فروانة : ( 70 ) أسيرا?ٍ استشهدوا جراء التعذيب في سجون الاحتلال
كشف الأسير السابق ? الباحث المختص بشؤون الأسرى ? عبد الناصر فروانة ? أن ( 70 ) أسيرا?ٍ قد استشهدوا جراء التعذيب في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ العام 1967 ? أمثال يوسف الجبالي ? قاسم أبو عكر ? عون العرعير ? مصطفى العكاوي ? ابراهيم الراعي ? خضر الترزي ? عطية الزعانين ? خالد الشيخ علي ? وعبد الصمد حريزات ..الخ ? بالإضافة إلى عشرات الأسرى استشهدوا بعد تحررهم متأثرين بما ورثوه في السجون من أمراض كان التعذيب سببا رئيسيا في بروزها ? ومئات آخرين من الأسرى والأسرى المحررين لا زالوا يعانون من أمراض جسدية ونفسية وعاهات مستديمة ومزمنة جراء ما تعرضوا له من تعذيب في سجون الاحتلال خلال فترات اعتقالهم .
ونوه فروانة إلى أن اقتصار قائمة الشهداء على أسرى ذكور ? لا يعني عدم تعرض الأسيرات للتعذيب ? بل ان كافة الشهادات تؤكد على أن التعذيب في سجون الاحتلال يستهدف كافة الفئات والشرائح التي تتعرض للاعتقال دون استثناء ? ومن ضمنهم الأسيرات والأطفال وكبار السن والمرضى .
وطالب فروانة الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية كافة بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في كل أساليب وصنوف التعذيب المختلفة الجسدية منها والنفسية ? المتبعة بشكل دائم وممنهج في أقبية التحقيق داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي والمشر??ِعة قانونا?ٍ ? والعمل الجدي والتحرك الفوري لاتخاذ إجراءات فعلية ومؤثرة تكفل حظر التعذيب في سجون الاحتلال الإسرائيلي? ووضع حد له وملاحقة ومحاكمة كل من اقترفه بشكل مباشر أو أصدر الأوامر لاقترافه أو شارك في منح مقترفيه الشرعية والحصانة القضائية وأتاح لهم التمادي في جرائمهم ?.
معتبرا?ٍ استمرار التعذيب في سجون الاحتلال بمثابة وصمة قبيحة تندس ضمير الإنسانية? ووصمة عار على جبين الحضارة العصرية والديمقراطية المنشودة والسلام المأمول? ونقطة سوداء في سجل المؤسسات الدولية التي تدعي الديمقراطية وتناضل من أجل ترسيخ قواعد القانون الدولي ? بما يكفل للإنسان حقوقه الأساسية والعيش بكرامة .
ثمانون اسلوبا?ٍ
وذكر فروانة بأن أساليب التعذيب في أقبية التحقيق وصلت إلى قرابة ثمانين أسلوبا?ٍ ? أبرزها : الشبح ? الهز العنيف ? الضرب على مؤخرة الرأس ? تكبيل الأيدي وعصب الأعين ? الضرب والصفع على المعدة ? الموسيقى الصاخبة ? التحرش الجنسي ? تكبيل اليدين والقدمين سوية على شكل موزة ? الضرب على الجروح ومنع الأدوية والعلاج ? الحرمان من النوم ? الجلوس على كرسي صغير على شكل زاوية حادة ? استخدام الكلاب ? الحرمان من الطعام ? شد الشعر وخلعه ? الضغط على الركبتين والضغط على الخصيتين ? المكوث في ثلاجة ضيقة ومعتمة ? التعرية من الملابس ? الصعق بالكهرباء ? الوقوف تحت المطر أو في البرد القارص عراه ? الخنق بالماء ? العزل ألإنفرادي ? واعتقال الأقرب لا سيما الزوجات والأمهات للضغط والابتزاز …الخ
تعذيب ما بعد التحقيق
مضيفا?ٍ بأن هناك أساليب أخرى تستخدم ما بعد فترة التحقيق كالعزل الإنفرادي ولسنوات طويلة ? والحرمان من رؤية الأهل والتواصل معهم ? والاستفزازات المستمرة والإفراط في استخدام القوة ? إذلال الأهالي واهانتهم وامتهان كرامتهم ? التفتيش العاري والتنكيل بالأسرى أثناء خروجهم للزيارة أو تنقلهم للمحاكم والسجون الأخرى ? والحرمان من العلاج وعدم منح المريض الأدوية والمسكنات الضرورية ..الخ ? مما يؤكد على أن التعذيب يبدأ من لحظة الاعتقال وحتى لحظة الإفراج ? فيما آثاره تبقى تلاحق الأسير إلى ما بعد ذلك .
ونوه فروانة إلى أن تجارب التعذيب مؤلمة وقاسية ? وأن شبحها يبقى راسخا في ذاكر الم?ْع?ِذ?ِب يلاحقه أينما ذهب? ويفاقم من معاناته كلما تذكرها ? لا سيما وأن التعذيب لا يزال مستمرا?ٍ وأن مقترفيه طلقاء دون ملاحقة أو محاسبة .
وقال فروانة أنه لا يمكن الحديث أو الكتابة عن التعذيب دون الاستحضار الاضطراري للتجربة الشخصية رغم مرور قرابة عشرين عاما?ٍ ? فلا يزال التعذيب يلاحقني ويؤلمني ? وصور المحقق وهو يستمتع بتعذيبي راسخة في مخيلتي ? مما يولد لدى? شعور بالألم والمرارة? ويدفعني لإستحضار صور آلاف الأسرى الذين ع?ْذ?بوا ولا زالوا ي?ْعذبون في السجون الإسرائيلية ?.
مضيفا?ٍ بأن ذكريات التعذيب تستمر في ملاحقة الأسير وتترك آثارها السلبية الجسدية والنفسية على صحة الأسير ? مما يستدعي اتخاذ إجراءات فعلية للتخفيف من آثارها النفسية ? والسعي الجاد لمساندة ضحايا التعذيب وتعويضهم بشكل مناسب وتأهيلهم نفسيا?ٍ واجتماعيا?ٍ ومهنيا?ٍ ووظيفيا?ٍ ومساعدتهم للاندماج في مجتمعهم بما يكفل لهم حياة كريمة لهم ولأسرهم.