رسالة جديدة من الارهاب
استهداف مسجد “الفيض الحاتمي” في صنعاء بعملية إرهابية اليوم? رسالة جديدة من الإرهاب بكون “اليمن” هدفا?ٍ مفتوحا?ٍ للقتل على أساس الهوية? وبشكل?ُ يستهدف أن لا يبقي في هذا البلد مجتمعا?ٍ قادرا على الحياة? وليس مجتمعا?ٍ متعايشا?ٍ فحسب.
لايكاد معظم العالم يعرف أن في اليمن أقلية إسماعيلية? ولن يعرف كثيرون ذلك إلا من العملية الإرهابية هذه? والتي تأتي في سياق سلسلة من أعمال الإرهاب تقوم على فكرة “جزرنة” المجتمع عبر استهدافه بالقتل.
إنها تستهدف مساجد في صنعاء ثم تدعي أنها مساجد “حوثية” مع أن المساجد في صنعاء وكل اليمن لا تحمل أية هوية مغلقة? فأي مسجد هنا يصلي فيه كل الناس على اختلاف مذاهبهم (وليس كما هو قائم في العراق وغيرها مثلا من وجود مساجد معروفة للسنة و”حسينيات” للشيعة).
ولذلك وحين عجز الإرهاب عن تحويل مجتمع صنعاء بعملياته هذه إلى “جزر” طائفية متناثرة? وحين عجز عن إقناع أحد (باستثناء السعودية وإعلامها) بأنه بتفجيره للمساجد يستهدف جماعة ” طائفية هي “الحوثيون”? ذهب اليوم يستهدف المسجد? أو المصلى أو المجمع الديني? الوحيد في صنعاء المحسوب على أصغر طائفة دينية إسلامية في اليمن? والتي يكفرها فكر داعش كما يكفرها كثير من متطرفي المذاهب الدينية الأخرى.
الاسماعيليون في اليمن? الجماعة الدينية الأكثر سلمية? والأكثر مدنية? والأكثر بعدا حتى عن الصراعات السياسية.
استهداف الجماعة يعني أن الجماعات الأخرى في الطريق: الصوفية مثلا والتي بدأ الإرهاب باستعدافها بالفعل? حيث فجرت قباب?َ في حضرموت? واغتيل أئمة مساجد صوفية هناك أيضا.
اليمن? بالمناسبة? قابل بكل مكوناته ليكون هدفا?ٍ أمثل للإرهاب: إذا لم تكن حوثيا فست?ْقتل لأنك اسماعيلي? وإن لم تكن إسماعيليا فست?ْقتل لأنك صوفي? وإن لم تكن صوفيا?ٍ فست?ْقتل لأنك اشتراكي ملحد? وإن لم تكن أيا من ذلك فست?ْقتل لمجرد صدفة مرورك بجانب أي?ُ منهم خلال استهدافه بسيارة مفخخة كما حدث اليوم.