اليمن يستحق منا التضحية
يبدو ان العام 2015م لم يأت في بداياته كما كان يرجو اليمنيون وينتظرونه
كانوا كعدهم منذ فبراير 2012م يعولون على رئيس الجمهورية والحكومة تكثيف جهودهم والعمل بدرجة اساسية لاحتواء تحديات المرحلة والعمل على حل المشكلات القائمة والملحة لكنهم تحولوا فجأة الى مشكلة كبرى على اليمن بتقديمهم استقالة لا تراجع عنها
قبلها رفعت حكومة بحاح شعار ” التعليم للجميع ” وبدون مقدمات وفي خلال اسابيع لقنت الشعب درسا قاسيا تعلم منه ما لايحصى من العبر
اليوم دخل اليمن فصلا جديدا من فصول الازمة لا تزال تداعياته وتطوراته تتوالى على المشهد السياسي نظرا للخطوة الغير محسوبة من قبل اللجنة الثورية التابعة لجماعة انصار الله التي اعلنت الجمعة ما اسمته البنود المنظمة لقواعد الحكم خلال المرحلة الانتقالية
بعيدا عن ردود الافعال يبقى الامر المؤكد ان اليمن سيظل للسنتين المقبلتين في زوايا المرحلة الحرجة انتقاليا محاولا استكمال ترتيبات الخروج منها
يستحيل تنفيذ ما سمي الاعلان الدستوري وترجمة مضامينه على ارض الواقع كون الفترة الراهنة تتطلب وفاقا جديدا تلتئم حوله جميع الاطراف والمكونات السياسية كي تضع خارطة طريق مستقبلية واضحة المعالم من شأنها معالجة كافة القضايا العالقة وفق اجراءات مدروسة ومزمنة تستند الى مخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة الوطنية
ان وحدة واستقرار اليمن تستحق التضحية من الجميع وبالتالي على الأطراف السياسية والقوى كافة وضع الشأن الوطني في قائمة اولوياتها والمسارعة إلى تجاوز مرحلة الانقسام والخلافات الحاصلة فيما بينها والعمل بروح الفريق الواحد بغية إنهاء الأزمة وطي صفحة الأمس
المشكلة هنا وبعيدا عن تسمية حوادث العام 2011م أزمة سياسية , ثورة شبابية , ربيع عربي , حركة احتجاجية , انقلاب عسكري ,
لا يزال التغيير كلمة السر والمرور لمآسي اليمن وما وصل اليه من ترد في الأوضاع الأمنية والاقتصادية .. ولطالما ابدى الاقتصاد اليمني تأثره بما يحدث سياسيا حتى على مستوى الشائعات المغرضة باعتبار رأس المال جبان ومضطر للمغادرة من اليمن بدلا عن خوض مغامرة استثمارية من اي نوع
ولعل مايزيد الطين بلة ان موازنة الدولة ستخسر هذا العام 504 ملايين الدولار بسبب انخفاض السعر عالميا وهو ما يجعل الوطن والمواطن امام خيارات معيشية ضيقة وصعبة
عضو الامانة العامة للمؤتمر الشعبي العام