هل يمنعون الحج هذا العام?
لأول مرة يتأخر البت في تحديد موعد تفويج الحجاج اليمنيين الى مكة المكرمة هذا العام? وزارة الاوقاف المعنية بتنظيم وتنسيق وترتيب قوافل الحجاج كل عام تجد نفسها اليوم في حيص بيص? غيد قادرة على تحديد موعد نقل الحجاج الى بيت الله الحرام? رغم انها قد قبلت جميع المسجلين هذا العام دون اجراء القرعة? نظرا لعددهم المتدني مقارنة بالاعوام السابقة? ويرجع هذا التدني الى تخوف الناس من الصراع العسكري الحاصل اليوم بفعل الحرب التي تشنها السعودية وتحالفها العسكري تجا اليمن او بعض الاطراف اليمنية بحسب اعلام الخليج? حيث تتعقد الظروف الامنية التي قد تجعل من الحج الغير آمن مغامرة غير محسوبة العواقب.
وهو ذات السبب الذي يجعل قطاع الحج في وزارة الاوقاف اليمنية يجد صعوبة في التنسيق مع الجهات المعنية في كلا البلدين من اجل ضمان امن وسلامة الحجاج ذهابا وايابا? خصوصا في ظل استمرار الوضع الراهن كما هو.
يذهب البعض الى وجود فساد اداري ومالي يتعلق بتقاسم وتوزيع الحصص على المكاتب والوكالات الوسيطة بين الحجاج ووزارة الاوقاف? بينما يؤكد عدد من المسئولين والمهتمين ان ذلك قد لا يكون فسادا ولا تقصيرا من الوزارة? بقدر ما قد يعبر عن حرصها على تامين قوافل الحجيج والحفاظ على سلامتهم.
ويشيرون الى مسئولية الظروف المؤثرة على عملية انتقال الحجيج من اليمن وعودتهم اليها? فالمطارات شبه مغلقة والرحلات موقفه? كما ان المنافذ البرية الدائمة والقريبة مغلقة تماما منذ عدة أشهر? باستثناء منفذ الوديعة وهو المنفذ الوحيد الذي يشهد ازدحاما كبيرا في الحركة? اضافة الى تنامي العمليات والحشود العسكرية المستمرة? وتوتر الاوضاع واحتدام الصراعات من حين لآخر ما بين منفذ الوديعة والعاصمة صنعاء? مرورا بطريق مارب وما يجري فيها من احتشاد واستعداد لخوض معارك باتجاه العاصمة? مسنودة بالطائرات الحربية التي كثيرا ما تخطئ مواقعها المستهدفه? المتحركه والثابته? ناهيك عن التوجس السعودي من ادماج عناصر عسكرية معادية لتحالف المملكة ضمن الحجيج القادمين من اليمن هذا العام.
الى ذلك ذكرت مصادر مطلعه ان الجهات المعنية بشئون الحجاج في كل من اليمن والسعودية لم تستطع حتى هذه اللحظة الحصول على تأكيدات أو تطمينات من قبل القيادات العسكرية السعودية تتضمن الموافقة على ايقاف العمليات العسكرية او اعلان هدنة مؤقتة لتامين وحماية خطوط السير خلال ايام نقل الحجاج اليمنيين الى الديار المقدسة وعودتهم الى ديارهم? أو على الاقل العمل باسرع وقت ممكن لفتح احد المنافذ المغلقة البعيدة عن بؤر الصراع والتوتر العسكري.
احد المسئولين في قطاع الحج بوزارة الاوقاف اليمنية اكد ان الوزارة قد تضطر آسفة الى الاعتذار للمسجلين الراغبين بالحج هذا العام واعادة مبالغهم المالية? في حال عدم التوصل الى نتائج تضمن سلامة الحجاج? والحفاظ على حياتهم? من خلال التفويج الآمن وتحقيق الاستقرار النفسي للحاج الذي يتأهب لزيارة ربه عز وجل ومعانقة بيته الكريم في اجواء روحانية خالية من عوامل وظروف التوتر والقلق? داعيا المسئولين وصناع القرار في المملكة السعودية ومن له القدرة داخل البلاد النظر الى هذه المعضلة بعين الاعتبار? والتعامل معها بامانة ومسئولية امام الله تعالى? وعدم استخدام الحجيج كورقة من اوراق الضغط السياسي أو العسكري أو الاجتماعي? والنأي بحجاج بيت الله عن معايير الربح والخسارة? أو النصر والهزيمة.
ونحن بدورنا نتساءل هل ستثمر الجهود الطيبة من قبل مختلف الاطراف لتامين البيئة المواتية لتفويج حجاج اليمن هذا العام كما حج الذين من قبلهم? ام ان ظروف الحرب وعقليات السياسيين والعسكر ستظل مهيمنه على الامر وعصية على الاهتمام بالأمر? وغير آبهة بستة عشر الف يمني تتملكهم الرغبة ويستبد بهم الشوق لزيارة بيت الله الكريم.?