الاستثمار الأغلى
أثار إعلان حملة مناصرة النساء اللواتي يردن التأكد من سلامتهن وخلوهن من مرض سرطان الثدي عبر توفير الأجهزة المناسبة كثيرا من علامات الاستفهام والأسف أيضا?ٍ? فهذا المرض الشرس – الذي قد يصاب به الرجال كذلك – يفتك سنويا بأعز نسائنا وبناتنا دون أن يتسنى لهن بحكم العادات والتقاليد التفكير في أنه كان يمكن اكتشاف المرض مبكرا ومعالجته فعلا.
وفي الواقع تأتي عادات المجتمع المدني لتجعل من الصعوبة بمكان أن تقوم المرأة بالكشف عن هذا المرض أمام أطباء رجال? ومن هنا تنبع حسب نظرنا أولى نقاط المعالجة بالعمل على توفير طاقم نسائي طبي مؤهل على التعاطي بكفاءة واقتدار مع النساء الراغبات في تعريض أنفسهن لمزايا الكشف المبكر عن سرطان الثدي دون أن يقف عضو الأسرة الرجل – أيا كان موقعه داخلها – أو حياء المرأة نفسها حجرة عثرة أمام تنفيذ هذا الأمر. لكن السؤال الأهم رغم هذا هو: هل تتوفر حقا الأجهزة الطبية اللازمة التي قد تعين هؤلاء النسوة على التمتع بميزة الكشف المبكر?
قد نعلم بوجود أكثر من مركز يتيح عملية الكشف المبكر? لكن هل هذه المراكز كافية لتلبية ازدياد وعي المرأة اليمنية بل والأسرة اليمنية المتزايد للكشف المبكر عن سرطان الثدي خاصة في الريف اليمني حيث يعيش ثلث السكان في اليمن ولنقل في أسلم الحالات أن تتوفر هذه الأجهزة في المشافي الرئيسية في المدن الكبرى في مرحلة أولى على الأقل. كما يجب النظر بعين العطف والرعاية للأجهزة المعطلة في بعض المراكز وكأنك يا أبو زيد ما غزيت!
لم يعد من المجدي على الإطلاق تجاهل أو التساهل مع انتشار هذا المرض المرعب ولا بد أن يدرك القائمون على الشأن الصحي في البلد – وهم كذلك كما نؤمل – إن الاستثمار في الإنسان هو الاستثمار الصحيح والذي سيكون كفيلا بتسريع عجلة التنمية التي نراها تسير ببطء مع الأزمة العالمية الحالية أو بدونها مادامت مقومات العيش الكريم والصحة الجيدة لم تتوفر بالشكل المطلوب كما يجب وكما نريد. ونخطط!.
مستشار التدريب والتأهيل في منظمة CHF الدولية – مكتب اليمن