أبريل في زمن العولمة
يعد الأول من أبريل من كل عام يوم استثنائي في حياة بعض الشعوب فهو يوم الحيلة والمكر والكذبة البيضاء وفيه يلتقي المحتال والضحية والكذبة والدعابة حيث تحضي كذبة الأول من أبريل بقبول نسبي كغيرها من الأشهر الأخرى فأبريل شهر الكذب ولكن في أول أيامه فقط يعني ضحية الكذاب عن صانع الكذبة ومروجها بين فينة وأخرى تتردد على مسامعنا عبارة كذبة أبريل كونها من صنع الخيال إلا أن لكذبة أبريل طقوس لدى المئات من شعوب العالم في زمن العولمة وهو ما سنعرفه من خلال هذا التقرير كذبة أبريل غربية النشأة إلا أنها عربية الاستهلاك كغيرها من المنتجات الأخرى.. ويعرف الكذب في القاموس المحيط بـ " أخبر عن الشيء خلاف ما هو صحيح وخلافا?ٍ للمزاح الذي يعني الدعب والهزل والمزح أي الدعابة ويقال أن كذبة أول من أبريل هي وسيلة للتنفيس عن احتقانات نفسية واجتماعية بحكم التقليد وليس بحكم العادة كون الإسلام حرم الكذب وبحسب ما جاء في الموسوعة الحرة (ويكيبيديا) فإن كذبة أبريل تقليد أوروبي قائم على المزاح يقوم فيه بعض الناس في اليوم الأول من أبريل بإطلاق الإشاعات والأكاذيب ويطلق على من يصدق هذه الإشاعات والأكاذيب ضحية كذبة أبريل ويقال أن كذبة أبريل لم تنشر بشكل واسع بين غالبية شعوب العالم إلا في القرن التاسع عشر حيث أصبح يوم الأول من أبريل يوم الكذب العالمي المباح لدى غالبية شعوب العالم ما عدا الشعبين الأسباني والألماني الذين يعتبرون الأول من أبريل يوما?ٍ دينيا?ٍ مقدسا ?ٍفي أسبانيا ويوافق في ألمانيا يوم ميلاد الزعيم الألماني " بسمارك " وللأول من أبريل عدة مسميات فيطلقون عليه " كذبة أبريل " و"كذبة نيسان" و"يوم المغفلين" و"سمكة أبريل".. وتختلف الآراء حول أصل التقليد السنوي فهناك من يعتبره تقليد هندي هندوسي وآخر يعتبره تقليد روماني بينما يعيده فريق ثالث إلى أحداث ارتبط في القرن السادس عشر في فرنسا عندما أدخل الملك الفرنسي شارل التاسع تقويم سنوي جديد ليبدأ من أول يناير وليس أول من أبريل كما كان قبل عام 1564م إلا أن بعض الفرنسيين ظلوا يحتفلون بعيد رأس السنة في الأول من أبريل ويوزعون الهدايا ومن ثم تحول إلى نوع من الطرفة والمزحة مع الأصدقاء حيث أطلق على الضحايا في فرنسا اسم السمكة . النساء أكثر كذبا من الرجال ويرى باحثين أن كذبة أبريل تعود إلى القرون الوسطى لارتباط أبريل بوقت الشفاعة للمجانين والمختلين عقليا?ٍ وضعاف العقول حيث كان يطلق سراحهم في الأول من أبريل وصولا?ٍ أن العقلاء كانوا يصلون من أجلهم ونشأ بعد ذلك عيد جميع المجانين في الأول من أبريل خلافا?ٍ لعيد جميع القديسين المشهور في أوروبا كثيرا من الباحثين في أوروبا وأمريكا دعوا إلى دراسة ظاهرة كذبة أبريل واعتبروا الأول من أبريل قاعدة الكذب التي تساوي الفقراء والأغنياء والصعاليك والعظماء . الباحث الإنجليزي " جون شيمل " بحث عن أصول ودوافع الكذب واعتبر أن الكذب صفة إنسانية في سائر المخلوقات ويستخدم في شتى مرافق الحياة واعتبر النساء أكثر كذبا?ٍ من الرجال وأرجع ذلك إلى عاملين الأول عامل نفسي عاطفي مشيرا?ٍ إلى أن المرأة أكثر عاطفية من الرجل ولأن الكذب حالة نفسية ترتبط بالجانب العاطفي أكثر من ارتباطها بالجانب العقلاني فالنتيجة أن المرأة أكثر كذبا?ٍ من الرجل والعامل الثاني أرجعه إلى أن الكذب سمة يستخدمها المستضعفين والإنسان يلجأ إلى الكذب لإحساسه بالمعاناة والاضطهاد ويستخدم الكذب كوسيلة للهروب من واقع أليم يعيشه ولأن المرأة أضعف من الرجل وعانت من الاضطهاد على مر العصور فكان لا بد أن تلجأ إلى الكذب . القرضاوي حرم كذبة أبريل الشيخ الدكتور : يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أفتى بحرمة ما تسمى بكذبة أبريل أواخر مارس من العام 2009م لدخولها في الكذب الصريح الذي نهى عنه الشرع وعدد أنواع الكذب المحرم ومنه الكذب الاجتماعي كالتنافس الغريب في الدعاية والإعلان واستثنى بعض أنواع الكذب من التحريم مثل الكذب للإصلاح بين الزوجين وفي فتوى نقلها موقع إسلام أون لاين 31/3/2009م وصف كذبة أبريل بالعمل القبيح لأنه كذب صريح تفزع ويروع الإنسان ? ووصضفها بالتقليد الأعمى ولا يجوز للمرء السليم أن ينقل عن الغرب الغث والسمين والهزل والجد والطيب والخبيث وما يليق وما لا يليق وحذر الشيخ / القرضاوي من الملوك والرؤساء من الكذب معتبرا كذب الملوك والرؤساء من أقبح الكذب واعتبر تزييف الانتخابات من أقبح أنواع الكذب . واستثنى القروضاوي حالات يجوز فيها الكذب منها الإصلاح بين المتخاصمين وإفشاء الأسرار غير الحقيقية في أوقات الحرب ودعا الأمة إلى الألتزام بالصدق لكي يستقيم حالها وتستعيد مجدها وتاريخها المغضوب عليه . سقوط غرناطة يعيد المؤرخين أسباب احتفال شعب أسبانيا بكذبة أبريل في كل عام باعتبارها رمزا?ٍ لاستعادة غرناطة من الحكم الإسلامي بكذبة الغزو الثقافي لشباب المسلمين في غرناطة الذين تم خدع