الحوار … لغز سياسي!!
أخيرا?ٍ وليس بعيدا?ٍ شهدت اليمن عبر تاريخها الحديث أزمات ومبادرات عديدة لمواجهة تلك الأزمات التي وجدت لها ملاذا?ٍ آمنا?ٍ بسبب عمق فجوة الثقة بين أطراف الصراع السياسي حتى أصبح من الصعب علينا تحديد مستقبل البلد في ظل التراجع السياسي الذي تفائل العديد بلملمة جراحه .. بعد خطاب رئيس الجمهورية عشية الـ22من مايو ومبادرته التي كان من المفروض على القوى السياسية أن تعطي فرصة لتلك المبادرة ولو من باب إبراء الذمة وتقوية الحجة? ولكن الأمور سارت سيرها المعتاد? والذي يشير إلى استمرار تفاقم الأوضاع الداخلية .
فإلى متى سيظل العقل السياسي يفكر بعقل غيره.. ناسيا?ٍ أن أزمات البلاد تزداد من وقت لآخر .. ما بين قاعدة وحراك وتدهور اقتصادي وغيره.
كل هذه الأزمات لها ارتباط وثيق بالعقل السياسي الذي لم يدرك حجم المشكلة المتفاقمة التي تؤدي إلى نتائج كارثية وتدخلات أجنبية وغيرها? فالمستقبل السياسي للبلد إذا حظي باهتمام حكماء وعقلاء أطراف النزاع السياسي? سيكون المستقبل الاقتصادي أكثر تطورا?ٍ وتنمية.
هل تستطيع جميع أطراف العمل السياسي أن تلتقي على طاولة واحدة ليعرف الجميع من السبب في فشل الحوار الذي أصبح له ارتباط بكل قضايا البلد ?!
أما آن لكم أن تتنازلوا عن مصالحكم الشخصية والحزبية التي تتمترسون خلفها من أجل المصلحة العليا لهذا الوطن?!.
إذا كانت خلافاتكم من أجل الوطن فهل الوطن بحاجة إلى المزيد من الأزمات?!
أليس من الأحرى بكم كحماة للديمقراطية أن تجسدوها ولو لمرة واحدة على مدى عشرين عاما?ٍ من عمرها على طاولة الحوار .. لتثبتوا لهذا الشعب أنكم حماة لهذا المفهوم الغريب الذي تتلاطم به مناكفاتكم السياسية ورسائلكم المتبادلة ومواقفكم المتشددة.. سيما وأن دوركم السياسي ما زال في المربع رقم واحد ?!! فمتى ستخرجون إلى المربع الآخر مواكبة للتطور والحداثة السياسية التي تدعونها
الحاكم والمعارضة ..اتهامات استباقية? وعودة للمهاترات السياسية عبر الصحف? ونتائج عكسية مصيرها فشل الحوار?!
أصبح الحوار أحد الألغاز السياسية المطروحة على طاولة الأحزاب.. للبحث عن حل للغز السياسي.. لا بد من إجراء مسابقة سياسية لمعرفة أصحاب الحل والعقل لهذا اللغز .
khaled.nouri1@yahoo.com