الخطر القادم: ارتفاع الدولار

يعتقد الكثير من المهتمين بشؤون البلاد والعباد أن الخطر الذي يهدد اليمن يكمن في نضوب النفط الذي يمثل المصدر الأساسي للدخل الحكومي.
ولكن الواقع أن أكبر خطر يهدد البلاد في الفترات المقبلة لا علاقة له بالنفط أو الغاز وإنما ارتفاع الدولار الذي يشكل خطرا?ٍ كبيرا?ٍ على اليمن سواء على المدى الطويل او القصير.
فارتفاع الدولار مثلا?ٍ سيدمر قطاع السياحة كما أنه سيؤثر سلبا?ٍ في أسعار السلع والمنتجات.
وعلينا أن نتذكر أن ارتفاع الأسعار في اليمن يختلف عن ارتفاعه في بريطانيا أو أمريكا مثلا?ٍ ليس بسبب اختلاف الحجم والدخل فقط ولكن أيضا?ٍ بسبب اختلاف السلوك ايضا?ٍ فكلما ارتفع الدولار في أمريكا أو لندن قام العمال والسائقين بإغلاق الطرق والإضراب عن العمل عندما يحسون بضغط ارتفاع الأسعار.. أما في بلادنا فمهما زادت قيمة الدولار لايستطيع احد أن يضغط على الحكومة كي تجد الحلول المناسبة.
والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق هو: إلى أي حد سيرتفع الدولار?
وللإجابة على هذا السؤال أود التأكيد على أن الزيادة في أسعار صرف الدولار تعود إلى عدم قدرة البنك المركزي على تغذية السوق بعد خسارته المالية في الأزمة المالية العالمية إضافة اى عدم وجود خطة مالية لدى البنك المركزي اليمني في جانب السياسات النقدية الحالية وفشله في اتخاذ الإجراءات التي تحد من المضاربة بالعملات وتعزز دوره في السياسات النقدية والاقتصادية.