أيها الوطن .. دعني أعترف بك

لم أكن ظالما?ٍ في يوم من الأيام حتى أحملك كامل المسئولية عن كل اضطهاد يلقاه المواطن المسكين ممن نصبوا أنفسهم أولياء على هذا الشعب الكبير .
أعرف تماما?ٍ أن هناك فرق بين الأرض والإنسان .. نحن دائما?ٍ نعاهد الأرض ونمنح ثقتنا للوطن وليس للحكومة بعيدا?ٍ عن الاعتراف بالشخصيات والرموز لكن ثمة أسرار تقف خلف تدهورنا كل يوم إلى الوراء ? كما أسلفت أعرف ويعرف معظم الناس أن الوطن (بريء) مما يحصل له ? لكنني بعد اليوم لم أعد أسجل القضية ضد مجهول ..
إن من يسرق وينهب ويقتل ويغتصب حقوق الناس بات طافيا?ٍ على السطح أمام الجميع ? أتساءل .. من الذي رفع الظالم ووضع الظلوم ?! أليس لهذه الأرض نصيب في ما يحدث ? نعم أيها الوطن ? دعني أصرخ كل صباح في أذنيك بصوت من يرى المظالم كل يوم ? دعني أناجيك كل مساء لماذا ما تزال ساكتا?ٍ أمام من ينهشون عظام الضعفاء ?!? أين أنت من كل جرائم ممثليك في أكثر من بقعة ?! .
أيها الوطن ? لم أكن أعرف أن في تهامة الخير عدو يستدعي خروج مليشيات وإحراق المنازل على أهلها وإرعاب الصغير وتخويف الكبير بإطلاق النار وبطريقة عشوائية تذكرني بأجواء الحرب إن لم اقل تذكرني بما حصل للعشرات في الحديدة عقب المظاهرات التي خرجت ترفض جرعة المشتقات في منتصف العقد الجاري .
بالأمس القريب كنت أشعر بالفخر والاعتزاز كلما?ٍ مر??ِت بخيالي ألوان ذلك العلم ? لكنني اليوم أطالبك أنت بأن تحفظ لي أقل حقوقي الإنتماء والهوية كوني أحد أبناءك .
هناك سر خفي يجري ويجري خلفه عباقرة الفساد والظلم والنهب والابتزاز ? سر كشفته مأساة الأربعاء في تهامة الخير ? حيث الأعيرة النارية تملأ سماء قرية صغيرة أسيرة تتبع تقسيم مديرية المراوعة بالحديدة ? وهناك كانت الأرض تلتهب بعد اندلاع الحرائق التي تسببت فيها مجاميع مسلحة ? ورغم كل ما حصل لم تحرك الجهات الأمنية المسئولة هناك ساكنا?ٍ لها رغم وصول البلاغ إليها في اليوم الأول بوجود عصابة مسلحة ترتاد المنطقة منذ أيام ? ولولا قيام أبناء المنطقة بحجز خط السير ( الحديدة – صنعاء) حتى مجيء الأمين العام للمجلس المحلي بالمحافظة الأستاذ / حسن أحمد الهيج لضاعت حقوقك ياصابر ? بل ربما كنت ياصابر متهما?ٍ في قضية قيامكم بالدفاع عن حقك .
هناك .. في تهامة الخير والنماء ? سرق المتجبرون السكينة والهدوء ? وأجبروا أهل البلدة على شراء حياة الذعر والخوف التي تضاف إلى حياتهم البائسة .
وهناك .. في تهامة البشر والسعادة ? تقاسموا البر والبحر في ميدان السباق على سرقة ونهب الأراضي ? وهناك ت?ْر?ِدد عبارة : شئت أم أبيت عليك أن تفر قبل أن يغلق المعبر وإياك ثم إياك يا صاحب الحق أن تستدرك وتتذكر شيئا?ٍ إسمه حقي وكبر أربعا?ٍ ثم صل?? صلاة الجنازة على كل هيئات الدفاع عن الحق .
هناك .. لاداعي للجان التحقيق والتقصي ? ولا مساحة للأقلام والكاميرات ? ولا مكان للنظام والقانون ? إذ الكل قد أخذ قسطه أو أنه لم يعرف عن ذلك شيئا?ٍ .
أيها الوطن
قبل أن ينسلخ العديد من هويتهم وقبل أن يغادروك شامتين عليك أن ترد جميلهم حين اختاروك وطنا?ٍ لهم ? لأن ما يأمله هؤلاء ليس أكثر من مسكن آمن.