عسفيا وشرفة الذكرى!
افتتح منتدى الحوار الثقافي/ البادية في عسفيا الكرمل لقاء?ِه?ْ الأو?ل?ِ م?ن عام 2015? بأمسية?ُ شعري?ة?ُ تناولت? كتاب (على شرفة الذكرى)? للكاتبة نسرين حسين فر?اج? وذلك بتاريخ 29-1-2015? في صالون البادية/ عسفيا? ووسط حضور من الأدباء والشعراء والأصدقاء والأقرباء وذو?اقي الكلمة? وقد افتتح الندوة الأستاذ رشدي الماضي بكلمة ترحيبي?ة? تلاه د. فهد أبوخضرة بمداخلة نوعي?ة عن القص?ة? ومن ثم? مدلخلة د. بطرس دلة? تلته مداخلة الأستاذ صالح عب?ود? ومداخلات أخرى لد. منير توما? ود.محمد خليل? وبروفيسور رياض إغباري?ة? ومداخلة الروائية فاطمة ذياب? وقد تخل?لت المداخلات قراءات?َ م?ن نصوص الكتاب بصوت نسرين فر?اج? ومن ثم? تم? التقاط الص?ور التذكاري?ة.
جاء في كلمة الاستاذ رشدي الماضي:
قليل?َ م?ن أبجدي?ت?ك? كثير?َ م?ن?ِ الذ?كرى والذ?كريات. أنا هنا في حديقتي التي كانت تفس?ر?ْ هجرة?ِ الأشجار? في ليالي الحالكات? على قارعة كانون. هي تعرف?ْ: لا ح?ِطب?ِ في مو?قدي? فجمعت?ْ زيتون?ِ حيدر?ِ حنين?ٍا إلى شرفة?ُ انت? عليها ذكرى قيثارة?ُ. ي?ْبل?ل?ْ موج?ْ الإيقاع أوتار?ِها? تجتمع?ْ في يد?ِي?ها القب?رات?ْ صاعدة?ٍ هابطة?ٍ? لترمقك? م?ن زجاج? طفولته?ا. تمنحين?ِ الكلام?ِ فصول?ِه?ْ الربيعي?ة صلاة?ٍ تلم??ْ الش?وك?ِ عن صدر? المعاني? حتى ي?ْكمل?ِ الج?ِمال?ْ رحلت?ِه?ْ فتوحات?ُ في ت?ِجوه?ْر? اللغة? ويرجع?ْ بعد?ِ طول? غياب?ُ مسارب?ِ دلالات?ُ? تتناسل?ْ بين الن?صوص?. نسرين مبدعتي? تعالي م?ْعجم?ٍا وافي?ٍا م?ْفرط?ٍا في لغة? الوقت? في دفتري قصيدة?َ ظامئة? ضاقت بما تحتمل?ْ من الشوق لبحر حيفا? وعكا? ويافا? وشجر الجليل. ا?قرعي شمال?ِ أبواب مدينتي? وانزلي مضاءة?ٍ بعذري?ة? ماء الكلمة? لن?ْعم?د?ِ الد?روب?ِ? والبيوت?ِ? وانسحابات? الأرض الحزينة? ونرفع كأس?ٍا نرشف?ْ منها مع?ٍا نخب?ِ نصر الآلهة!
وفي مداخلة نوعية لد. فهد أبو خضرة جاء حول القص?ة جاء:
ليس كل??ْ ما ك?ْتب بمستوى واحد? إن?ما أقول?ْ وبكل? الوضوح? إن? لدينا كم?ي?ة?ٍ جي?دة جد?ا م?ن الن?صوص? القصصي?ة? وفي مستوى جيد جدا وممتاز? ليس فقط على الصعيد المحل?ي?? وإن?ما أيض?ٍا على الصعيد العربي? كل?ه. ولكي تبرز هذه الكم?ي?ة الجيدة? يجب?ْ أن يتم? النقد? والنقد?ْ لم ي?ِق?ْم? بدوره حتى الآن? فمعظم?ْ ما عندنا من النقد هو إم?ا نقد?َ يقوم على تشجيع صاحب الن?ص?? أو كنوع دعائي?? أو كنوع?ُ م?ِذهبي?? أو ما ي?ْسم?ونه حزبي?? فيه محاولة لإظهار النص? بصورة جي?دة مهما كان مستواه? وذلك لعلاقة?ُ م?ْعي?نة?ُ بين الناقد والمنقود? وهناك النقد الصحفي? ال?ذي ي?ْحاول أن يستعرض المادة? وهذا لا ي?ْفيدنا في شيء من ناحية النقد? لأن?ه لا ي?ْقي?م الن?ص? أبد?ٍا.
