( الوخز بالقلم ) الحقيقة المرة
حتى وإن قالو لك إنها الإجابة الشافية لا تصدق ذلك ? فلربما كان الجواب البوابة المفضية إلى سراديب الحيرة والذهول ? أعني بها تلك التي تسلمك قسرا إلى سؤال كبير يوصلك إلى دهليز واسع يقف على أعمدة شديدة التباين من أدوات الاستفهام والتعجب والاستنكار .
دعوني اكون اكثر وضوحا وبشيء من الشفافية التي غدت اليوم أكثر من أي يوم مضى مطلبا جماهيريا ويحتاجه كذلك الخاصة من الناس وإن كابروا واصروا على تمسكهم بحقهم في الغموض والمواربة.
الحقيقة يا أصدقائي الطيبين م?ْرة ? والله م?ْره ? !.
ذات يوم مع بداية ما أطلق عليه الأزمة الاقتصادية العالمية ? دعا وزير الإعلام ? من ي?ْسميهم القيادات الإعلامية إلى اجتماع في ديوان الوزارة يحضره الأخ/ د/ يحي المتوكل وزير الصناعة والتجارة .
حضر القياديون ? الانصار والازلام ? وحضرت?ْ معهم بحكم عملي كرئيس لقطاع الإذاعات المحلية ? لا أكثر.
في الاجتماع تحدث الأخ/ وزير التجارة فأطنب في شرح الأزمة الاقتصادية حتى خلنا أن السماء توشك أن تقع على الأرض وكدنا نصرخ بصوت واحد ورؤوسنا بين ارجلنا (يا ساتر يا ساتر ? يا ساتر سترك) ونحن فعلا نسأ ل الله ستر عوراتنا فقد كثرت .
الأخ / وزير الكلام ? عفوا أعني الإعلام سره ما سمع فامتشق حسام البيان ? ورفع حاجبا واخفض الآخر كعادته وهو يحاول أن يجبر متابعيه على الاقتناع? وأخذ يعدد المكارم والمحاسن والنعم التي يحضى بها مواطنوه في اليمن والرخاء الذي ينعموا به مقارنة بأمثالهم في الدول الأخرى ? ولم ينس أن يندد وبشدة بأصوات الجياع الخرساء التي أعلنت في استحياء المقهور المغلوب على أمره تضررها من تضاعف اسعار القمح حتى غدى البعض لايستطيع ان يكفي نفسه ومن يعول (خبز حاف).
كانت فرصة متاحة للوزير المتكلم للتعريض بالمغرضين والعملاء والمزايدين على حد وصفه? من المعارضين الذين يصتادون في الماء العكر على حد تعبيره.
في الاجتماع انبرى احد المدعوين من التنابلة فاتحا شدقا هو مفتوح خلقه! وماأظنه إلا قد ابتلع حق القات (والذي منه) قبل الإجتماع مباشرة ? فتهدلت شفتاه وانتفخت اوداجه وطال قذاله كي يسمعا .
فقرأ بصوت لا تنقصه البجاحة ما اسماه الخطة الاعلامية المهولة التي ستخرس المعارضين وتداوي افئدة الجوعى المتبرمين ? أو على الأقل تسكتهم.
تهللت أسارير اللوزي بعبقريته فرحا ونظر إلى وزير الصناعة والتجارة ولسان حاله يقول ( أرأيت ? ورانا رجاله).
كدت امزق حشية الكرسي الذي اجلس عليه غيضا وحنقا مما سمعت وطلبت حقي في الكلام ? باعتباري أحد المتضررين مباشرة من حالة التخبط واللاوعي التي تدار رحاها في الساحة ? سألته مستنكرا ألم يكن الأجدى به أن يسخر جنازير قنواته المسموعة والمقروءة وصحافته الملونة والتي بلا لون أو طعم أو رائحة أن يعمل على خلق اعلام تنموي حقيقي يتحول معه الناس إلى موارد بشرية تدار بجدارة مثلها تمما مثل الموارد الطبيعية المهملة بدورها ? ضربت له مثلا بالمساحات الشاسعة من الوطن الغالي المهمل? مذكرا بالتعطيل الكامل للمقدرات والطاقات الأمر الذي جعلنا نقع مع أول هزة مفتعلة أو غير مفتعلة في الاسعار الدولية وإن بغرض التلاعب بالشعوب وحاجاتها إذ لسنا محصنين لمواجهة أي مما يحدث أو يدار.
أتدرون ما كان رده ? في الواقع كانت ردة فعل ? لم يدعني اكمل بل ذهب إلى ما هو ابعد من ذلك حاول محو ما قلت من ذاكرة الحاضرين ? أو على الأقل التشويش على أفكارهم ? فوصف ما قلت بالحديث الانفعالي والانشائي واللامنطقي .
اسألكم بالله هل هو كذلك ? أعرف إجابتكم أما هو فموعدي معه في المقال القادم للتوضيح ليس إلا ( هل الموارد البشرية والطبيعيه مهملة ومهدرة أم لا )
إلى اللقاءمع وخزة قلم .