تقارير تتحدث عن نشوب صراع “حوثي , سعودي”
منذ أسبوعين تقريبا?ٍ شهد اليمن من التحولات العميقة والخطيرة? ما جعل الوضع فيه يتغير 180 درجة? لكن ما وصل إليه ليس كل شيء? إذ إن هذه التحولات يترتب عليها تحولات أخرى وفقا?ٍ لتغير المعطيات السياسية والأبعاد الاستراتيجية والإقليمية المصاحبة? أو بالأحرى الفاعلة بشكل جوهري في الشأن الداخلي اليمني? الذي انتقل فيه التأثير الخارجي في الداخل من مرحلة المواربة إلى مرحلة واضحة وأكثر انكشافا?ٍ من ذي قبل? الأمر الذي يدفع بقراءة المواقف الخارجية وأبعاد الصراع الإقليمي وانعكاسه على اليمن.
فاليمن الذي ربما غدا في نظر العالم بلدا?ٍ فاقد الرشد? بسبب صراعاته الدائمة? ومشاكله الاقتصادية? واستضافته لتنظيمات إرهابية? وتشكيل بعض مناطقه بيئة خصبة لإنبات المتطرفين? قد يتجه الأمر فيه إلى تدويل أزمته السياسية? مع خشية العالم على مصالحه التي يمكن أن يهددها أي صراع داخلي? أو سيطرة أطراف داخلية موالية لأطراف خارجية بعينها في الصراع العالمي الذي يبدو أن باب المندب? المنفذ البحري الذي يسيطر عليه اليمن? أصبح إحدى مفردات هذا الصراع? أو أنه في طريقه إلى ذلك.
منذ صعود الحوثيين? لم تخل?ْ أي من التقارير الدولية أو الصحفية المهتمة بالوضع في اليمن? من ذكر “لباب المندب”? عوضا?ٍ عن حضوره في الخطاب السياسي أيضا?ٍ? ذلك أن سيطرة الحوثيين على اليمن? وعلى باب المندب بالتحديد? لم تكن تعني بنظر الغرب ودول الخليج سوى تحكم إيران في المنفذ الذي يعد محوريا?ٍ في التجارة العالمية? غير أن سيطرة الحوثيين لم يكن لها هذا المعنى وحسب? بل تعني توسع نفوذ إيران في المنطقة العربية? وبالتحديد خلف ظهر دول مجلس التعاون الخليجي? وعلى رأسها السعودية.
المملكة التي ترى في صعود الحوثيين خطرا?ٍ يتعدى “باب المندب”? إلى تهديدها بشكل أقوى? حيث يتواجد الحوثيون على شريطها الحدودي الجنوبي? وتوسعوا في المحافظات الشمالية? بدت كما لو أنها قد أجمعت أمرها على إعطاء ملف اليمن الأولوية القصوى? لتكثف من تحركاتها التي تبدأ بعودتها لدعم الرئيس عبد ربه منصور هادي? الذي انتقل إلى عدن? قبل أيام? وتراجع عن استقالته? واستئناف عمل سفارتها من عدن? لتتبعها في ذلك عدة دول خليجية.
إلى ذلك? سارعت السعودية إلى عقد تحالفات دولية وإقليمية أو تعزيزها? ربما أبرزها في هذا السياق زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي? للمملكة العربية السعودية? اليوم الأحد? وهي الزيارة التي سوف تناقش الوضع في اليمن? وتدرس إمكانية تشكيل قوة “عربية مشتركة” للتدخل في باب المندب.
ويقوم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي? اليوم الأحد? بزيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية? حيث من المقرر أن يلتقي مع الملك سلمان بن عبدالعزيز. وفي هذا السياق? قال السفير علاء يوسف? المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية? إن زيارة السيسي للسعودية ستكون “مناسبة للتباحث بشأن مستجدات الأوضاع ومختلف القضايا الإقليمية في المنطقة? ولاسيما في ما يتعلق بتدهور الأوضاع في اليمن? وضرورة تداركها? تلافيا?ٍ لآثارها السلبية على أمن منطقة الخليج العربي والبحر الأحمر”.
وتسعى مصر وعدد من الدول العربية إلى تشكيل قوة عسكرية مشتركة? جدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الدعوة إلى تشكيلها? بعد أن كانت الخارجية المصرية كشفت عنها قبل نحو شهرين.
وقال السيسي? أمس? في حوار له مع صحيفة “الشرق الأوسط”: “تخيل لو قمنا بمناورة مشتركة بين مصر والسعودية والإمارات والكويت? وعمل مناورات مشتركة بحرية وجوية وبرية? فمثل هذه الخطوة بالتأكيد تهدف إلى حماية دولنا وأمننا القومي? وليست موجهة ضد أحد”.
وكانت مصر والسعودية نفذتا مناورة بحرية “مرجان 5”? منتصف فبراير المنصرم? جاءت بالتزامن مع تصريحات مسؤولين أمنيين مصريين? عن “تنسيق مصري سعودي للقيام برد عسكري مشترك للتعامل مع أي احتمالات في اليمن”.
وفي حديثه مع “الشرق الأوسط”? أمس? حدد الرئيس عبدالفتاح السيسي? 4 عناصر في علاقته مع دول الخليج? 3 منها هي: “أمن مصر القومي يمر عبر دول الخليج”? و”أمن الخليج خط أحمر”? و”مسافة السكة التي تحدثت عنها سابقا”? في إشارة إلى استعداد للتدخل الفوري حال تعرض دولة خليجية لاعتداء.
ونقلت وكالة “أسوشيتد برس”عن المسؤولين أن مصر أعدت قوة تدخل سريع يمكنها التدخل في حال هدد الحوثيون الممرات الملاحية الاستراتيجية في البحر الأحمر? وذلك بعد إحكامهم السيطرة على ميناء الحديدة الاستراتيجي غرب اليمن.
وصعد الحوثيون من خطابهم ضد المملكة العربية السعودية? بدءا?ٍ من خطاب زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي? الذي شن فيه هجوما?ٍ واضحا?ٍ على الدور السعودي في اليمن? محذرا?ٍ القوى السياسية الداخلية من “التفاعل معه”? وانتهاء?ٍ بتصريحات شديدة اللهجة لقياديين في الجماعة وناشطين وصحفيين موالين لها? تأتي في نفس السياق? ومكملة?ٍ له? بل تحمل تهديدات واضحة للسعودية.
إيران? هي الأخرى? ما فتئت تبعث برسائلها بين الحين والآخر? بخصوص اليمن? لكن آخر