الرئيس التركي يزور اليمن نهاية العام الجاري
تحدث نائب السفير التركي بصنعاء صبحي انان عن زيارة مرتقبة للرئيس التركي عبد الله غول يعتزم إجراءها إلى اليمن في الربع الأخير من العام الجاري وذلك في إطار العلاقات الثنائية بين اليمن وتركيا. وأشار انان إلى أن العلاقات التاريخية بين اليمن وتركيا هي علاقة قائمة على الأخوة والدين ووحدة الثقافة موضحا أن تركيا جاءت إلى اليمن في الماضي لحماية المقدسات الإسلامية ولم تأت بغرض الاستعمار ولم تنقل اللغة التركية لليمنيين بل نقلت اللغة العربية لتركيا التي تشكل اليوم 60% من حديثها.
وذكر نائب السفير انان في الأمسية الثقافية الأسبوعية التي نظمها المركز اليمني للدراسات التاريخية وإستراتيجية المستقبل ( منارات ) تحت شعار “ قراءة استشرافية لأبعاد ودلالات الموقف التركي من القضية الفلسطينية وموقع تركيا من معادلة الاستقطابات الدولية ? الشرق الأوسط نموذجا?ٍ” أن انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي ليس بدافع تغيير الثقافة أو الدين وإنما بهدف الوصول إلى المعايير الأوروبية في التكنولوجيا والحياة المدنية مؤكدا استحالة تغيير الدين الإسلامي في تركيا لان المسلمين يشكلون 99% من سكانها.
الأمسية التي اقيمت بقاعة المركز شهدت تقديم ثلاث أوراق عمل? حيث تناولت الورقة الأولى “ دور العثمانيين الأتراك في الدفاع عن سيادة واستقلال العرب والمسلمين بين الماضي والحاضر” للدكتور محمود الشعبي أشار خلالها إلى أن مجيء الأتراك إلى اليمن تم بموافقة الأئمة والمماليك والطاهرين وسلاطين حضرموت? مؤكدا أن ” الكلام الموجود في الكتب الدراسية ليس له علاقة بالتاريخ
وأوضح الشعبي أن الفراغ السياسي الذي تركه سقوط الدولة العثمانية نتج عنه خلل في التوازن الدولي في المنطقة العربي وهو ما أدى الى تعرض المنطقة العربية إلى مخططات استعمارية واحتلال وقيام الكيان الصهيوني بدولة فلسطين إثر سقوط الحكم العثماني
وأوضح الدكتور الشعيبي أن جيوش الدولة العثمانية كانت قد وصلت في فترة القوة إلى مشارف فينا وتمكنت من وقف جميع المحاولات الاستعمارية الصليبية الغربية? التي كانت تزحف نحو البلاد العربية من شرق أوربا ومن شمال أفريقي.
وأضاف بأنه على أيدي الأتراك العثمانيين انتشر الإسلام في البلدان الأوروبية التي افتتحوها وبنو فيها حضارة إسلامية قويه? وفي الثلث الأخير من القرن 19 تبنت الدولة العثمانية برنامج إصلاحي واسع يشمل جميع مجالات الحياة? بما في ذلك الأقطار العربية واليمن خاصة? وقد وصلت برامج الإصلاح إلى ذروتها في عهد السلطان عبد الحميد الثاني 1873-1909. ومن بين المشاريع العملاقة التي أهتم بتنفيذها ذلك السلطان? إنشاء شبكة من السكك الحديدية تربط الدولة العثمانية بجميع ولاياتها العربية? وربط تلك الولايات يبعضها وبوجه خاص إقامة سكة حديد إلى الحجاز? والحديدة وصنعاء وتعز والحديدة? وبرلين وبغداد والبصرة وغيرها إضافة إلى إدخال خدمة الاتصالات السلكية وغيرها من خدمات البنية التحتية.
وقال الشعبي:”في الوقت ذاته ثم إنشاء الكثير من المدارس والمعاهد الفنية والتقنية بمختلف أنوعها وتخصصاتها الأولية والعليا والمستشفيات والطرق والمواني وتطوير المزروعات وإقامة نظام برلماني إتحادي ومحلي? كما رفض السلطان العثماني التفريط في أي جزء من فلسطين? رغم ما عرضه عليه زعماء اليهود من أموال كان بحاجة إليها? ولكنه رفض قبولها. ومنع قيام دولة صهيونية ومنع بريطانيا من إعطاء الصهاينة وطن قومي لليهود في فلسطين? إلى أن جاء أشراف الحجاز الذين تحالفوا مع أعداء الدولة العثمانية وخانوا شعوبهم? وسمحوا وشاركوا في قيام دولة صهيونية مجاورة لإمارتهم في شرق الأردن? يحمونها وتحميهم من خلال ما تملكه من أطول حدودية برية معها? على أهم منطقة إستراتيجية? وقد وضعت تلك الحدود الطويلة والمهمة لكي تكون بمثابة الحصن الحصين وصمام الأمان لبقاء واستمرار دولة إسرائيل? تحميها من الدول العربية المجاورة? كالعراق وسوريا والسعودية.
أما الورقة الثانية للباحث علي جار الله الذيب فقد استعرضت دور اليمن وتركيا التاريخي في حماية المقدسات الإسلامية والعلاقة اليمنية – التركية رسميا?ٍ وشعبيا?ٍ ودور العثمانيين في اليمن وحمايتها من عدوان الطامعين وتحصين مدنها. وأشار إلى أن دخول الأتراك إلى اليمن كان بمثابة مرحلة تطور تاريخي للعهود الإسلامية? موضحا أن ” اليمنيين لم يحاربوا الأتراك وإنما اللذين حاربوهم هم أئمة الشيعة”? منتهيا إلى القول بأن الأتراك واليمنيين في سفينة واحدة.
وتطرق الذيب إلى النهضة التي أحدثتها تركيا في اليمن في عدد من المجالات والتي من أهمها المجال التشريعي والانتخابي وفي المجال الصناعي والمواصلات وإدخال القطارات إلى اليمن و في مجال الاتصالات السلكية واللاسلكية وفي المجال العسكري والأمني المتمثل بإنشاء المنشئات الضخمة وغيرها من المجالات الأخرى
مؤكدا أن هذه الشواهد وغيرها لا تزل شاهدا حتى اليوم على رقي اليمن في ذلك العصر عندما دخلت اليمن تحت ظل دولة الوحدة والخلافة الإسلام