عند قبـر نزار قبـاني .. ذرفت الحنين
نـــــزار
شهوة الجرح لآه يلوذ بها
وشهوة الحرية لصهيل يرتقي سل?م الشمس
وشهوة حبري لفضح الجرح
وهو يعانق الوجوه خلف العباءات البيض ..
كان لزاما على حروفي ان تحبو اليك..
ان تقتفي أثر الياسمين العالق في
(مئذنة الشحم) ..
أن اطرق باب صمتك بيدين
ترتعشان لهفة لعناق هواء
تنفسته ذات شعر ..
لأعانق بأصابعي قرميد بيتكم
وبقايا خضرة( ام المعتز) في باحة عطركم
لكن الدار كانت صماء
فلم تسمع نداء الشوق وهو يطرق اصابعي
ولم تلتمع على جدرانه دموع اللهفة
وهي تبحث عن ملاذ له ضحكة عينيك
كانت المرايا مطفأة
والقرميد يعلوه غبار العابرين
كان الموت يرمي بصمته على مزلاج انتظاري
لم يفتح الباب احد
فقد اعلن الباب احتجاجه
واعلن المساء رحيلة بلا نجوم
غير ان مقبرة (باب الصغير)
كانت تشهد في ذلك المساء
صخبا ..
تجمع حوله الموتى زحفا
فوق موتهم
لينصتوا بشغف
لخضرة عينيك وهي تتلو
قصيدتك الجديدة
تلك التي لم تطالها الفؤوس والبنادق
فقد كانت قامة قبرك اطول من اعناقهم
وناصية قصائدك
تجانب النجوم
وموتك الفار?ه
تحفه الزرقة
بموكب شعري مهيب
لأنك نـــــزار
الشاعر الذي منحني صداقته قبل ان يمنحي شعره
وأمسك بيدي وعلمني أن الحبر نافذة الحرية والكرامة والإنسانية التي وعيت على استلابها بمسميات شتى ..
لأنك نـــزار ..
الذي أمسك بمنديل حنانه وراح يمسح عن وجهي تلك الدموع الممل?حة بعلامات الإستفهام ..و يغسل الخوف عن جبهة قلبي ويجلسني على حجره ويعلمني أبجدية الشمس نكاية بالظلام الذي أقنعوني إنه قدر وإن مخالفته ستجلب لي اللعنات ..
وكنت سعيدة بتلك اللعنة التي اصبحت قدري منذ دخولي مملكتك ..
هل يكفي أن ازورك لأقول لك هذا الجميل والعرفان ?
أعرف إني جئت متاخرة .. وهذا قدر الفرح الذي يأتي متأخرا والعناق الذي يأتي بعد ان يلوي أعناقنا انتظارا .. لأنه اتى متأخرا عن العمر بعمر لكنه. . . يبقى عناقا ..
وفرحا أكيدا ..كفرحي الذي يدب في صدري وانا اسعى اليك رغم وعورة الدرب ..
كنت اؤمن ان مجيئي اليك سيكون محفوفا بملائكة الرب الذي رسم لي خطواتي نحوك وقادني كما يقود طفلة الى صفها الأول ..
وكنت الصف الاول الذي ارتبكت خطواتي إليه شوقا واندهاشا .
لطالما كنت اؤمن بالأشياء القدرية التي تقودنا إلى حتفنا وسعاداتنا وتعاستنا أيضا
لذا فلم يكن من قبيل المصادفة أن يصدر كتابي من القاهرة ليتصل بي الناشر إسلام شمس الدين في دمشق ليعطيني عنوان القاصة ميس عباس التي تزامن صدور مجموعتها القصصية مع مجموعتي ..
كانت فرصة جميلة أن أتعرف على ميس التي كانت تسكن في طرطوس وليس دمشق مما صعب علي لقاءها للحصول على بعض نسخ الكتاب .. مع ذلك قررت أن اسألها فيما اذا كانت تعرف الطريق الى بيت