علاو وحرمة الموت
عندما سؤل المغفور له يحيى علاو في مقابلة له عن انتمائه الفكري والسياسي ومدى صحة انتماءه لحركة الإخوان المسلمين اجاب (هذا شرف لا أدعيه, ففكر الإخوان المسلمين فكر مستنير في العصر الراهن, وبصراحة أتمنى أن أكون منهم لأني أحترمهم وقابلت خلال دراستي في الجامعة نماذج مشرفة منهم, ولكن ظروفي كإعلامي تمنعني من الانتماء لأني لست متفرغا?ٍ , وأجد في نفسي قصورا?ٍ أن أتمثل هذا الفكر) وهذا نفي قطعي بانتمائة سواء لحزب الاصلاح او المؤتمر واقرار منه بانتمائه لمهنته واخلاصه لها دون غيرها
لكن بعد ان مات نتفاجأ من حزب الاصلاح في بيان النعي الذي اصدره: ( بان علاو كان أحد رجاله ورموزه وقاماته الإعلامية والفكرية والدعوية وأحد النماذج الذين تعتز الحركة الإسلامية إنجابهم وأكد الإصلاح ان علاو ظل وفيا?ٍ لمبادئ وقيم الحركة الإسلامية وملتزما?ٍ بنهجها ومسارها الحركي والتنظيمي حتى أخر لحظة وانه ممن التحقوا مبكرا?ٍ بصفوف الحركة الإسلامية في الثمانينات) فماذا يريد حزب الاصلاح من محاولة التمسح بالفقيد والادعاء بان الفقيد كان احد كوادرها?! اليس في هذا دليل قاطع ان الاصلاح يبحث عن فضائل الراحلين لينسبها الى مطبخه الزاخر بالسوءات, كلنا عرفنا مصداقية علاو الذي لم تكن تنقصه الشجاعة ليعلن عن انتمائة الفكري والسياسي وكلنا عرفنا من يحيى علاو وقرأنا عنه انه كان ينتمي لما هو اكبر من حزب الاصلاح والانتماءات الضيقة بكل اشكالها لانه كان وكما قال ينتمي للوطن اليمن بلد الايمان ولمهنته ولقيمها ولكل القيم النبيلة التي لم نجد لها اثرا في بيان الاصلاح ودعاواه
“إذا رغب علاو بالإهداء فلمن يبعثها” سؤال وجه لعلاو ومن اجابته كان “عمر بن حفيظ” وهو صوفي ولم يرسل لاحد من جماعة الاخوان!! ومع ذلك لم تعمل جماعة الصوفيين في اصدار بيان نعي تنسب الرجل بفضائله اليها كما لهثت جماعة الاخوان نتمنى ان لا تؤثر افرازات العمل السياسي على تعاملنا مع الاحداث فلا يراعى حرمة الموت
ويقول علاو(هناك بعض القنوات مثل الجزيرة عرضت علي أن أكون مراسلها في اليمن, ولكني رفضت, وكذلك رويتر, والمستقلة عرضتا علي, ولكن حبي لجمهوري ومحاولتي خدمته في بلادي كان أحب إلي لأنه لكل إعلامي رسالة ورسالتي خدمة جمهوري) فماذا يريد ان يقول الاصلاح ان علاو كان يخفي انتماءه اليهم وانه فضحه قبل ان يوارى الثرى?!! وهل كان خوفا ام كان “يخزى” من انتمائه لهم?!! ما ارجوه ان يخافو الله