في وداع”عـــــلاو”
في موكب جنائزي مهيب, وبعد حياة حافلة بالانجازات الاعلامية,, شيع عشرات الآلاف من المواطنين في العاصمة صنعاء ظهر اليوم جثمان فقيد الإعلام والصحافة اليمنية الإعلامي الكبير يحيى علاو الذي فارق الحياة مساء أمس الاثنين بعد معاناة طويلة مع المرض.
وقد انطلق موكب المشيعين الذين احتشدوا منذ الصباح الباكر من امام مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا التي توفي فيها إلى جامع الصالح حيث أديت الصلاة عليه.. بعدها شقت جموع المشيعين ميدان السبعين الذي لم يشهد من قبل مثل تلك الجموع الغفيرة التي احتشدت من تلقاء نفسها لوداع فقيد الوطن "علاو". وقد وجدت جنازته المحمولة على الاكتاف صعوبة في التحرك بسبب تدافع الالاف المشيعين وتسابقهم الى حمل جنازته على اكتافهم وسط تهليلات المشيعين التى رافقتها الدموع الغزيرة حسرة على فراقه المبكر وذكرياته الجميلة التي يحملها كل مواطن يمني لذلك الراحل.
آلاف المواطنين حضروا والتقطوا الصور لتوثيق اللحظات الأخيرة من وداع صاحب الطلعة البهية عبر شاشة التلفاز لتصل بعدها الجنازة الى مثواها الاخير بمقبرة الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر .
وكان في مقدمة المشيعين عدد كبير من السياسيين وقادة الاحزاب والتنظيمات بالاضافة الى جموع الصحفيين والإعلاميين والأدباء والمثقفين, وعدد هائل من المواطنين الذين تجمعوا من مختلف محافظات الجمهورية.
وقبل دقائق من مواره جسد الفقيد هاجم جموع المشيعين بعبارات جارحة وزير الإعلام حسن اللوزي الذي كان في انتظار جثمان الفقيد عند مقبرة الشيخ الأحمر بسبب التصرفات التعسفية التي اتخذتها وزارة الاعلام ومؤسسة الاذاعة والتلفزيون ضد الفقيد ومنها توقيف راتبه بسبب انتقاله للعمل في قناة السعيدة وقد ادى هذا الهجوم الى انسحاب الوزير عدم المشاركة في مراسم الدفن.
توفي "علاو" في وقت متأخر من مساء أمس الاثنين عن عمر ناهز الـ48 عاما وذلك في مستشفى العلوم والتكنولوجيا بصنعاء, بعد صراع مع المرض.
وكانت وزارة الاعلام والثقافة و حزب التجمع اليمني للإصلاح ? وقناتي السعيدة وسهيل? ومنتدى الإعلاميات اليمنيات ومركز الحريات الصحافية CTPJF ومركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان ونقابة الصحفيين اليمنيين. قد نعوا وفاة المبدع يحيي علاو .
وأشارت بيانات النعي? إلى عظمة الانجازات التي قدمها علاو طوال مشواره الاعلامي الحافل. واعتبرته أحد أبرز الكوادر الإعلامية اليمنية.
ووصفت وفاة علاو بانها الساحة الإعلامية والوطن خسرت واحدا?ٍ من ابرز والمع الإعلاميين الذي استطاع أن يقود ثورة في فضاء الإعداد والتقديم الإعلامي من خلال برامجه المتميزة التي جاب فيها سهول ووديان وجبال ومدن وقرى وأسواق اليمن مقدما?ٍ المعلومة المفيدة والصورة المعبرة والجائزة البسيطة بخفة دم لا تضاهى وببساطة وتواضع".
ولفتت الى ما قدمه علاو من حياة حافلة بالعطاء والإبداع في الميدان الإعلامي الملتزم والهادف. وان اليمن بكامله ليستشعر الخسارة الفادحة بفقدانه رمزا?ٍ من رموز جهاده الإعلامي والفكري والثقافي في سبيل الحرية والكرامة.
ولد يحيى علي بن علي علاو في مدينة (خدير) في مديرية (دمنة خدير) بمحافظة تعز عام 1962م? وفيها درس القرآن الكريم? ومبادئ الفقه على يد أبيه? ثم انتقل إلى مدينة الحديدة? فدرس فيها حتى أكمل الثانوية العامة, وجاء ترتيبه الأول على طلبة الجمهورية في القسم الأدبي عام 1978م.
وابتعث للدراسة إلى المملكة العربية السعودية? فالتحق بقسم الإذاعة والتلفزيون في كلية الآداب قسم الإعلام بجامعة الملك عبد العزيز في جدة? وحصل على شهادة البكالوريوس عام 1985م? ثم حصل على أكثر من دورة تدريبية في الإعلام في سوريا وتونس وغيرها.
عمل مذيع?ٍا غير متفرغ في إذاعة الحديدة بين عامي 1982- 1985م? ثم تعين عضو?ٍا في إدارة الاستعراض عام 1986م? ثم عضو?ٍا في إدارة البرامج في تلفزيون صنعاء? فعمل على تقديم عدد من البرامج المميزة? مثل: (عالم عجيب)? و(قاموس المعرفة)? والبرنامج الشهير (فرسان الميدان)? ثم تعين مسئولا?ٍ عن البرامج العلمية والتعليمية بدرجة مدير عام. كما قدم برنامجي "أولي العزم", و"أسواق شعب