ما كان أبوك امرء سوء
لا يبرر ألم دولة الإمارات العربية المتحدة في مقتل وجرح عدد كبير من جنودها في اليمن? إطلاق يدها لسفك المزيد من دماء اليمنيين واستباحة عاصمتهم ومدنهم واستعراض عضلاتها الجوية على جار جريح.
كان حريا?ٍ بحكام الدولة الاتحادية أن يجعلوا من فاجعتهم ومصابهم محطة للمراجعة أمام السؤال الكبير: لماذا جنودنا في اليمن أصلا?ٍ? على ماذا? وما هي قضيتنا مع الشعب اليمني? وما طبيعة الخطر والتهديد من شعب ي?ْصب على رأسه مشتريات عشرات السنين من الصواريخ والقذائف?
وكوننا نثق في القدرات الذهنية لأبناء الشيخ زايد فليس مستحيلا?ٍ أن يخرجوا بإجابات مضمونها (لقد ك?ْن?ِ?ا ظالمين)? وأوردنا إبلنا غير مواردها.
رحم الله الشيخ زايد بن سلطان? مؤسس الدولة? الذي أحب اليمن وأحبه اليمنيون? عروبته وجهته صوب اليمن ليروي جذور انتمائه ويقيم سد مأرب شاهدا?ٍ على ماض?ُ تليد? وأساسا?ٍ لدولته العربية التي لم ي?ْرد لها أن تكون مجرد صروح أسمنتية لطفرة نفط? لا قيم لها ولا أصل ثابت.
مد?ِ? إلى اليمنيين يد الابن البار? فكانت له اليمن أ?ْم?ا?ٍ? واليمانيون أهلا?ٍ? وكان له من العقل ما يكفي ليدرك أن الوصول إلى اليمن لا يتأتى على مجنزرة? والطريق إلى اليمنيين لا يمكن أن تعب??ده غارات الطائرات? وأن صروح الذكرى الخالدة لا تبنى بأيدي مرتزقة.
ساهم الشيخ زايد? رحمه الله? في العديد من مشاريع التنمية وأصبح اسمه على لسان كل يمني (زايد الخير) الذي لا يوجد زعيم عربي صعد إلى قلوب اليمنيين وصار مضربا?ٍ للمثل في المروءة لدى الشعب اليمني كحالة هذا الجليل.
هل كان الشيخ زايد مخطئا?ٍ حيال اليمن? وما يفعله أبناؤه اليوم من محو لكل أثر له في وجدان اليمنيين تصحيحا لأخطاء الوالد الحكيم?
في الواقع? ما يصنعه الأبناء هو الخطأ والخطيئة? فلقد انزلقوا بانخراطهم في حقد آل سعود على الشعب اليمني منزلقا?ٍ لم يكن متوقعا?ٍ? وخاضوا حربا?ٍ ليست حربهم وصراعا?ٍ ليس صراعهم? وسفكوا دماءهم ودماء الشعب اليمني في حرب لا منطق لها ولا عقل ولا وجه.