مدن سياحية ومعالم أثرية موسمية الاهتمام!!
وأنت في تريم أو سيئون أو شبام أو غيرها من مدن حضرموت? تدهشك المعالم الأثرية التي تصادفها? وتجد أن لهذه المدن ذات الطابع المعماري المتميز نكهة طينية خاصة? ولها من المزايا ما يخولها الاستحقاق لأن تكون لها الريادة سياحيا?ٍ على المستوى الإقليمي? بيد أن المشكلة هي أن الاهتمام بها كمدن ومعالم أثرية وسياحية موسمي? فلا تجد العناية الكافية? سيما من أصحاب الوعي من المواطنين? أما دور الدولة فغائب? وهي ظاهرة خطيرة? ولأنها كذلك فقد تركنا الحديث لأهالي هذه المدن.
في مستهل ما قاله الأهالي? كانت الانطلاقة من حيث الاهتمام بالآثار في تريم وسيئون? فقد أوضح محمد حسين عبد الله زياد أن هنالك اهتماما?ٍ ملحوظا?ٍ? غير أنه أشار إلى موسمية هذا الاهتمام من قبل الجهات المعنية? أي أن الاهتمام بهذه المكونات التراثية لا يكون إلا في المناسبات? لافتا?ٍ إلى أهمية الاهتمام المستمر والمتواصل بها? سواء أكان من قبل الجهات المعنية? أو من قبل المواطنين الذين يمثل لهم هذا التراث صورا?ٍ مشرقة عن ماضيهم الأصيل وما تربطه من صلات وثيقة بحاضرهم ومستقبلهم.
وإذا ما تحدثت عن انطباعاتي الشخصية من خلال زيارتي للغناء تريم? فإني أقل ما أقول عنها أنها أسرتني بما تكتسبه من مقومات أثرية تأخذ بالتلابيب? وحين طفت بها في إحدى النزهات راكبا?ٍ دراجة نارية? أكد لي سائقها أمين ما قاله زميله زياد عن موسمية الاهتمام بهذه المقدرات? وزاد على ذلك أنه توجد قصور كثيرة غير التي نشاهدها أمامنا? وبها آثار كثيرة? إلا أن المعضلة تكمن في كون هذه القصور خاصة بأصحابها? والذين بمقدورهم بناؤها من جديد? نظرا?ٍ لكونهم أثرياء.
من جهته أحمد عقيل العامري سائق البيجو الذي نقلنا من تريم إلى سيئون? لم تكن وجهة نظره حول هذه القضية مختلفة عن زميليه? وأوضح أن العام الماضي شهد فعالية الاحتفاء بالتراث في دار باكثير? “وهو دار كبير? تم ترميمه منذ فترة”? مشيرا?ٍ إلى أن الاهتمام بالآثار بشكل عام في تريم عبارة عن جهود مشتركة بين المواطنين والجهات المعنية? غير أن الفرق في ذلك هو أن اهتمام المواطنين مستمر بشكل متواصل? فيما الاهتمام الحكومي فيغلب عليه الطابع المناسباتي? وأضاف: الاهتمام بدأ منذ وقت وجيز? والأمثلة على ذلك? سدة القصر التي صورتها أنت لم يتم إصلاحها إلا قبل أيام? وهي تمثال موجود في قصر السلطان في سيئون? أيضا?ٍ هناك في شعب أحمد مبنى قديم وأثري حظي باهتمام بسيط قبل خمس سنوات? وفي ظل عدم وجود الاهتمام بعد ذلك فقد ذهب ضحية السيل.
المهندس فؤاد عبد الله عباد ـ يعمل في المشروع اليمني الألماني? مشروع البنية التحتية في مدينة شبام ـ كانت له وجهة نظر حول هذه الظاهرة? حيث قال: من اللازم على الدولة أن يكون لديها خطط تنموية وبرمجة في تطوير هذه المدن? إلا أن مثل هذه الفعاليات والأحداث تساعد الدولة في المساهمة في التحسين والتطوير? لافتا?ٍ إلى أنه قبل حوالي سنتين فازت مدينة شبام بجائزة الآغا خان? وحصلت على شيء من الدعم? مضيفا?ٍ أن ما يحدث الآن في برنامج ترميم المنازل وبرنامج مشروع البنية التحتية? ما هو إلا ثمرة لمثل هذه النجاحات والجوائز التي تحققها المدن? متمنيا?ٍ أن تحظى المدن الأخرى أيضا?ٍ باهتمام رسمي إلى جانب دعم المنظمات الدولية بشكل عام.
وحول الاهتمام بالآثار والسياحة? أفاد المهندس عوض أحمد أنه من المفروض أن يكون هناك إستراتيجية تتبناها الدولة? إستراتيجية ذات خطط? إستراتيجية متوازنة? إستراتيجية علمية سليمة? للاهتمام بالجانب السياحي? مشيرا?ٍ إلى أن السنوات الأخيرة شهدت ضعف الجانب السياحي نتيجة الأحداث الأمنية? وقال: “يجب أن يكون هناك إستراتيجية تتبناها الجهات المعنية? ممثلة بوزارة الثقافة? ووزارة السياحة? وجميع المعنيين بهذا الجانب? وأن يخرجوا بحلول عملية على مستوى الميدان? فمما يؤسف له أن اليمن غنية بتراثها السياحي والأثري? وتعتبر رائدة إقليميا?ٍ في مجال السياحة? لكن للأسف فإن البنية التحتية السياحية ضعيفة جدا?ٍ? فكل المجالات بحاجة إلى اهتمام ذوي الشأن.
على الاتجاه الآخر وقف الدكتور محمد أبو بكر المفلحي وزير الثقافة? نافيا?ٍ أن يكون الاهتمام بهذه المدن مناسباتيا?ٍ? وقال: هناك تطور كبير? لا يدركه إلا من يعرف سيئون وتريم قبل الوحدة? حينها سيدرك بأنه كان لا يوجد في هذه المدينة متر واحد من الطرق المسفلتة? فكل ما كان موجودا?ٍ هو طريق مرصوف رصفا?ٍ حجريا?ٍ? غير أنك اليوم تجد الشوارع الفسيحة? والمدارس? والاهتمام? م