا و أن يكون قد سمع صوت شباب الثغر بقوته و عنفوانه كأمواج البحر الهادر. رحمك الله يا مروة الشربيني (ذكرى استشهادها) ? و رحمك المولى يا خالد سعيد ? و أرجو أن يحمل لنا يونيو القادم 2011 مفاجأة سارة على سبيل ” التغيير”