بيت الموروث الشعبي في ذكراه السادسة : ماتزال المهمة المستحيلة مستمرة …
بحلول شهر أبريل من هذا العام تكون قد مرت ستة أعوام على تأسيس بيت الموروث الشعبي الذي جرى افتتاحه رسميا?ٍ في 24 أبريل 2006 وبدلا?ٍ من احياء هذه الذكرى باحتفال تقليدي ارتأت ادارة البيت انه سيكون من الانسب استعراض أبرز عناوين حصاد الجهد والكد والمعاناة والقلق والارق خلال السنوات الماضية.
حيث استعرض بيت الموروث في بيانه عناوين الانجازات وعلى راسها المنجز الاكبر والذي يتمثل في بقاء واستمرار البيت حتى اليوم. واشار البيان الى أن حجم الصعوبات والتحديات التي تكالبت لتقويضه ووأده في مهده كان كبيرا?ٍ ومهولا?ٍ الى الدرجة التي جعلت من أمر بقاء البيت مهمة مستحيلة لازلنا نغامر في مطاولتها على نحو لا يحتمل التصديق من قبلنا, ومن قبل غيرنا.
واضاف بيت الموروث: لقد كادت التحديات والخيبات ان تحبطنا في الأيام الاولى او في الاشهر الاولى التي انقضت من دون ان ينجز أي وعد من الوعود التي ترصعت بها خطابات وليمة الافتتاح وتبخرت معظم الوعود الرسمية والاهلية والفردية بالدعم والاسناد لمسعانا في التاسيس لكيان ثقافي بحثي, متحفي يعنى بدراسة وتوثيق الموروث الشعبي اليمني واثرائه بالتحليلات والدراسات ونشره في المحافل الدولية .. كيان يحتفي بموروث التنوع والتعدد الثقافي ويعمل على احياء التقاليد والطقوس الشعبية وتوسيع المشتركات واستنطاق المكبوت والمقصي والمهمش والمطمور والمسكوت عنه.
ورغم ان مستوى التفاعل مع هذا الكيان كان أقل من أن يذكر بل كان محبطا?ٍ الى الدرجة التي سمحت للكثير من الاصدقاء ومعظمهم من ذوي النوايا الطيبة, بأن يتقمصوا دور الواعظين الناصحين لنا بالكف عن ركوب المستحيل واحراق ما تبقى من اوراق العمر والصحة في مشروع خاسر لم تتفاعل معه أوساط المجتمع المستهدف بعملية انعاش وترميم واسعة لذاكرته ولا الجهات المعنية في الداخل كما لم تلتفت اليه الكثير من الجهات الخارجية المانحة والداعمة لمؤسسات ومنظمات المجتمع المدني التي طالما سارعت لدعم الأنشطة التي تعنى بقضايا الإنسان من غير أن تشغل نفسها من غير أن تشغل نفسها بسؤال ماهية هذا الانسان وحكايته واساطيره التأسيسية وسياقاته التشكيلية وترنيماته واهازيجه ومواويله واغانيه ورقصه وغير ذلك من الامور التي جاء بيت الموروث ليحاول سبرها والحفر في اغوارها وارتطم بأكثر من جدار وصخرة.
ذلك لأن الانسان المستهدف ببرنامج بيت الموروث يختلف عن الانسان المستهدف بالفرقعات الاعلامية فهو اكبر واكثر من ان يختزل الى مجرد “حيوان سياسي” بعمر افتراضي لا يتجاوز حدود الآن .
ولما كانت أهداف وبرامج بيت الموروث الشعبي تندرج في أفق التنمية الثقافية ? وتخاطب العقل أكثر مما تتصل بالقضايا المباشرة والشعارات الآنية ? فقد وجد نفسه يغرد خارج السرب من أول وهلة ? وكانت الصعوبات والصدمات تعرضه للإغلاق ? أو بالأحرى موته لأكثر من مرة .
وها هو اليوم يشعل الشمعة السادسة غير مصدق انه مازال في عداد الاحياء وبميسورة تقليب اوراق الانجاز الخضراء:
-مهرجان المدرهة الاول بالمسرح المفتوح بصنعاء القديمة من 12-14 يناير 2005 للتعريف بتقاليد الحجيج في اليمن, خصوصا?ٍ في مدينة صنعاء واحياء تقاليد المدرهة ومغاردها المتنوعة, وحفز الرأي العام على الاهتمام بالموروث الشعبي والكشف على وجه من وجوه الابداع الانساني الشعبي, ونشر الموروث الشعبي اليمني عبر وسائل الاعلام المختلفة وتوثيق تقاليد الحجيج بصنعاء.
وقد جمعت أوراق ندوة المدرهة وصدرت في كتاب هو الاول من نوعه عن هذا التقليد يحتوي صور حية من فعاليات المدرهة التي استمرت اكثر من اسبوع وفجرت ينابيع وشلالات الشجن من أعماق الذاكرة الانسانية التي كانت قد توارت عن المسرح واسدلت عليها استار الحجب منذ سنوات طويلة.
وقد صدرت أوراق ندوة “المدرهة في البوم الصورة الفوتوغرافية في الذاكرة الشعبية 2005”.
-احتفالية بالراحل عارف الحيقي عاشق التراث القادم من الغد لاسهاماته في توثيق اغاني المرأة اليمنية وألعاب الاطفال الشعبية ? 2005.
– ندوة “صورة الحاكم في التراث الشعبي” 19-20 نوفمبر 2006 وقد تناولت اوراق الندوة التي شارك فيها باحثون من مختلف المحافظات وانعقدت بمركز الدراسات والبحوث, صورة الحاكم في الامثال والاغاني والحكايات والاساطير والمعتقدات الشعبية والسلطة والزعامة في المنظور الثقافي التراثي في اليمن و…..الخ.
وتنفيذا?ٍ لتوجيه المشاركين جمعت أوراق الندوة وحررت وصدرت في كتاب أصبح من المراجع, بل المرجع الاول من نوعه –أيضا?ٍ- في هذا المجال.
-“فلكلوريات عدن” تظاهرة انعقدت في بيت الثقافة بصنعاء في الفترة من 8-9 سبتمبر 2007, واشتمل برنامج “فلكلوريات عدن: فضاء للتعايش, الانفتاح, المحبة والجمال”, على معرض للصور الفوتوغرافية عكس جوانب من الحياة الاجتماعية لمدينة عدن عبر التاريخ الحديث, بالاضافة الى أمسية غنائية راقصة وفي اطار التظاهرة انعقدت ندوة “فلكلوريات عدن” وشاركت فيها نخبة من الاكاديميين والباحثين وتناولت أوراقها تاريخ المدينة, د