سياسي عربي: العدوان السعودي على اليمن يقلب الموازين في المنطقة
اكد السياسي والباحث العربي هاني قاسم ان العدوان السعودي – الأميركي ضد اليمن اتخذ منحا?ٍ تصعيديا?ٍ لم يسبق له مثيل? وتم? التركيز فيه على مدينة عدن من أجل استعادتها? نظرا?ٍ إلى أهمية موقعها الجغرافي جنوبا?ٍ? ولكونها تتصل بباب المندب الذي تمر? عبره 35% من التجارة العالمية والنفط? عل?ِ? السعودية تتمك?ن بعد السيطرة على عدن من إعادة الرئيس المستقيل عبد ربه هادي منصور إليها بعد هروبه إلى السعودية? من أجل تثبيت شرعيته وممارسة سلطته وتقوية وضعه العسكري? لتمكينه من مواجهة الحوثيين انطلاقا?ٍ منها? والعمل على التمدد إلى المحافظات الأخرى.
قامت السعودية بمحاولات عدة من أجل استعادة عدن من الحوثيين ففشلت? لكنها في المعركة الأخيرة? وبعد أن حشدت كل إمكاناتها العسكرية? وبدعم أميركا لها بسلاح متطو?ر? وبمشاركة إماراتية? استطاعت أن تحقق تقد?ما?ٍ محدودا?ٍ في جنوب عدن? والذي لا ي?ْعد? انتصارا?ٍ كما سو?قت له السعودية في وسائلها الإعلامية? وأن تسيطر على المطار وبعض المديريات في المحافظة? مع بقاء ما يقارب 50% من المدينة مع الحوثيين واستمرار المعارك فيها? إضافة إلى الهجمات الأخرى في المحافظات المحيطة بعدن? كلحج واب وتعز وشبوة ومأرب? لكن لم يصل العدوان السعودي فيها إلى أهدافه? حيث المعارك فيها ماتزال مستمرة بقساوة? ولم يحدث تغيير ميداني في أرض المعركة يقلب الموازين لمصلحة السعودية? وهذا ما أشار إليه مسؤول أميركي عندما قال إن نتائج المعركة غير واضحة من ناحية السيطرة الميدانية للفريق السعودي فيها.
السؤال الذي ي?ْطرح أمام هذا المشهد: ما هي الأهداف المرجوة من هذه المعركة التي تخوضها السعودية بطريقة لا إنسانية? وبدعم أميركي? هل لهذا الأمر علاقة بالاتفاق النووي الإيراني – الأميركي? الذي يحتاج إلى اشهر عدة كي يبدأ تنفيذه? قبل أن تعود الأمور إلى طبيعتها بين الدول الكبرى وإيران? وهل يمكن لجميع الأطراف المتصارعة في منطقة الشرق الأوسط أن تسعى لترتيب أوضاعها من جديد? وأن تستفيد من الوقت الضائع? من أجل تحسين وضعها الميداني والعسكري? ما يساعدها في المفاوضات السياسية التي تلوح معالمها في المدى القريب? وهل ستكون الأزمة اليمنية في سل?م الأولويات عند أميركا? نظرا?ٍ لأهميتها الاقتصادية? عند الشروع في هذه المفاوضات? أم أنه الجنون السعودي? الذي لم يستطع أن يستوعب الصدمة من جراء الاتفاق الأميركي – الإيراني على الملف النووي? فتفلت من عقاله? أم أنها رسالة سعودية تقول فيها لأميركا إنها قادرة على خلط الأوراق في المنطقة? وهي لاعب أساس فيها ليس مقبولا?ٍ أن يتم تجاوزها فيها? بل يجب أن تراعى مصالحها فيها? أم أنها حرب ذات طبيعة انتقامية وعلى الطريقة البدوية? لا مجال للتسويات السياسية فيها? وكلمة الفصل فيها للميدان?
يبدو أن الأجواء الدولية بعد الاتفاق النووي الإيراني – الأميركي أصبحت أكثر ميلا?ٍ للشروع في البحث عن حلول سياسية للأزمات القائمة في المنطقة? وفي مقدمتها الأزمة اليمنية? ويأتي في هذا السياق كلام الرئيس الإيراني حسن روحاني عن الاتفاق بأن الجميع فيه رابح? وأن هذا الاتفاق يؤكد أن العمل العسكري لا يستطيع أن يعالج الأمور? وأن المفاوضات هي الوسيلة الناجحة للدخول في التسويات? وقناعة الرئيس الأميركي بضرورة العمل على تسوية الملفات العالقة في المنطقة مع أيران كونها لاعب إقليمي? له حضوره الفاعل والقوي في المنطقة? وهو قادر على السير بأية تسوية يتم الاتفاق عليها مع أميركا? التي لم تعد واثقة بحلفائها التقليديين? ولا بقدرتهم على تغيير المعادلة في المنطقة? نظرا?ٍ إلى مشاكلهم الداخلية مع شعوبهم? ولعدم قدرتهم على القضاء على المجموعات التكفيرية التي نشأت في مجتمعاتهم التي ما تزال تشك?ل بيئة حاضنة لها.