مواجهة وباء الكوليرا في العراق .. بواسطة تقنية “بكتيريوفيج الحيوية”
يعد وباء الكوليرا من الأوبئة المدمرة? التي تعاني منها العراق. وتفشى الوباء بصورة كارثية خلال منذ العام 2007? وأصيبت به أكثر من 28 محافظة عراقية. وعلى الرغم من تشكيل لجنة وطنية رفيعة المستوى لمكافحة الوباء? وعلى الرغم من تعاون العديد من المنظمات مثل البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة? واليونسيف? ومنظمة الصحة العالمية? الهيئة الطبية الدولية? ومنظمة أطباء بلا حدود? وغيرها من المنظمات المعنية? إلا أن الجهود المبذولة? في حاجة لمزيد من الدعم.
في هذا السياق? اتفقت المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية? في محضر اجتماع معتمد? في العاصمة الأردنية عمان? بعد سلسلة من الاجتماعات? ترأسها الدكتور عبد اللـه عبد العزيز النجار? رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا? والدكتور عمار محمد حسن وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية? وشارك فيها عددا من ممثلي المؤسسة ووزارة البحث العلمي العراقية? على بحث وتطوير قدرات الكوارد العراقية في توظيف تكنولوجيا بحوث البكتريا? المهمة في تشخيص وباء الكوليرا (المعروفة باسم بواسطة تقينات بكتيريوفيج الحيوية “Phage”)? والتعامل مع الوباء. كما تغطي المذكرة مجال التعاون في البرامج التدريبية داخل وخارج الجمهورية العراقية? بالإضافة إلى تهيئة الكوارد في الجامعات العراقية على البحث العلمي في هذه المجالات الحيوية? مع تأهيل مختبر تخصصي في هذا الميدان داخل العراق. صرح بهذا الدكتور عبد اللـه عبد العزيز النجار? رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا.
في سياق متصل? أكد الدكتور عمار محمد حسن وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية أن هذا التعاون يأتي كحلقة جديدة في سلسلة برامج التعاون المشترك بين المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا والجمهورية العراق. معربا عن سعادته بهذا التعاون? وتقديره للدور البناء للمؤسسة في العراق? لدعم المجتمع العلمي العراقي. مشددا على أن وباء العراق? ظهر بصورة خطيرة في العراق في السنوات الأخير? بفعل تلوث البيئة (التربة والمياه والهواء)? نتيجة التطورات التي مر بها العراق? ويعرفها العراق. مشددا على أن هذا التعاون سيساهم في زيادة القدرة العراقية? وفعالية الجهود المبذولة لتطويق ومواجهة وباء الكوليرا? الذي تفشي في الكثير من المحافظات العراقية? مثل: بابل? بغداد? ديالي? السليمانية? كربلاء? أربيل? النجف? البصرة? ميسان? ديالى, وغيرها. وسبق للعراق أن دعت العالم والأمم المتحدة لتساعدها? في مواجهة وباء الكوليرا? وكان أول دعوة لهذا من قبل دوائر الخدمات الصحية في محافظة بابل.
هذا? وشدد الدكتور أحمد الألوسي? مدير مشاريع العراق بالمؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا على أن مذكرة التعاون ستساهم في تدعيم قدرة الباحثين العراقيين في مواجهة وباء الكوليرا من خلال تقينة جديدة تعرف باسم “الفاج” أو “بكتيريوفيج”. وأن هذا التعاون يأتي ضمن جهود المؤسسة لدعم الباحثين العراقيين? والمتمثلة في برامج منحة البحث والتطوير في العراقRDI? ومنحة الدكتور ماجد حسين لمواجهة ملوحة التربة وإدارة المياه? وغيرها من برامج المؤسسة في العراق. مضيفا أن مشكلة الكوليرا في العراق لن تزول بسرعة. إذ يرجع سبب تفشي الوباء بسبب تلوث المياه والمرافق الصحية السيئة في العراق. علما بأن لا تتوفر إمكانية الحصول على مياه شرب نقية إلا لنحو 30% من العراقيين? ولا يتم معالجة إلا 17% من مياه المجاري? قبل تصريفها في المجاري المائية.
وأضاف الدكتور محمد السراج? مدير عام دائرة البحث والتطوير بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية أن هذا التعاوة خطوة مهمة لتأهيل الباحثين العراقيين والمجتمع العلمي ? على اتباع أحدث الأساليب التقنية لمواجهة وباء الكوليرا في البلاد. مشيرا إلى أن التعاون العربي العربي? بين المؤسسة والوزارة? سيساهم في زيادة فعالية الجهود المبذولة? خاصة وأن الأشقاء العرب لديهم قدرة أكبر على الانسجام والتعامل مع المجتمع العراقي وخصوصيته. أما الدكتور صباح الجاسم المخترع العراقي المغترب والمطور لهذه التقنيات الحيوية? فأكد أهمية تطبيق تقينات بكتيريوفيج الحيوية “Phage? لمكافحة والتعامل مع أمراض الكوليرا? والعمل على تطويرها من خلال البحوث الحيوية داخل العراق? بغرض الوصول إلى السيطرة على هذا الوباء.
ويقصد بتقنية “البكتيريوفيج” أن الكوليرا نتيجة تطور بكتيري معقد في المياه? في بيئة مواتية? خاصة في خزانات المياه? الملوثة بفيروس من سلالات البكتيريا الضمة الكوليرية. هذا ويعتمد حجم تأثير فيروس الكوليرا? علي الضمة Phage? ومن ثم تعمل هذه التقنية “البكتيريوفيج”? علي مهاجمة هذه ضمة البكتيرية? وعزلها. كما يمكن استخدمها في التشخيص الدقيق? وهو ما يساعد في اتخاذ قرارات سريعة? للتعامل مع محاصرة بؤر تفشي الوباء الكوليري? وجهود القضاء عليه.