توتر العلاقات بين القاهرة والرياض بعد اكتشاف مؤامرة خطيرة مع الاخوان في مصر واليمن
تشهد العلاقات المصرية السعودية احتقانا ملحوظا بعد قيام السلطات المصرية منذ يومين بمصادرة كل كتب ومنشورات الفكر الوهابي السلفي ورموزه وفي مقدمتها كتب ابن تيمة ومحمد عبدالوهاب من المساجد والمكتبات واتلافها بناء على قرار حكومي اعتبر فيه تلك الكتب والمنشورات مغذية للتطرف والارهاب وواصفا اياها بمنابع الفكر الوهابي التكفيري الامر الذي اثار غضب السعودية ومشائخها الدينيين
كما يأتي ذلك الاحتقان في ظل تباين وجهات النظر والمواقف المتعلقة بتطورات الاوضاع بين القاهرة والرياض في المنطقة سيما حول التطورات التي تشهدها اليمن وسوريا..
حيث تفاجئ الشارع المصري باعلان جماعة الاخوان المسلمين( المنحلة) في مصر دعوة عناصرها الى الخروج في موجة مظاهرات تصعيدية ابتداء من يوم 30 يونيو القادم ..للمطالبة بالافراج عن قيادات الجماعة واعادة اشراكم في المشهد السياسي المصري مجددا
.ويأتي هذا التصعيد الخطير من قبل الاخوان في ظل ضغوط شديدة يتعرض لها النظام في مصر من قبل دول خليجية في مقدمتها السعودية ودول اوربية وامريكا بهدف اعادة الاخوان المسلمين للمشهد السياسي واشراكهم في السلطة الامر الذي ترفضه القيادة المصرية مستندة في ذلك الى رفض الشعب المصري للجماعة ..
مصادر دبلوماسية كشفت ان السعودية اوعزت لجماعة الاخوان للتصعيد بمصر ضد النظام بكل السبل الممكن خاصة بعد رفض مصر ضغوط ووساطة سعودية باتجاة التصالح مع جماعة الاخوان المسلمين
حيث كشفت صحيفة البوابة نيوز المصرية في وقت سابق عن وجود ما وصفته بـ«أزمة بين مصر والسعودية»? وذلك بعد رفض القاهرة لعرض سعودي بالوساطة بينها وبين حركة «حماس» الفلسطينية? علاوة على قضايا أخرى تتمثل في «رفض مصر احتضان ودعم السعودية لإخوان اليمن وسوريا»? وهو ما اعتبرته القاهرة تهديدا لأمنها القومي .
فيما تتهم السعودية مصر بالتراجع عن وعودها المتصلة بالحرب السعودية على اليمن حيث رفضت مصر ارسال قوات برية للقتال في اليمن نيابة على السعودية واكتفت بالمشاركة الجوية والبحرية ..
كما ابدت مصر استيائها وتحفطها ازاء التوجهات الجديدة للنظام السعودي المندفعة نحو التحالف مع الاخوان والجماعات الاسلامية المتشددة لمواجهة ما تسمية الخطر الايراني سيما في ظل اصرار السعودية على اعادة الاخوان في اليمن الى السلطة ما اعتبرته مصر تناقضا مع سياسياتها ومصالحها القومية لا يمكنها القبول به..حسب تاكيدات دبلوماسية مصرية
وفي سياق متصل كشفت مصادر استخباراتية عن عقد قيادات بارزة في التنظيم الدولي للاخوان المسلمين (يمنية وسورية وتركية ومصرية وعراقية ) سلسلة اجتماعات متواصلة في الرياض باشراف ورعاية النظام السعودية ومشاركة شخصيات من الاستخبارات القطرية والتركية .
وافادت المصادر ان القيادي في حماس خالد مشعل الذي كان قد صل إلى المملكة يوم الإثنين 1 يونيو/حزيران? الماضي قادما من قطر على متن طائرة قطرية خاصة يرافقه فيها القياديان في حماس «عزت الرشق»? و«محمد خاطر»? على نفس الطائرة وفد من حزب الإصلاح اليمنى (الإخوان المسلمون) ووفد آخر من المخابرات القطرية. قد التفقوا في اجتماع مع وليا عهد السعودية بن نائف وبن سلمان على اعادة تفعيل انشطة وتحركات جماعة الاخوان المسلمين في عدد من الدول العربية ابرزها مصر واليمن ..
واكدت المصادر ان السعودية دفعت لتنظيم الاخوان اكثر من عشرة مليون دولار بنظر خالد مشعل كتمويل لانشطة التنظيم الاعلامية والشبابية خلال الفترة القادمة في تلك الدول …
وفي ذات السياق اكد الكاتب السياسي السعودي خالد الدخيل والمعروف بعلاقتة الوطيدة بصناع القرار السعودي وجود خلافات مصرية سعودية بسيب انفتاح الاخير على جماعة الاخوان
حيث قال الدخيل في مقال سابق له أن الخلاف بين السعودية ومصر حول انفتاح أذرع جماعة الإخوان المسلمين يوحي بأن الطريقة التي تعاملت بها مصر مع مشكلة “الإخوان” في الداخل لم تؤد? إلى حلها? بل جعلت منها مأزقا?ٍ مصريا?ٍ مؤرقا?ٍ? يكبل خياراتها الاستراتيجية إقليميا?ٍ في مثل هذه المرحلة الحرجة عربي
وأردف: ” يبدو أن وجود قلق مصري من خيارات السعودية هو الأقرب للحقيقة? لكنه قلق من دون رؤية أو بدائل? هو من نوع القلق المثير للقلق? ففي الماضي كانت السعودية هي القلقة من خيارات مصر? أما الآن يتبادل البلدان المواقع? ما يعكس عدم وجود رؤية مشتركة?