بريطانيا تتوقع افلاس السعودية خلال عامين بسبب استنزاف اموالها في حرب اليمن
نشرت صحيفة التلغراف البريطانية تقريرا?ٍ كتبه محرر إدارة الأعمال الدولية للصحيفة امبروز ايفانز بريتشارد? قال إن المملكة العربية السعودية سوف تبدأ الدخول في ورطة في غضون عامين? وستكون معرضة لأزمة وجودية بحلول نهاية العقد الحالي. ويتواجد سعر عقد النفط الخام الأمريكي للتسليم في ديسمبر 2020 عند 62.05 دولار حاليا?ٍ? وهو ما سيعني تغييرا?ٍ جذريا?ٍ في المشهد الاقتصادي لمنطقة الشرق الأوسط ودول البترو – دولار.
وأشار أن السعوديين قاموا بمقامرة ضخمة في نوفمبر الماضي? عندما أوقفوا دعم الأسعار? واختاروا بدلا?ٍ من ذلك إغراق السوق وطرد المنافسين? وزيادة الإنتاج الخاص بهم إلى 10.6 مليون برميل يوميا?ٍ. ويقول بنك أمريكا إن أوبك منحلة بشكل فعلي الآن. وقد تغلق المنظمة مكاتبها في فيينا لتوفير المال? كذلك.
وتعتمد المملكة العربية السعودية على النفط في الحصول على 90 في المئة من إيرادات ميزانيتها. ورغم مرور 50 عاما?ٍ على الطفرة النفطية? لا يوجد أي صناعة أخرى من الممكن التكلم عنها في المملكة.
ولايدفع المواطنون السعوديون ضريبة على الدخل. وتبلغ تكلفة البنزين المدعم اثني عشر سنتا?ٍ للتر الواحد في محطات البنزين. وتكلف الكهرباء 1.3 سنتا?ٍ للكيلو وات. وقد انفجر الإنفاق على الرعاية بعد الربيع العربي? بينما سعت المملكة لخنق المعارضة.
وتشير تقديرات صندوق النقد الدولي إلى أن عجز الموازنة في المملكة سيصل إلى 20 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام? أو ما يقرب من 140 مليار دولار. ويعد سعر “التعادل المالي” 106 دولارات.
وبدلا?ٍ من خفض النفقات? يزيد الملك سلمان من الإنفاق? متخليا?ٍ عن 32 مليار دولار كمكافأة تتويجه لجميع العاملين والمتقاعدين? وأطلق حربا?ٍ مكلفة في اليمن? وشارك في تعزيزات عسكرية ضخمة وتعتمد كليا?ٍ على الأسلحة المستوردة? من شأنها أن تدفع المملكة العربية السعودية إلى المركز الخامس في ترتيب الإنفاق الدفاعي في العالم.
وكانت صحيفة الغارديان أشارت أن السعودية الآن تواجه صعوبة أخرى اقتصادية? وإن خبر بيع الحكومة سندات بقيمة نحو 27 مليار دولار هذا الأسبوع دليل على ذلك.
وقالت إن انخفاض أسعار النفط? والذي يعتقد أنه لن يرتفع قبل عامين? قد ترك آثاره على السعودية. فقد انخفض الاحتياطي المالي بنحو 100 مليار دولار خلال عام? بالإضافة إلى الكلفة العالية للحرب السعودية في اليمن وكلفة محاولات السعودية ضم أطراف إلى تحالفها هناك.
وترى الغارديان البريطانية أن العائلة الحاكمة في السعودية استخدمت رأسمالها لتقود حربا?ٍ على نفوذ إيران التي تستعيد عافيتها? وتفوز في معركة النفوذ عبر حلفائها في اليمن وسوريا ولبنان والعراق.
وأوردت الغارديان عن أحد مسؤولي المخابرات? لم تسمه? إن السعوديين يشعرون أن الأمريكيين قد بدلوا مواقفهم في المنطقة? لكن السعوديين إذا انصرفت أنظارهم عن الجبهة الداخلية فسوف ينتهون.
وتشير صحيفة التلغراف البريطانية? أن العائلة المالكة في السعودية تقود السنة في صراعهم ضد إيران? والتي تقاتل من أجل الهيمنة? في صراع مرير بين السنة والشيعة في منطقة الشرق الأوسط. وقال جيم وولسي? وهو المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية: “في الوقت الراهن? يمتلك السعوديون شيئا?ٍ واحدا?ٍ فقط في أذهانهم? وهذا الشيء هو إيران. لديهم مشكلة خطيرة جدا?ٍ. وكلاء إيران يحكمون اليمن? وسوريا? والعراق? ولبنان”.
وأضافت أن المال بدأ يتسرب من المملكة العربية السعودية بعد الربيع العربي? وبلغ صافي تدفقات رأس المال 8 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي سنويا?ٍ حتى قبل انهيار أسعار النفط. ومنذ ذلك الحين? لازالت البلاد تحرق احتياطاتها الأجنبية بوتيرة مذهلة.
وإذا كان الهدف هو خنق صناعة النفط الصخري في الولايات المتحدة? فقد أساء السعوديون الحكم كثيرا?ٍ? تماما?ٍ كما أخطأوا في تقدير التهديد المتزايد للنفط الصخري في كل مرحلة من مراحل السنوات الثماني الماضية? بحسب صحيفة التلغراف.
وقال البنك المركزي السعودي في أحدث تقاريره: لقد أصبح من الواضح أن المنتجين من خارج أوبك? وعلى الأقل في المدى القصير? لا يستجيبون لانخفاض أسعار النفط كما كان يعتقد. وأضاف: لقد كان الأثر الرئيس هو خفض الإنفاق على عمليات الحفر للآبار النفطية الجديدة? بدلا?ٍ من تباطؤ تدفق النفط من الآبار الموجودة بالفعل. سوف يتطلب هذا المزيد من الصبر.
وكان أحد الخبراء السعوديين أشد فظاظة حيث قال: “لم تنجح هذه السياسة? ولن تنجح أبدا?ٍ”.
وعن طريق التسبب في انهيار أسعار النفط? عطل السعوديون وحلفاؤهم في الخليج بالتأكيد احتمالات الوصول إلى مجموعة من المشاريع ذات التكلفة العالية في القطب الشمالي الروسي? وخليج المكسيك? والمياه العميقة في منتصف المحيط الأطلسي? ورمال القطران الكندية. مشيرة?ٍ – التلغراف – أن المشكلة تكمن بالنسبة للسعوديين في أن إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة ليس عملية عالية التكلفة