إلى اللسواس في سجنه الدافيء

عندما يشتبك شخص?َ مع آخر وسط مجاميع لا تختلف في رؤاها وتفكيرها عن ذلك الشخص الذي تحاول أنت جاهدا?ٍ أن تفضح أمورا?ٍ يجهلها الناس عنه بل أنه يتفق وإياهم فكرا?ٍ ومنهجا?ٍ أو أنه تربطهم علاقة ما فإنك قد تتعرض في تلك اللحظة التي قررت فيها رحلة المواجهة دون مداهنة أو خوف – قد تتعرض لضربات تنهال عليك من جميع الاتجاهات ويحاول البعض أن يوهم شركائك في المتاعب أن جهة محددة هي وراء ما أصابك .. ولا يعون مدى رغبة الطرف الآخر في إضعاف شوكة قلمك الفتاك وصرخة ضميرك الذي يشتاط غضبا?ٍ على بقايا وطن .. وطن يتشظى .. وطن تتقاذفه ثلة نهبت البر والبحر والسهل والجبل وما زالت ..
حسين اللسواس .. يا قلما?ٍ ينبض شجاعة في زمن انكسرت فيه بعض الأقلام وحضرت المصالح .
حسين اللسواس .. ياقلما?ٍ شامخا?ٍ يزأر في وجه الفساد ندرك جيدا?ٍ ويعلم جلادوك أنهم حين اقتادوك إلى السجن عنوة أنك أكبر من أن تهز أو تنثني لأنك حسين اللسواس الذي تزعم مواجهة الكبار فلم يطأطيء رأسه ولم يمرغ قلمه بفتات أسال لعاب كثيرين فسقطت أقلامهم ? وسقطوا هم أيضا?ٍ إلا قلمك ما زال يعلمنا فنون المواجهة ونزع دافع الخوف وبمهنية يرون فيها قسوة وحدة تزعجهم ما يجعلهم يلجأون لمثل هكذا أساليب تؤكد ضيق أفقهم وضيق صدورهم ومدى الرعب والخوف الذي ينتابهم من قلم كقلمك يا حسين.