تجمع “يوتوبيا” يناقش “الحكاية الشعبية” في فلسطين
استضاف تجمع “يوتوبيا” في لقائه الدوري بجاليري الاتحاد الباحث المعروف في التراث الشعبي سليم عرفات المبيض والباحث في مجال الحكاية الشعبية تحسين أبو عاصي والدكتور محمد بكر سلمي للحديث عن التراث والحكاية الشعبية? أدار اللقاء الكاتب علي أبو خطاب الذي بدأ اللقاء بتأكيده على معايشتنا جميعا?ٍ للحكاية الشعبية? فليس منا أحد لم يسمعها في طفولته ولم يحفظ بعضا?ٍ منها. تحدث أبو خطاب كذلك عن علاقة الأسطورة بالحكاية الشعبية مع اختلاف الباحثين إذا ما كانت الأولى تسبق الثانية أو العكس? أما عن حضور الحكاية الشعبية في الأدب فأشار إلى تأثر كبار الك?ْتاب بها أمثال ماركيز وهسه? كما أكد على ارتباط الحكاية الشعبية بالمرأة? حيث الراوية عادة?ٍ هي الجدة أو الأم كما كانت شهرزاد هي الراوية في تراثنا لحكايات “ألف ليلة وليلة”.
الباحث المبيض تحدث عن التراث الشعبي بصفة عامة? وقسم التراث إلى: مادي ومعنوي. أما المعنوي فيتمثل في الحكايات والأمثال والأشعار وغيرها? ممن نلمسها حتى في الأدب الفصيح. أما التراث المادي فيتمثل في المحراث والعجل والضبة والمفتاح وغيرها من الأدوات التراثية? التي لا بد لنا من أرشفتها وتصويرها للحفاظ عليها? خاصة للفلسطينيين فنحن نحارب عدوا?ٍ يريد أن يسرق الأرض وحضارتها وتراثها. لذا يرى المبيض أن الاهتمام بالتراث الشعبي هو وسيلة مقاومة. وأكد المبيض أن التراث الشعبي لم يترك شيئا?ٍ إلا ذكره. تعقيبا?ٍ على المبيض أكد أبو خطاب أن حضور التراث الشعبي في الأدب المعترف به هو انتصار له مقابل تهميشه عقود طويلة لأنه ك?ْتب بالعامية? مثل “ألف ليلة وليلة” التي ظ?ْلمت طويلا?ٍ على مستوى الأدب الرسمي – إن صح التعبير. أما التراث المادي فرأى أبو خطاب أنه حاضر بشدة في الحكاية الشعبية حيث نجد “الرحاية”…الخ. ثم قرأ الباحث أبو عاصي عددا?ٍ من الحكايات الشعبية التي تحمل مضامين تعليمية أو تربوية أو تفسر أمثال شعبية معروفة. و رأى أبو عاصي أن الحكاية الشعبية يجب أن تكون وسيلة تربوية من أجل تعزيز أخلا ق المجتمع? كما رأى أنه من الأفضل للحكاية الشعبية أن ت?ْكتب بالفصحى حفاظا?ٍ على سلامة اللغة? وخالفه في ذلك الباحث المبيض الذي رأى أن الأدب الشعبي يجب أن يسجل كما هو بلغته. الدكتور سلمي أكد على عمق الحكاية الشعبية رغم بساطتها? وأنها ليست لمؤلف واحد بل هي تراث جمعي? وأيضا?ٍ يرى أن المستمع شريك المؤلف. فالراوي يحكي حسب ثقافة ولغة من يسمعه. وتطرق سلمي لــ “ألف ليلة وليلة” ككنز للحكايات الشعبية وكدعوة لتفوق المرأة على الرجل? حيث تفوقت شهرزاد على أبيها الوزير وزوجها الملك. وأشار سلمي لعروبة حكايات “ألف ليلة وليلة” فهي ليست هندية أو فارسية? بل نجد بها الشعر العربي والتاريخ العربي. أما عن الحلول السحرية واللاواعية في الحكاية الشعبية فيرى سلمي وجوب إعداد الحكايات بشكل يناسب حاضرنا وبشكل عقلاني. كما يجب –حسب رأيه- تهذيب “ألف ليلة وليلة” في الإعلام المرئي والمسموع? حيث بها ألفاظ ومشاهد خادشة للحياء. وحين سأله أبو خطاب إذا ما كان يعني كلامه منع النص الأصلي لـ”ألف ليلة وليلة”. أجاب سلمي بالرفض? فبرأيه لا يجب منع طبع النصوص الأصلية لكنه مع تشذيبها وإعدادها? خاصة حين تقدم إعلاميا?ٍ لجمهور أو لأطفال ومراهقين. ورأى سلمي أن في “ألف ليلة وليلة” جوانب نفسية واجتماعية? فشهرزاد عالجت شهريار نفسيا?ٍ بالكلام? كما قدمت الليالي صورة مقابلة للحرمان من فقر وكبت..الخ نجد إشباعه في حكايات شهرزاد والحكاية الشعبية عموما?ٍ. وشدد أخيرا?ٍ على أن الحكاية الشعبية شفوية أكثر منها كتابية.
تبع المداخلات نقاش تحدث فيه بعض الحضور منهم الكاتب محمد نصار الذي أكد على أن التراث هوية? وتحدث عن قصة لكاتب إسرائيلي واستلهم من قصة مثل شعبي فلسطيني? وطالب بجمع الحكايات كما هي بلغتها وجوها? فهو ضد التحريف في الموروث. أما الصحفي تميم معمر فتحدث عن اللغة ومفرداتها ذات المدلول الخاص في الحكاية الشعبية. الشاب أحمد أبو وردة تحدث عن الحكواتي وإذا ما كان معروفا?ٍ قديما?ٍ? وسأل عن مدى حضور الحكاية في عصر التكنولوجيا. واتفق بعض الحضور على أن الحكاية قديما?ٍ كانت جزءا?ٍ لا يتجزأ من واقع الإنسان وحياته? وأما حديثا?ٍ فربما أصبحت وسائل الإعلام والدراما التلفزيونية والسينمائية بديلا?ٍ للحكاية. الكاتب المبيض خالف ذلك ورأى أن الحكاية لا تفني? ودعا لقراءة التراث الشعبي بأسلوب علمي? سواء سيكولوجيا?ٍ أو اجتماعيا?ٍ أو لغويا?ٍ..الخ. وأكد أن التراث ي?ْشبع جانبا?ٍ معنويا?ٍ في شخصية الإنسان? لا تشبعه الماديات فقط من حاسوب وتلفاز وجوال..الخ. الكاتب علي أبو خطاب ختم اللقاء بقوله إن الحكاية الشعبية جنس عالمي? ونجد تشابها?ٍ في حكايات الشعوب عبر العالم. وربما لهذا تأثر بها وكتبها ك?ْتاب قصة كبار أمثال بورخيس ومونتيروسو وكويلهو. وأشار أبو خطاب للحضور الطاغي للخيال والميتافيزيقا في الحكاية الشعبية بشكل يشبه الواقعية السحرية? ربما هذا سبب تأثير “أل