لماذا يصمت علماؤنا مثل القرضاوي والعريفي والعودة والعرعور على السوريين
لماذا يصمت علماؤنا مثل القرضاوي والعريفي والعودة والعرعور على مأساة اللاجئين السوريين ولا يطالبون الدول الخليجية باستيعابهم والحفاظ على هويتهم الاسلامية وشرف نسائهم بالتالي? السنا اولى بهم كعرب من الاوروبيين “الصليبيين”?
انهار من الحبر والدموع تتدفق هذه الايام تباكيا على مأساة اللاجئين السوريين الذين يركبون البحر والشاحنات المبردة بحثا عن البقاء? وليس حياة كريمة? بعد ان تآمرت قوى عديدة? داخلية وخارجية? بحسن نية او سوئها? على تدمير بلادهم? وقتل مئات الآلاف منهم.
المفارقة الكبرى ان الدول العربية? والخليجية منها بالذات? التي صدعت رؤوسنا عبر امبراطورياتها الاعلامية والتلفزيونية الجبارة بدعمها للشعب السوري? وحرصها على تحريره من الطاغية? وتوفير الاستقرار والرخاء له? وتنفق مليارات الدولارات على تسليح معارضته? هذه الدول لم تستقبل لاجئا سوريا واحدا? واغلقت حدودها في وجههم? واشاحت بوجهها الى الناحية الاخرى.
الدول العربية الفقيرة المعدمة المسحوقة? الغارقة في الديون? وعجز الميزانيات? مثل الاردن ولبنان ومصر واليمن? استقبلت مئات الآلاف من هؤلاء? بل الملايين في بعض الاحيان? وهي التي لا تملك ماءا كافيا لشرب ابنائها? ناهيك عن هؤلاء? فتحت صدرها لهم? وتعاطفت مع معاناتهم? بينما الدول العربية التي تملك مئات المليارات في صناديقها السيادية لا تريد ان تعرف? في موقف يتناقض كليا مع قيم العروبة والاسلام والمروءة والرحمة.
***
الاوروبيون يستقبلون مئات الآلاف من هؤلاء ويقدمون لهم العون والمساعدة? ويفتحون لهم مدارسهم وجامعاتهم? ويوفرون لهم فرص العمل? ويمنحونهم جنسياتهم واقاماتهم الدائمة بعد سنوات معدودة تؤهلهم خلالها للتأقلم مع مجتمعاتهم الجديدة في ظل حماية قانونية مؤكدة.
انجيلا ميركل مستشارة المانيا الاتحادية? تستقبل سنويا اكثر من 50 الف لاجيء? ومن بين هؤلاء 350 الف سوري? وتتعهد بأن لا تعيد من هؤلاء لاجئا واحدا? لان هذا يتعارض مع قيم العدالة والانسانية التي تؤمن بها? ويطالب وزير داخليتها توماس دي ميزر اليوم بتعديل الدستور لمساعدة اللاجئين بصورة اسرع? واقل بيروقراطية والتصدي لمن يريد الاعتداء عليهم? ويخرج علينا احدهم في احد القنوات “الاسلامية” ويقول ان السيدة ميركل تتزعم حزبا مسيحيا? ونخشى على هؤلاء اللاجئين السوريين من التنصير.
شكرا لهذا الداعية على مشاعره الطيبة هذه? لكن نسأله سؤالا محددا وهو? لماذا لم تحافظ دولته على اسلام هؤلاء وعقيدتهم? وتفتح ابوابها لهم? أليست اولى بهم من المانيا او بريطانيا او فرنسا او النمسا?
من زار مخيم الزعتري في الاردن في بداية ازمة تدفق المهاجرين السوريين عبر الحدود بحثا عن الامان من القصف? سمع قصصا مرعبة عن الذئاب الهرمة? المتخمة جيوبها بالمال? التي كانت تحوم حول المخيم مع سماسرة اللحم البشري بحثا عن فتاة قاصر لشرائها? بغرض متعة محرمة بلباس شرعي مزور? وهناك العشرات من التقارير والافلام الوثائقية التي تؤكد ما نقول.
حولوا الصبايا السوريات الى سبايا? بينما حكوماتهم تشارك بالمجازر وتصب الزيت على نار الازمة? ليس حرصا على الشعب السوري? مثلما تدعي? وانما للثأر واشفاء الاحقاد من رئيس سوري وصفهم بأشباه الرجال لتقصيرهم في مواجهة مشاريع الهيمنة الخارجية الذي ثبت بالدليل انهم طرف رئيسي في تسهيلها وتمريرها? ولتورطهم في مخططات تفتيت هذه الامة وتقسيمها على اسس طائفية تحت ذرائع متعددة.
توقعنا? وبعد ان شاهدنا اطفال سوريا وامهاتهم جثثا تقذفهم امواج البحر? او اشلاء متحللة في شاحنات مجمدة? او حرائر تتسول المرور عبر البوابات الاوروبية? توقعنا ان نسمع او نقرأ فتاوى لشيوخنا الافاضل مثل القرضاوي والعريفي والسديس والعودة والعرعور تلزم الدول التي يقيمون فيها بايواء هؤلاء الضحايا? وتنتصر لهم ولمعاناتهم? مثلما انتصروا لهم في وجه النظام? ودعوا الى الجهاد من اجل انقاذهم? ولكن هؤلاء صمتوا صمت القبور? وما زالوا? فلماذا لا يطالبون السعودية وقطر والامارات والكويت بنجدة هؤلاء? اليسوا مسلمين? السوا من ابناء المذهب السني?
الالمان “الكفرة” ينظمون مظاهرات ضد العنصرية? ويطالبون حكوماتهم باستقبال اللاجئين السوريين دون قيود او عوائق? وشاهدنا مشجعي كرة القدم في المدرجات يرفعون لافتات تطالب بالشيء نفسه? فلماذا لا يفعل شيوخنا الشيء نفسه? او حتى ربعه? في وجه معظم حكامنا عديمي الانسانية?
الغرب “الكافر” يقدم الاعانات والتعليم والطبابة لهؤلاء “الارهابيين” المسلمين? بينما الدول العربية? والخليجية منها بالذات? الغنية المتخمة خزائنها وارصدتها بمئات المليارات من الدولارات? لا تسمح للمقيمين فيها من العرب والمسلمين? لعشرات السنوات بالطبابة في مستشفياتها? او الدراسة في مدارسها او جامعاتها? فكيف ستستقبل المهاجرين السوريين?
وليتهم لا يريدون هؤلاء المهاجرين في بلادهم فقط بل يتدخلون في بلدانهم? ويرسلون الاسلحة والاموال لتدميرها? وبذر بذور ا