الكشف عن بوادر خلافات حادة بين السعودية والأمم المتحدة بسبب اليمن
قالت صحيفة لبنانية? نقلا عن مصادر وصفتها بـ”المطلعة” إن الأمانة العامة للأمم المتحدة بدت منذ أسابيع في ضيق شديد? من مواقف الرياض التي جعلت المنظمة الدولية ثانوية في أزمة لا تستطيع تجاهلها بالنظر لفداحة المضاعفات الإنسانية.
و أشارت إلى أن الأمم المتحدة اضطرت إلى صرف عشرات الملايين من الدولار من احتياطيها لتلبية الاحتياجات الملح?ة لحصر الأزمة الإنسانية التي بلغت مستوى الخطورة القصوى? بحسب ما أعلن وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية? ستيفن أوبرايان? قبل أيام.
و حسب الصحيفة? تستمر الرياض في المماطلة بتسديد مبلغ 274 مليون دولار كانت قد تعهدت قبل أشهر تقديمه بحجة أنها تريد الإشراف المباشر على إيصالها بما يضمن عدم إستفادة الحوثيين وقوات الجيش اليمني منها.
و طبقا لما أوردته الصحيفة? فإن ولد الشيخ? مجرد ناقل رسائل بين الرياض وجد?ة وصنعاء ومسقط.
و كشفت أن ذلك تم قبل أن يفقد ولد الشيخ ثقة الرياض التي وقفت وراء تعيينه? من دون أن يكسب ثقة أحزاب صنعاء التي توجست من تبعيته منذ البداية.
و كانت السعودية تتصرف من منطلق أن اليمن شأن?َ داخلي لا علاقة للأمم المتحدة به ولا لأي طرف آخر? وتتحرك على أساس أنه يدخل في دائرة الدفاع عن أمنها وأمن الدول الحليفة معها? من الإمارات شرقا?ٍ إلى البحر المتوسط والبحر الأحمر غربا?ٍ.
و قالت: اليمن مربك لجميع حساباتها? إذ يجعلها ترصد قدرات عسكرية ضخمة في الجنوب والجنوب الغربي في الوقت الذي ترى فيه أن العدو الفعلي يكمن في الشمال والشمال الشرقي من إيران وصولا?ٍ إلى سوريا.
و أضافت: كانت السعودية تخطط علنا?ٍ لربط القرن الأفريقي بها عبر جسر من جيبوتي ولمشاريع تصل إلى أوغادين وحقول الطاقة فيها? لكن اليمن غي?ر كل المعادلات.
و أشارت الصحيفة إلى أن الرياض? ترى أن أي وقف للنار يمكن تمديده سيعني حتما?ٍ نصرا?ٍ للقوات المسيطرة على صنعاء والكثير من المناطق اليمنية الرئيسية? و هي ترفض أي حلول جزئية لا تؤمن لها انتصارات نهائية. و ترى في الكارثة الاجتماعية التي خلفها العدوان على اليمن فرصة لتركيع اليمنيين بلقمة العيش بعدما أخفقت الصواريخ المحظورة دوليا?ٍ التي قصفت بها أماكن مدنية في صنعاء وغيرها? في تأمين الترهيب المرجو.
و أكدت أن الأمم المتحدة ليست متفائلة بنجاح الهدنة? و باتت تدرك أنها تتعامل مع دولة تخلت عن الحد الأدنى من اللياقات في العلاقات الدولية? نازعة?ٍ كل الأقنعة عن وجهها? لكنها دولة حليفة لإسرائيل وللولايات المتحدة? وعليها التعامل معها بمراعاة خاصة.
و أشارت إلى أن الأمانة العامة للأمم المتحدة حركت بعض قطعها الحربية الدبلوماسية والقانونية.
و نوهت إلى أن السعودية? غمزت من قناة المعرقلين والمفسدين للحل السياسي? و بدأت تحريك ملفات جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب ليل نهار والتي لم تعد تغيب عن عيون العالم.
و أكدت أنها تعد ملفات المسؤولين مع توقع بدء تساقط آلاف الضحايا من المحافظات اليمنية? حينها لا يعود للغايات السياسية أي معنى? وستكون المنظمة الدولية على رأس الأطراف التي ستوجه أصابع الإتهام إليها بالتقصير.
و قالت: بدأ الوعيد الأممي للرياض التي استخفت بجريمة ارتكبتها? ربما تحد?يا?ٍ للأمانة العامة? عندما اتهم الأمين العام بان كي مون الأسبوع الماضي طائرات التحالف بالإغارة مرتين على مركز برنامج الأمم المتحدة للتنمية في عدن. وشجب بان الحادثة? طالبا?ٍ إجراء تحقيق فوري وعاجل بالهجوم الذي أدى إلى إصابة الحارس المكلف حماية المبنى.
و قالت: منذ تلك اللحظة? انطلقت الاتهامات? و تبعها بيان لوكيل بان للشؤون الإنسانية ستيفن أوبرايان أوضح فيه هشاشة الوضع الإنساني? و تحدث عن الإقتراب السريع من شفير كارثة بشرية هائلة في اليمن بعد سقوط نحو 3500 قتيل وجرح آلاف آخرين وتشريد 1.3 مليون نسمة? محذرا?ٍ من أن الأوبئة السارية بدأت تفتك آلاف اليمنيين.