وطن ديجيتال
في حين ان أجيالا كثيره في مصر أستخلصت معني الكفاح الوطني والنضال بأساليب الكفاح المعروفه القديمه كالتظاهر او الكفاح المسلح او العمل السري او حتي من خلال الحرب ضد الغزو الاجنبي .
وصلنا الي جيل جديد له اساليب اخري في التعامل مع مصطلح الوطن ومع تفريغ الشحنه الوطنيه من خلال الاسلاك والستالايت والمدونات وغرف البالتوك .
ومع تقديري الكامل لهذه الادوات الالكترونيه في التواصل والتعامل مع الاخر وفي نشر الفكر او حتي كأداه للتفريغ وللصراخ من ويلات النظم الملكيه في منطقتنا .لكن ومع الاسف يتبقي لنا هذا التناقض بين العالم داخل الشاشه الاكترونيه والعالم خارجها . يتبقي لنا فراغ ما لايفيد الارتباط بالوطن ولكنه يزيد الانفصال عنه .
موقع كالفيس بوك له دور كبير في نشر المعلومات والتواصل بين الناس في مصر و خارجها
ولكن لم يسأل احدا نفسه الي اين يأخذنا هذا الموقع واين مصر الارض والنيل والبحر والهواء والمنازل والعاطلين والمعتقلين والمظلومين والظالمين منه .
واكرر مره اخري انا لست ضد استخدام الانترنيت كوسيله ولست مع استخدامه كعمل سياسي او كحياه .
انا واحد من هذا الجيل الذي نشأ علي أن الانترنيت والتكنولجيا الحديثه هي المستقبل وهي الامل. ولكن ما فائده الدنيا الواسعه اذا كان حزائي ضيق ?
ما فائده هذه التكنولجيا المتقدمه اذا كانت اسلاكها تمر في ارض منهوبه .
التظاهر له سبب و نتائج .
اتذكر اول مظاهره في ميدان التحرير وشعوري المختلف لاسفلت هذا الميدان . لاول مره تشعر بان هذه البلد ملكك وبان هؤلاء المتظاهرين اخوه تشاركهم ويشاركونك شئ ما ..بكينا هذا اليوم لعجز النظام عن الدفاع او حتي عن اعلان رفضه لاحتلال دوله شقيقه كالعراق . صرخنا وتركونا نصرخ اليوم كله . وميدان التحرير لا يملكه الا المتظاهرين وكأنهم في هذا اليوم تعمدوا ترك الميدان للمتظاهرين لتفريغ غضبهم.. وباعتبار اننا نفتقد للتخطيط ونعتمد فقط علي مشاعرنا في التعامل مع هذه المواقف . فاستنفذنا اخر صوت فينا وانتهي التظاهر صامت . وهاهي العراق محتله .. ولكن بالرغم من هذه النتائج المؤسفه تتبقي نتيجه معنويه اخري . وهي قدسيه الفعل للمتظاهر وتأثيره علي شخصيته وبقاء ارتباط ما داخل الوجدان بهذه الساحه .
في دول كثيره من العالم وفي اجازه الاسبوع تغلق شوارع رئيسيه في المدن لعدم مرور السيارات وتترك للناس لممارسه الرياضه او للجلوس . ت?ْترك للناس وت?ٍتر?ْك في الناس معني اخر , معني الارتباط بالمكان
واذا كانت النظم في بلادنا تسعي دائما لفصلنا عن الشارع وعن المكان . واذا كان الجميع يهرب داخل شاشات التلفزيون او الانترنيت باقي اليوم فاني اناشد من لا يتظاهر بان يترك من يتظاهر يتظاهر
وبما ان النخبه او المعارضه او الحركات او غيرها من المسميات لم تتفق ولم تتحد علي هدف ما في الفتره القادمه
فاتركوا الوسيله تساعد علي تحديد هذا الهدف .او علي تحديد الهويه . لانه لن يتحدد هذا او ذاك من خلال الانترنيت او داخل البيوت .. فنحن ثمانين مليون كائن حي ولسنا ثمانين مليون جيجا .