اليمن والسعودية بين مجزرة تنومة1922م ومجازر2015م
شاء السعوديون أن يعر?ف?ِهم اليمنيون من أول يوم بأنهم مجرمون وقتلة? وذلك من خلال جريمة مرو??عة ذهب ضحيتها آلاف الحجاج اليمنيين في ما عرف بمجزرة تنومة عام1922م? في منطقة عسير بين بلاد بن لس?مر وبن لح?مر? فحينما كانوا يجتازون وادي تنومة كانت قد ترص?دتهم مجموعات متطرفة من جيش عبدالعزيز آل سعود في رؤوس الجبال المطلة على الوادي? فانقض?ْ?وا عليهم بوحشية منقطعة النظير? وهم عزل من السلاح? فتقربوا إلى الله بزعمهم بقتل هؤلاء الحجاج اليمنيين لأنهم بحسب عقيدتهم كفار مباحو الدماء والأعراض? لقد كان الوهابيون من أتباع قرن الشيطان ولا زالوا يحملون جينات وبذور ما عرفه العالم اليوم باسم (داعش)? بلغ بأولئك أن هن?ِ?أ بعضهم البعض الآخر بكثرة من قتل من الحجاج? فمن قتل حاجا واحدا بشروه بقصر في الجنة? ومن قتل اثنين بشروه بقصرين? وهكذا. وبعد ذلك سطوا على دوابهم وقافلتهم التي كانت تحمل الحبوب والدقيق والسمن واحتياجاتهم التموينية التي كانت أيضا سببا في سيلان لعاب هؤلاء الوهابيين التكفيريين.
ولأن مملكة قرن الشيطان تمضي على نهج الشيطان في التضليل فقد نحت باللائمة على بعض فرق جيشها تضليلا للرأي العام وتنصلا من عار وشين الجريمة المروعة أمام العالم الإسلامي? لكن القاضي العلامة الحسين بن أحمد بن محمد السياغي في كتابه (قواعد المذهب الزيدي) – والذي كان أبوه العالم المدرس في الجامع الكبير أحد شهداء هذه المجزرة – يلخ??ص تعامل الملك عبدالعزيز مع هذه القضية بقوله: “استفتح الملك عبدالعزيز الحجاز بقتلهم? وباء بدمائهم وأموالهم? ولم يتخل?ص منهم إلى أن توفي”.
لقد ساهمت الظروف المختلفة المحيطة بالإمام يحيى حميد الدين في أن لا يقتص من الظلمة القتلة كما ينبغي? لكنها وت?رت الأجواء وأفضت إلى حرب الـ7 أسابيع بين الإمام يحيى والملك عبدالعزيز بالإضافة إلى الخلاف على مناطق عسير وجازان وعسير? وانتهت بما ع?ْر?ف باتفاقية الطائف عام1934م? والتي في الواقع إنما أقرت واقعا مفروضا? ومع أنها أفضت إلى نوع من التطبيع في العلاقة بين اليمن والنظام السعودي? إلا أنه بالعودة إلى نصوصها نجد مملكة قرن الشيطان اليوم بحربها على اليمن قد خالفتها مخالفة صريحة? ونك?لت بمضمونها تنكيلا مبينا? الأمر الذي يعني أنها أفرغتها من مضمونها المل?ز?م لليمنيين في الكف عن المطالبة بالأراضي اليمنية المحتلة واستعادتها.
لقد أراد النظام السعودي من وراء هذه المجزرة أن يكش??ر عن ناب وحشيته كمدخل لإخضاع اليمنيين وجبرهم على السكوت أمام أي توسع سعودي كان ينوي ابتلاع اليمن? وأن لا يحاولوا تحقيق أي إنجاز حضاري متفوق في يمن الإيمان يثير حساسية الأعراب في نجد مملكة قرن الشيطان.