منظومة النجاح..
ارتفاع شاهق ومنظر ساحر ونحن بذلك الفندق الصنعاني ذو الطابع الفريد من نوعه قبيل الغروب مع مجموعة من الأخوات العربيات واليمنيات نتبادل التجارب والخبرات على رائحة القهوة اليمنية المتميزة التي أحدثت ما احدثتة من انسلاخ في شخصيات الموجودات وتجرد من كل الحدود والمسافات بصورة تثير عبق الحب من حولك وتحول وجودك يفرح وجود الكل داخل هذه المجموعة متناسين جريان الزمان فالنقاشات ملتهبة والآراء متقدة وكلا عن وجهة نظرها تدافع فكان تفاعل أحداهن الأكثر ذكاء حين قالت: تعالوا نوحد حوار يخصنا نحن النساء جميعا برغم كل تلك الحدود والمسافات ونناقشها ?الكل توجه بالأنظار نحوها وهي تطرح مقترحها المثير للتفكير المستفز لشهوة التعبير… فما لبثت أحداهن تمتطى الفكرة نافضة الحروف من حولها بقولها :لماذا الحيرة والدهشة والتفكير.. فعمل المرأة هي القضية التي تجمعنا فنحن اليوم نساء قياديات نعيش عالمين متناقضين عالم الحياة التقليدية حيث الزوج والأبناء وعالم القيادة التنموية داخل مجتمعاتنا (مؤتمرات محلية وخارجية ?ندوات?برامج تدريب وتأهيل اسر فقيرة أيتام أرامل …) فما تأثير العالم الثاني في الأول..?
شاركتها الحديث أخرى بقولها :الدهشة أننا محشورين بداخل هذا العالمين والجميع يطالبنا بتحديد زوايانا في هذه العالمين…!
قالت أخرى: تحديد الزاوية في دائرة تحدى كبير…!!
روت أخرى :الكسر هو الخلاص من هذا التحدي والتحليق في فضاءات الانعتاق
فتعود متحدثتنا: هل الكسر هو الخلاص يعنى التنازل عن الأول((الزوج والأبنا))ء..أو الثاني))كل ذلك العمل الاجتماعي التنموي الكبير((
هل هذا هو الكسر الذي نسعى وندور حوله ….?
فتعود أخرى :لاء يا أخواتي لاء …الحاجة أم الاختراع ولايأس مع الإصرار فالعمل القيادي والتنموي يعطى للمرأة قوة خارج المنزل لكنها في البيت تكون أكثر حميمة وعملها القيادي التنموي ينعكس داخل بيتها وحياتها الأسرية بشكل عام ?فإذا خرجت المرآة عن هذه الدائرة فهناك خلل لابد للمرأة التنبه له ? و ويأتي جانب دور الزوج الذي يحرص بالإسهام بأن تمضي حياته الأسرية في غاية الانسجام والسكون
أيدتها إحداهن متبسمة: بقولها نعم …يبدو أن هذه القهوة الراقية لكل حضارات اليمن السعيد قد جعلتك تشخصي ايجابيات العمل القيادي التنموي بشكله الصحيح ?وأحب لفت نظر الحاضرات إلى أن هناك بعض من قصص ربات بيوت متعثرة وفي بعض الأحيان فاشلة فلماذا لاي?ْلمن?ِ تلك النساء بقدر المرأة العاملة ..!!هذا ظلم كبير تتحمله المرأة القيادية والتنموية فوق عاتقها بصورة مزعجة……. والصحيح أنة متى ما توفر التفاهم بين المرأة والرجل شركاء المؤسسة السارية كانت زوجته قيادية أو ربة بيت فان “التفاهم” هو سيد النجاح في مؤسسة الأسرة
التفت الكل إلى أهدئهن وأكثرهن صمتا?ٍ طالبين منها إبداء الرأي فردت بتعجب رزين إنا لم اشعر بهذا الاستياء مع أنني اعمل في هذا المجال منذ25عام وزوجي موجود في هذا المجال قبلي وأولادنا منهم من يواصل معنا ومنهم من يراقبنا مع دعواته لنا بالتوفيق ولم ينتابني هذا الإحساس ولو للحظة واحدة بل أنني اعتبر كل النجاح الذي حققته في حياتي كان بسبب دعم زوجي لي ?أمامسئلة حصر المشكلة بالمرأة أو الرجل فأصابع اليد الواحدة تختلف فان حملنا المرأة وحصرنا المسؤولية فهناك نساء يزايدن على عالم الزوج والأبناء آو عالم العمل القيادي التنموي ?مثلما هناك رجال أيضا يدمرون بيوتهم ويشردون أبنائهم مقابل تمسكهم بعالم يمتلك من الضوء مما يحجب عنهم رؤية أهم التفاصيل الأسرية… فالنجاح في نهاية الآمر منظومة متكاملة
وفي غرة هذاالحديث الهادي وغرة العطاء في التجربة تداخلت أصوات المآذن معلنة انقضاء يوم ومعلنة بداية يوم جديد فأغمضن الحاضرات أعينهن آمنات مطمئنات مع تمنيات بالدعاء بان يعيدهم لمثل هذا المكان مرات ومرات عديدة .