( عبده أولا ?ٍ)
لم تكن الوطنية أو حب الأوطان يوما ما حكرا على احد فكل يمني أصيل يعشق اليمن ويقدسه أكثر من أي شيء أخر .
وباعتقادي انه لا داعي للمزايدة في هذا المضمار باعتبار أن كل مواطن ينتمي لهذا الوطن وطني بالفطرة لا بالشعارات أو المنظمات أو الهيئات فكل طالب يستيقظ من نومه كل صباح على تحية العلم والنشيد الوطني مرددا (الله – الوطن- الثورة – تحيا الجمهورية اليمنية) على مدى 12 عاما فترة التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي فضلا عن الأغاني الوطنية الخالدة التي تغناها أيوب طارش وأمل عرفه وكرامه مرسال وعلي بن علي الانسي ومحمد صالح عزاني والكثير من عمالقة الفن ويرددها اليمنيين في السهول والجبال والشمال والجنوب والوادي والصحراء والغربة والمهجر .
ومن أهم الأدلة الواضحة على الوطنية الأزلية لهذا الشعب العريق هي رفضه للحكم الامامي والاستعماري وتفجير الثورتين وتحقيق الوحدة , وكل المعطيات تدل دلالة صريحة على أن شعبنا ليس محتاجا لأحد أن يستورد له الوطنية أو يمنحه صكها , ومن المعيب جدا أن يعتقد البعض ممن نسميهم “النخبة” أن الولاء للوطن هو بالولاء لبورجي أو عمار أو يحيى أو طارق أو أحمد ومن خالفهم الرأي أو الفكرة فهو غير وطني .
يا جماعة الخير والله أن حب الوطن يمشي في عروقنا , وأنا شخصيا تشربت حب اليمن مع حليب أمي منذ الصغر فوالدي حفظه الله عمل في صفوف الجيش لأكثر من خمسون عاما قدم خلالها كل ما يملك لخدمة هذا الوطن وكانت تربيته لنا بناء على ذلك الحب وتلك الوطنية .
وللتوضيح أقول لولا حبي لهذا الوطن لما اخترت مهنة المتاعب التي كشفت وعريت من خلالها عشرات اللصوص والفاسدين مخلفا لنفسي ولأسرتي جيشا من الأعداء الذين لم يتركوا لي حالي حتى في لقمة العيش .
وبالرغم من ذلك إلا أني أقف عاجزا أمام مواصلة دراستي الجامعية في ظل البحث عن لقمة العيش وإيجار البيت وفواتير الماء والكهرباء والكثير من الاحتياجات الضرورية .
كل ذلك لأني ومثلي كثير في هذه البلاد رفعنا عاليا شعار الوطن أولا وليس “عبده أولا”
hafeed000@gmail.com