المملكة تعيد ترتيب أوراقها لإستعادة نفوذها في اليمن بعد فشلها عسكريا?ٍ
نجحت المملكة السعودية في إعادة لم شمل أدواتها التقليدية في الرياض دون أن تنجح في إعادتها إلى الداخل اليمني كما هو مخطط .
وفشلت المملكة حتى اللحظة في تحقيق أي أنجازات عسكرية على الأرض وهو ما دفع الكثير من المتابعين إلى الجزم بفشل التدخل العسكري في اليمن .
وتستخدم المملكة من أدواتها السياسية اليمنية كغطاء شرعي لتبرير العدوان المستمر على أبناء اليمن فيما تلقي طائراتها منشورات تؤكد أن الضربات الجوية ليست إلا إستجابة لمن تسميه الرياض بالرئيس الشرعي .
وتحاول المملكة تحقيق أي إنجاز على الأرض لحفظ ماء وجهها وخوفا?ٍ من الإرتدادات المتوقعة لحالة التدخل العسكري في اليمن ونتائجه الخطيرة والكارثية على مستقبل المنطقة .
وحتى اللحظة لا يوجد أي مؤشرات تدل على تحقيق المملكة أيا?ٍ من أهدافها المعلنه أو حتى غير المعلنه في اليمن .
وتذهب السياسة السعودية نحو الإصطدام مع المجتمع الدولي الذي وإن كان في بداية الأمر بدا منحازا?ٍ لمنطق المال والنفوذ السعودي إلا أنه سرعان ما بدأ يشعر بالنتائج الكارثية لحالة الهستيريا السعودية وغياب الإستراتيجية الواضحة لما وراء تدخلها السافر في اليمن .
وتحاول المملكة الإستعداد لمرحلة التفاوض السياسي من خلال لملمة أوراقها وجمع شتات المعارضة اليمنية وأدواتها التقليدية من خلال جلسات مصالحة لإذابة وتسوية الخلافات التي تعصف بقيادات عدة .
البيض وصل إلى الرياض وقبله حميد الأحمر ويتواجد فيها هادي وعلي محسن وبحاح والجفري والشايف والجميع بمختلف تناقضاتهم ومواقفهم يجتمعون على شيء واحد هو تنفيذ ما تريده المملكة .
ورغم صعوبة الجمع بين التناقضات غير أن البعض يؤكد أن المملكة بتأثيرها المالي قادرة على إحداث حالة إنسجام على الأقل في المرحلة الحالية بين تلك القيادات بهدف الوصول إلى صيغة توافقيه إستعدادا?ٍ لإشعال وتأجيج فتيل الإحتراب الأهلي ومن ثم تحقيق مكاسب سياسية عبر إستعادة النفوذ السعودي باليمن من خلال إعادة أسماء بعينها إلى صدارة المشهد ومن ثم التحكم بالقرار اليمني من جديد .
يتبع هؤلاء عدد من السياسيين والمشائخ التقليديين وهم من ينفذون اليوم أجنده خاصة على الأرض فيما تتولى المملكة تمويلهم وتزويدهم بالعتاد العسكري المطلوب .
المملكة قد لا تريد الإخوان ولا تريد الحراك لكنها مضطره اليوم للتعاطي مع واقع التناقضات تهيئة?ٍ لتسوية جديدة تريد السعودية أن تكون عرابها الأول غير أن الواقع اليمني تجاوزها بكثير والضربات الجوية طوت صفحة التدخل السعودي ومواقف القوى في الداخل تؤكد يوما?ٍ بعد آخر أن المملكة تحولت إلى خصم للشعب اليمني ولا يمكن لها أن تؤدي دور الوسيط بعد اليوم .
لعل الدماء اليمنية تكتب تاريخا?ٍ جديدا?ٍ .
المصدر: المساء برس