عن أحداث عدن والاستفادة منها سياسيا
منذ بدء العدوان السعودي على اليمن وأنا أتجنب الحديث عن مايحدث في عدن التي أعلنها الهارب عبدربه قبل العدوان عاصمة لدولته الدنبوعيه ..
تجنبت الحديث عن توجه الاف من قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية لجماعة الحوثي الى عدن ثم سيطرتهم عليها بعد حروب شوارع مع فصائل متعددة في عدن يجمعها فقط المال السعودي المدنس ..
تجنبت الحديث عن ماحدث هناك والذي تضرر منه بسطاء وضعفاء ومدنيي عدن الذين لايتمنون -كغيرهم من البشر- سوى الطعام والامان ولايعينهم قذارات الساسة وبالذات قذارات ساسة الجنوب أصحاب الخبرة منذ أواخر الستينات في شيء واحد فقط هو ((الابتزاز السياسي))
كان قلبي يتقطع على أبناء عدن الذين لا ناقة لهم ولا جمل في الصراع الذي جره لمدينتهم ((اله الحقارة والوضاعة عبدربه منصور)) والذي مادخل منطقة الا وأفسدها فالوضاعة فيه جاءت تطبيقا عمليا لاسم مسقط رأسه مديرية ((الوضيع))
…
والان وبعد أن قضى الله أمرا كان مفعولا
فلابد أن أوضح أن سبب رفضي لتأييد استعادة عدن من نظام عبدربه ..
هو قناعتي التي سطرتها منذ 2013 حين كتبت عدة مقالات وأبحاث عن القضية الابتزازية المسماه اعلاميا ((القضية الجنوبية)) وكانت تلك القناعة بخلاصة أن الانفصال أقل كلفة على اليمن الشمالي من بقاء وحدة الابتزاز التي يمارسها ساسة الجنوب بفصائلهم التي لاحصر لها
…
أنني اكرر اليوم نفس قناعتي وأننا كيمنيين شماليين خسرنا في الوحدة دولتنا المستقرة اقتصاديا المستقرة أمنيا المستقرة اداريا ..وان الوحدة مع الساسة الجنوبيين كانت لعنة ستذكرها الاجيال في اليمن الشمالي على مدى عقود ..
…..
لقد كان الشمال في 22مايو 90 بديون لاتزيد عن مليار و450مليون دولار فتحملنا ديون الدولة الشمولية الفاشلة التي كان ساستها يتقاتلون كل سنتين فيرسلون الينا الاف النازحين الى الشمال ..وكانت ديون تلك الدولة الفاشلة هي 6مليار دولار اي اربعة اضعاف ديون دولتنا
وكانت تلك الدولة الفاشلة بصفر ميزانية يوم الوحدة وبصفر برميل نفط ولم يستخرج اول نفط فيها الا في نوفمبر 1993 في حين وصل انتاج دولتنا في 1990 الى 450الف برميل من حقل صافر ..
لقد انهكتنا وحدة الابتزاز مع ساسة الجنوب الذين حملوا ميزانية الشمال النفطية الاحادية المورد منذ90 وحتى 93 موظفين حكوميين عبارة عن بطالة وبعدد 440الف موظف ..فيما كان الشمال لايزيد عدد موظفيه عن 70الف موظف مع المتقاعدين …
لقد كتبت منذ 2013 تفاصيل وهم وخرافة ثروات الجنوب النفطية وبينت يومها ان النفط تناقص انتاجه وصار انتاج الشمال في حقليه الوحيدين صافر وحريب مساويا تقريبا لانتاج الجنوب في حقوله السبعة ..وان الشمال يمتلك ميزة اضافية هي الغاز فيما لايمتلك الجنوب الغاز
….
لقد اثبتت السنوات الاخيرة ان ساسة الجنوب دمروا الشمال حين حكموه ..نهبوا ميزانيته ..استدعوا الخارج لقصفه ..تامروا لابتزاز ابناء الشمال العاطفيين باسم مظلومية وهمية ..اخترعوا ارقاما وهمية لمظلومياتهم ..وصدقهم العاطفيون من ابناء الشمال ..فكانت عاقبة الشمال هي الحرب عليه ..بطلب خطي علني من الجنوبي عبدربه منصور الذي لم ينتخبه الجنوبيون حتى ابناء مديريته الوضيع بل لم تجرى الانتخابات اصلا في الجنوب وانتخبه ابناء الشمال فكان جزائهم مؤامرات لتقسيم وطنهم الى اربع كانتونات (اقاليم) ليتقاتلوا فيما بينهم ويستمر الابتزاز من ساسة الجنوب..
…
انها الفرصة التاريخية للخلاص من وحدة الابتزاز مع الساسة الجنوبيين الذين اقنعوا صغار السن بان جنوبهم كان فردوسا على الارض قبل 90 ولو قرأ هؤلاء الدليل الاحصائي الصادر عن جهاز الاحصاء في الجنوب لعلموا ان الصومال كان اكثر رقيا من الجنوب …
……
فلنقف مع انفسنا وقفة بعيدة عن العواطف ..ولنتخذ قرارا شجاعا ..دعوا ساسة الجنوب يعودون الى دولتهم ..دعوهم ولن يستغرق الامر طويلا فما هي الا شهور حتى سيعود الزمرة (ابناء ابين وشبوة) لقتال الطغمة (ابناء الضالع ولحج) وحينها سيستمع المواطن الجنوبي بجنوبه الذي قتل فيه وفي 3ايام فقط 12الف مواطن تصفية ببطائق الهوية …في احداث 13يناير 1986
…..
لنلتفت لوطننا اليمن ..ولنترك لهم وطنهم الذي صار غير يمني بل اصبح الجنوب العربي ..ولنترك الجيل الذي يرفع اعلام (جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية) ظانا انه علم دولة اخرى اسمها (الجنوب العربي) لنترك هذا الجيل يبكي بعد شهور زمان (الدحابشة) حين يرى زمان (الزمرة والطغمة والقاعدة وجيش عدن ابين وداعش ولاية حضرموت) دولة بحاح اللص الكبير دويدار التاجر بقشان ..دولة اللص عبدربه منصور الملقب بالدنبوع الذي يتقن اللغة العربية بفصاحة تستدعي الترجمة.. دولة قتلة مجازر 69 و73 و79 و81 و86 ..دولة سجن فتح ..دولة أمن الدولة ومليشيات أشيد ..دولة طوابير الجمعيات ..دولة السيارات (انتبه سكان يمين )
….
لنعتبر من دروس التاريخ ولنعتبر من درس العدوان السعودي الذي شرعنه واستدعاه ووقع عليه وروج له واخلص في عبادته والسجود له (ساسة