الحاوري: التربية والتعليم لا تقل خطرا وأهمية عن الدفاع والأمن
أوضح الدكتور محمد عبد الله الحاوري استاذ اللغة العربية بجامعة صنعاء أن شئون التربية والتعليم لا تقل خطرا وأهمية عن الدفاع والأمن وان التعليم صناعة ثقيلة تحتاج كل إمكانيات الصناعة الثقيلة وان ثقافة الحوار شأنها شأن أية ثقافة تحتاج إلى تعليم وتدريب.
مؤكدا في محاضرته المعنونة بـ (حوار الأسرة الإنسانية حول التعايش في فضاء المشترك الإنساني ومجالاته) التي ألقاها في المركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل (منارات) خلال الفعالية الأسبوعية السادسة عشر ضمن برنامجه الفكري خلال العام الجاري.. أكد على أن توطين ثقافة الحوار يأتي من خلال قيام التعليم على مبدأ الوسطية والاعتدال ورفض التطرف والغلو واتخاذ مبدأ الحوار بدل الإلغاء والقبول بما يتوافق مع الدليل الشرعي بوجه من الوجوه? بدلا عن الجمود ولابد من الأخذ بالجديد المفيد ولو من الغير. مشيرا?ٍ الى أنه يمكن تحقيق بناء ثقافة التعايش في فضاء المشترك الإنساني بقبول التعايش مع الاختلاف داخل المجتمع المسلم ومع غيره من المجتمعات.
وشدد الحاوري على ضرورة تعميم ثقافة الحب والتعارف , حب الخير للعالمين , والهداية للناس, والقبول بالتعدد والاستفادة من التنوع , كونهما أمر واقع لا يمكن تجاهله على مستوى الشخص الواحد.
ونوه إلى أهمية التعايش الآمن بين المسلمين وغيرهم كون الأمن والأمان احد أهم الحقوق النفسية والاجتماعية والحياتية للإنسان وأن لايؤخذ احد بجرم احد .. معتبرا?ٍ ذلك قاعدة لحماية المجتمع والإفراد من الانحرافات الفردية او الجماعية .
وقال الحاوري ( أن البشرية كلها أسرة واحدة , ولهم حقوق على بعضهم البعض , فهم إما مشارك لك في الدين أو في الإنسانية , وأن التعارف هي حكمة الله تعالى في الخلق الإنساني , ويجب أن تتضافر الجهود من أعضاء الأسرة الإنسانية لتحقيق هذا التعارف , وتوسيع ميادينه , واكتشاف مجالاته المتنوعة والمتعددة )
موضحا ان قاعدة الإسلام الأساسية هي السلام وأن الإسلام لا يقاتل إلا لإقرار السلام في الأرض بمعناه الواسع الشامل الناشئ من استقامة الفطرة على منهج الله , وأن الإسلام يعلى من قيمة المنفعة ومن شأنها, ويرحب بكل حوار يدعم المصلحة, ومن القيمة المهنية للأشخاص بغض النظر عن دياناتهم حتى لو كانوا على الكفر ,مشيرا إلى أن الإسلام يؤكد مكانة النفس وحرمتها وحرم الاعتداء عليها , وقدس حق الحياة , وحرم الانتحار , وقدس الأسرة? وجعلها سكنا? ومودة? ورحمة? وجرم الاعتداء على الدين , ويؤكد على أهمية المصادر المشروعة في كسب المال? ومشروعية إنفاقه? ويحرم المصادر المشبوهة? أو استغلال النفوذ , وحرم الظلم بكل صوره وأشكاله
كما دعا إلى الحرص على المنفعة الشرعية ورفض ثقافة إلقاء النفس إلى التهلكة, وقيام التعليم إعدادا وتأهيلا وتخطيطا?ٍ وتنفيذا?ٍ على مبدأ الوسطية والاعتدال ورفض التطرف والغلو , واتخاذ مبدأ الحوار بدل الإلغاء والقبول? بما يتوافق مع الدليل الشرعي بوجه من الوجوه , بدلا عن الجمود على أقوال الرجال من السابقين أو اللاحقين وأخذ الجديد المفيد ولو من الغير