تعز.. واكذوبه المقاومة..!
لقضاء الاجازة السنوية وهروبا من شدة الحر في مدينة الحديدة بسبب انقطاع التيار الكهربائي المستمر قررت السفر الى قريتي عملا بالمثل اليمني (عز القبيلي بلاده ) ..:
لااخفي اني كنت اشعر بالقلق بسبب متابعتي للاخبار عبر وسائل الاعلام التي تتجدث ان الوضع الامني في تعز مقلق للغاية وتدور فيها معارك طاحنة ومع ذلك اتخذت قرار السفر وتحركت بسيارتي مع عائلتي اقطع المسافات شوقا للحالمة تعز ..
لا اخفي مشاعر الخوف والقلق التي كانت تساورني كلما قطعت مسافة من الطريق تحسبا لساعة الوصول الى تعز لكني قلت ساقوم بتقييم الوضع قبل بلوغ تعز من خلال نقاط التفتيش التي ستقابلني في الطريق ومدى وجود سيطرة امنية من عدمه ..
كانت اولى نقاط التفتيش التابعة لتعز بمدينة حيس عند مفرق العدين أب وفيها وجدت افراد الجيش ومعهم افراد من انصار الله يمارسوا عملهم الامني بهدوء وطمانينة قلت ربما لم تصل الاشتباكات الى هذه النقطة ..
بعد مسافة كانت نقطة عند مفرق المخا وثالثة في منطقة البرح وجميعها تتواجد فيها عناصر الجيش وانصار الله ..المهم نقطة وراء نقطة ولا اجد سوى سيطرة كاملة للجيش وانصار الله حتى وصلت نقطة الربيعي عند مدخل تعز وفيها شاهدت خدمات الامن المركزي (قوات الامن الخاصة) وبعض افراد انصار الله !! واصلت الرحلة دخلت مدينة تعز ووجدت نقطة تفتيش في منطقة بير باشا من عناصر انصار الله وهي نهاية المدخل الغربي لمدينة تعز ثم اتجهت عبر المخرج الجنوبي باتجاه وادي الضباب ووجدت نقطة اخرى جوار نادي الصقر واخرى عند مفرق الخط الدايري الجديد وكلها نقاط تابعة لقوات الامن المركزي وانصار الله الملفت ان كل تلك النقاط التي مررت بها يستقبلوا العابرين بابتسامة واسعة ويلقوا التحية ويساءلوا عن اي خدمات ممكن تقديمها لك وبمجرد مشاهدتهم عائلة فوق السيارة يقدموا الاعتذار ويبتعدوا عن السيارة بحركة تلقائية وعفوية ..
فكرت وانا اواصل التحرك بسيارتي ان كان المدخل الغربي لتعز وكذا المدخل الجنوبي تحت سيطرة الجيش والامن وانصار الله فاين يسيطر الموصوفين بالمقاومة قلت في نفسي ربما يسيطروا على المدينة ذاتها والمدخل الشمالي والشرقي ( الحوبان) ..
صدقوني كنت مشتاقا لروية افراد تلك الميليشيات الموصوفة بالمقاومة ولم يمضي وقتا كثيرا لاجد امامي نقطة تفتيش عند مفرق جبل حبشي بوادي الضباب كانت نقطة محاطة بعدة حواجز من سيارات مدمرة ومتارس منتشرة حولها وعدد من الشباب لابسي بنطلونات الجينز ويحملوا اسلحة جيتري امريكي !! ( نفس الاسلحة التي تم نشر صورها في وسائل الاعلام و التي اسقطتها طائرات السعودية ) وكانوا يتحركوا بقلق كبير شاهرين اسلحتهم الالية للامام ..توقفت جوار البرميل فاذا بثلاثة من اولئك الشبان كل واحد منهم يفتح باب من ابواب السيارة مباشرة ويمد براسه داخل السيارة ويامرني احدهم بالنزول للتفتيش !! قلت لهم الا تروا ان معي عائلة ردوا بعصبية التفتيش على جميع السيارات حتى العوائل ..ساءلت الشاب الذي يفتش مقعدي وانا مبتسم انتم المقاومة اليس كذلك قال لمو تساءل والا مش عاجبك .. قلت له عن ماذا تبحث داخل ادراج السيارة وتحت المقاعد قال بعصبية سلاح هل لديك سلاح !! رددت عليه وانا مازلت بصعوبة احافظ على ابتسامتي انا خارج المدينة وليس داخلها فمتى كان السلاح ممنوع خارج المدينة .وبعصبيه اغلقوا ابواب السيارة وقالوا اتحرك .المهم كانت طريقة تعاملهم بعيدة عن اي اخلاق وهمجية للغاية وبعد انهاءهم التفتيش تحركت بسيارتي
..كان يكفي بالنسبة لي تقييم الموقف كاملا لما يحدث في تعز من خلال مامررت به من نقاط التفتيش واسلوب تعاملهم لكن الفضول ظل ينتابني لمعرفة الوضع اكثر وبعد يومين من وصولي لقريتي التي تبعد مسافة ساعة عن مدينة تعز قررت الدخول الى تعز لزيارة احد اغلى اصدقائي هناك فتحركت صباحا ومعي احد ابناء عمومتي وبعد وصولي الى مفرق بيرباشا اتجهت شرقا باتجاه المرور ثم الخط الدايري حتى وصلت الى قلعة القاهرة وخلال ذلك مررت بعدة نقاط كلها تابعة لانصار الله !! شاهدت اثار الدمار في بعض المناطق والتي خلفتها غارات الطيران السعودي وكانت الشوارع تكاد تحلو من المارة ..امام قلعة القاهرة وقفت لمشاهدة اثار الدمار لصواريخ ال سعود لكني شاهدت قلعة القاهرة شامخة كشموخ جبل نقم وعطان وكان شيء لم يصبها واصلت التحرك الى منطقة المستشفى العسكري ثم الى جولة القصر ثم الى الحوبان وصدقوني كنت اتلفت يمينا ويسارا لعلي اشاهد من يوصفوا بالمقاومة ولم ارى سوى اطقم الحرس الجمهوري والامن المركزي واحيانا انصار الله الذين كنت اميزهم بالشعارات على بنادقهم توقفت عند البعض منهم لاستفسارهم عن الطريق والحقيقة كنت اود سماعهم لتمييز لهجتهم وتفاجئت انهم من ابناء تعز !! حتى افراد الامن المركزي والجيش معظمهم من ابناء تعز كانوا يردوا التحية ويطلبوا مني تجنب الدخول الى وسط المدينة حتى لا اتعرض للخطر جراء الاشتباكات مع العناصر الخارجة عن القانون وصلت للمدخل الشرقي والشمالي ووقفت في جول