القارئ وحده لا يستطيع?ْ أن ي?ِحكم? فهو بحاجة إلى ناقد يعتمد على أسس?ُ ومقاييس?ِ نقدي?ة?ُ م?ِنهجي?ة?ُ معروفة?ُ ومتعارف عليها? أو على الأقل على أسس مقنعة? وكل ما يمكن أن نجده الآن? نعد?ه على أصابع اليدين.
هناك محاولات عديدة قامت بتجميع هذه القصص والكتابة عنها? إن?ما بمعظمها كانت توثيقي?ة? والتوثيق أمر?َ م?ْهم? جد?ا? لكن?ه لا ي?ْغني عن التقييم أبد?ٍا? لأن? التوثيق يجمع الجي?د والوسط والممتاز معا في كتاب واحد? وهذا لا يعطي القر?اء فكرة جي?دة عن المستويات المختلفة لهذه النصوص.
نحن الآن أيض?ٍا بحاجة إلى مؤس?سة م?ْعينة? تقوم بتبن?ي مشروع لجمع قصص تقييمي?ة? أي مبني?ة على أساس تقييمي?? وهذه يمكن أن يكون لها شأن كبير في الداخل والخارج. أظن? أن? هناك مؤس?سات عديدة يمكن أن تقوم بذلك? ولكن نحن بحاجة إلى نقاد? يقبلون أن يقوموا بهذا العمل? وأعتقد أنه إذا كانت هناك مبادرة? فسوف نجد نقاد?ٍا مستعدين? وهم عددهم ليس بالقليل.
في العالم العربي? يقولون إن? هناك أزمة في النقد? ليس فقط في القص?ة القصيرة? وإن?ما في الرواية والشعر أيض?ٍا? وليس هناك منهج واحد للأدب العربي?? يدرس فيه النقد ما ي?ْنتج? وإن?ما كل? ناقد يتأث?ر بأدب من الأداب الغربي?ة وغير الغربي?ة? فيأخذ مقاييسه ويطبقها على الأدب العربي?? وهي غير ملائمة لأدبنا? لأنها ليست منه? وحين تطبق على الأدب مقاييس ليست منه? فتقييمه يصبح غير مقنع.
لماذا لا تبحث عن مقاييس تنبع من داخل المجتمع? من داخل أدبنا? ومن داخل تراثنا? وطبعا مع التحديث والتجديد المطلوب? وحتى أن? الناقد نفسه أحيان?ٍا لا يهضم المقاييس الغربي?ة التي يجمعها.
لكي نعطي نقد?ٍا جي?دا? يجب أن يكون لدينا نقد منهجي? يدرس كل إنتاجنا? فكل? إنتاجنا المحلي? من رواية وقصة وشعر لم ي?ْدر?ِس جي?دا? وأ?ْخ?ذت عنه فكرة مزي?فة وغير حقيقي?ة? ومن يعود الآن ويقرأ ما كتب من قصة وشعر ورواية? سينتبه إلى أشياء عديدة ستفاجئه? فهناك أقلام جي?دة لم ينتبه لها أحد? وهناك أقلام لا تساوي شيئ?ٍا وأ?ْعط?يت أكثر مم?ا تساوي.
وهكذا فالتقييم الحقيقي? يحتاج إلى ناقد حقيقي?? وناقد موضوعي? م?ْط?لع على المناهج? ويحتاج أيض?ٍا إلى نوع