تكريس اللادوله
عندما نؤكد مرارا?ٍ بأن البلاد تتراجع إلى الوراء أكثر منه إلى الأمام لا نعني بذلك خلوها من الايجابيات في بعض المجالات التنموية غير أن هذا لا يعفينا من أن نذكر ما نلمسه من انطباعات تثبت بأن أمام اليمن الكثير لكي يجتاز قوقعته الحالية تبدأ من تصحيح نمط التفكير لدى صناع القرار في السلطة والمعارضة وكذا منظمات المجتمع المدني.. فبدون تصحيح مسار التفكير سينحرف مسار الوطن? ومن أنماط التفكير السلبي والذي يستغرب منها المواطن البسيط ولا يحبذ رواد السياسة والناشطين في المجال الثقافي والمدني أن يعوها (على سبيل المثال لا الحصر). * نقابة الصحفيين اليمينين تراجع أدائها وفعاليتها على المستوى الجماهيري وأصبحت مفرغة من مضامينها خصوصا?ٍ بعد أن تحولت إلى وكر يستغله البعض لأغراض حزبية ما أدى لشل قوتها ولم تعد تخدم الوسط الصحفي بقدر ما كانت سببا?ٍ في ضياع حقوقه وبالذات بعد انعقاد مؤتمرها العام الأخير بطريقة أظهرت مدى سيطرة الأحزاب وتقاسمها للمناصب الحساسة ولأن فاقد الشيء لا يعطيه فشلت في مهامها بالرقي بمهنة الصحافة وكثرت مطاردة الصحفيين في عهدها الجديد فيما هي اتجهت لممارسة أساليب الاستفزازات والمنازعات البينية الصغيرة مثل إقصاء البعض ورفض منح آخرين بطاقة العضوية بحجج واهية ككاتب السطور الذي تم رفض عضويته لسبب بسيط وهو ان الصحيفة التي يعمل فيها لم يستسغها أعضاء النقابة كونها موضوعية فلا هي تابعة للحزب الحاكم فينبري للدفاع عنها ولا هي تابعة للمشترك كي ينتفض الأعضاء المنتمين للمشترك ويسارعوا للاعتراف بها مع أن الصحيفة مرخصة من قبل وزارة الإعلام ويعمل رئيسا?ٍ لطاقم التحرير فيها ولم يطالب سوى بتطبيق شروط العضوية التي استوفاها في وزارة الإعلام وتم منحه صفة رئيس تحرير??? خوفنا من ان مثل تلك التصرفات قد تقود إلى تفكيك النقابة وتكوين نقابة جديدة على غرار نقابة التربويين المشتتين بين ثلاث نقابات? زد على ذلك توجيه رئيس الجمهورية بمنح الصحفيين أراض لبناء مساكن لهم? فكيف للنقابة ان تضيف أعضاء جدد خشية ان تقلص سعة الأراضي عند التوزيع لهذا كان من الأفضل توقيف اي عضو جديد بأي حجة وبأي ثمن ليتسنى نهب الأراضي وتقاسمها بعد ان كان البعض يذرف دموع التماسيح عبر الصحف ويطالب بعدم نهب الأراضي من قبل المسئولين وصدقوني كل الأراضي المنهوبة تمت بقرارات حكومية وبموافقات رسمية? (نهب بالقانون) كما هو حال الصحفيين الآن بعد توجيه فخامة الرئيس. *لم يكن الإطار النقابي لصناع الكلمة وقادة الرأي لوحده من ينادي بتصحيح الأوضاع وأعضاءه في مقدمة من يرفضون بناء دولة المؤسسات ونظام المجتمع المدني عبر تصرفاتهم? فمعارضة تكتل المشترك والحكومة التابعة للحزب الحاكم يساهمون في تعميق دولة القبيلة على حساب القانون الذي يتباكى الجميع من عدم تطبيقه والا ما معنى ان تقوم الحكومة بجلب الأثوار والأغنام والأسلحة لتحكيم ابناء قبيلة عبيدة عقب استشهاد جابر الشبواني بمأرب بدلا?ٍ من التحقيق في سبب الخطأ ومعاقبة مرتكبيه? والحال نفسه ينطبق على من قاموا بتجهيز موكب قبلي لتحكيم أبناء يافع بعد مقتل مدير مكتب باجمال.. الغريب في الأمر ما ذكرته وسائل إعلامية من أن حميد الأحمر التاجر والمعارض المعروف قد أعلن دفع مليون دولار دية المقتول بدلا?ٍ من أن يسلم احد رجاله الذين قاموا بإطلاق النار وقتل مدير مكتب باجمال بمعنى أن الجميع يساهم في تثبيت دولة اللا دولة ويرسخ المفاهيم القبلية بدلا?ٍ عن القانون. * إلى ذلك يستغرب البعض من استغلال وفاة الإعلامي اللامع يحيى علاو المحبوب جماهيريا?ٍ والمتاجرة بشخصيته لأغراض حزبية ومصالح خاصة فهذا أكبر أحزاب المعارضة ينعي المتوفي ويحرص في بيانه على الجزم بأنه احد رجاله وكوادره أكثر من كونه بيان نعي مع ان الفقيد فقيد اليمن ككل وفي مقدمتهم الجماهير البسيطة? من جهته الحزب الحاكم سارع في لفت أنظار الناس بأنه موظف حكومي (بمعنى مبطن) مؤتمري ويسارع في صياغة بيان النعي بل انه حرص على ان يكون وزير الإعلام ضمن المشيعين ويؤكد بأنه لا صحة لما قيل في أن التلفزيون قد أوقف مرتبات المرحوم? وهكذا سباق محموم ولا نستغرب أن نرى على صفحات الصحوة صورة لبطاقة عضوية المرحوم للحزب الناطقة باسمه ومثلها صحيفة الحزب الحاكم ومن يسبق الآخر لإجراء حوار مع احد أقارب المرحوم يؤكد بأنه ينتمي للحزب الفلاني هل الصحوة أم الميثاق? مع أن المرحوم كان يمنيا?ٍ ولم يكن حزبيا?ٍ وكنت أتمنى أن اسمع ولو على طريق الدعاية بأنه قد تم إسعافه للخارج على نفقة المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون كونه أحد موظفيها أو على حساب الحزب الحاكم أو حزب الإصلاح لكن موهبة الإعلامي رحمة الله تجاوزت جهل المذكورين آنفا?ٍ ولفتت انتباه الأمير سلطان فتبرع بعلاجه في المملكة على نفقته الشخصية ولذا كان يحيى علاو سعوديا?ٍ فالمملكة هي من وقفت بجانبه في وقت كان بحاجة ماسة لمن يقف بجانبه ولم تستثمر السعودية وفاته وتسارع في صياغات بيانات النعي لأغراض شخصية. لقد مات يح