أسباب فشل الإتفاقيات والحوارات اليمنية
سؤال يراود كل يمني من أبناء هذه الشعب
وهو لماذا دائما?ٍ ما تفشل أية إتفاقيات أو حوارات يمنية بين الأطراف السياسية أو مع الحكومة أو مع الرئاسة أو في أي قضية سياسية ?
والتي عادة?ٍ ما تفضي إلى الفشل أو التأخير أو أزمة جديدة . ومن خلال قراءة واقعية ودراسة تحليلية لعدد من الإتفاقيات اليمنية منذو عقود سوءا?ٍ إتفاقيات مابعد الثورة اليمنية ال26سبتمبر مرورا?ٍ إلى إتفاق المصالحة بين الجمهوريين و الملكيين عام 1972وإلى إتفاقية 1979م إلى إتفاقية مابعد الوحدة المباركة وإتفاقية أو وثيقة العهد والإتفاق أو تلك الإتفاقيات والحوارات بين المؤتمر الشعبي العام واللقاء المشترك أو الحوار الوطني أو إتفاق السلم والشراكة مؤخرا?ٍ وغيرها من الإتفاقيات الكثيرة .حيث ما أوردناه هو على سبيل المثال فإننا سوف نلاحظ الأتي :
1- أن الأطراف السياسية دائما?ٍ ما تبعث لهذه الإتفاقيات بمندوبين وتابعيين حزبيين وشخصين وليس بمحاورين وطنيين وهو ما يفضي إلى تغليب مصلحة المتصارعين على حساب مصلحة الشعب .
2- أن هذه الإتفاقيات والحوارات دائما?ٍ ماتتم دون وجود الممثلين المستقلين والوطنيين الحقيقيين وبالتالي ما يصدر عن هذه الحوارات هو عبارة عن رسم وتقاسم مصالح شخصية وحزبية وليست مصالح وطنية .
3- غموض كثير من بنود هذه الإتفاقيات والحوارات بسبب أن كل طرف يريد يبيت إستخدام هذه الغموض لصالحه لأحقا?ٍ
4- الذهاب للإتفاقيات والحوارات للبحث عن المصالح الشخصية والحزبية وتحقيق الإنتصارات وليس لأجل الحل والخروج من الازمات
5- عدم مكاشفة الشعب بجميع تفاصيل هذه الحوارات والإتفاقيات وهو مايجعلها قابلة للتأويل والتفسير كلا?ٍ حسب ما يراه مناسبا?ٍ لمصالحه وليس لمصلحة الشعب
6- غياب الصوت المستقل والوطني في المؤسسة الإستشارية الرئاسية وفي مجلس الشورى والحكومة وغيبابها عن هذه الإتفاقيات والحوارات يجعلها عرضة للصياغة التقاسمية بين المتصارعين ومصالحهم الشخصية والحزبية على حساب مصلحة الشعب والمصالح الوطنية .
7- التعود دائما?ٍ على الإنقضاض على النتائج الحوارية وعلى الإتفاقيات بطرق عديده وملتوية وإعتبار الحوارات والإتفاقيات جزء من إستراتيجية الخدعة أو الفرصة لتحقيق الفوز لأحقا?ٍ
ولانه عادتا?ٍ ما كانت تتم هذه الحوارات والإتفاقيات بين السلطة والأطراف المعارضة فإنه دائما?ٍ ماكانت معظم هذه الحوارات والإتفاقيات يجري فرملتها وإفراغها من محتواها على يد السلطة لاحقا?ِ وبكل الوسائل و الأدوات.
حتى أصبح ذلك ثقافة لدى أي سلطة وأصبحت هذه الحوارات والإتفاقيات لدى معظم الشعب مجرد مضيعة ومجرد تقاسم ومجرد إستراحة للإنتقال إلى أزمات جديدة .
ولكون هذا الأمر إختلف تماما?ٍ في إتفاق السلم و الشراكة فالسلطة التي دائما?ٍ هي في موقع القوي والمتفضل بالحوار والموافقة على الإتفاقيات صارت في موقف الضعيف والطرف الضعيف صار هو القوي وحاضرا?ٍ على الواقع .
وهو الأمر الذي لم تفلح فيه جهود وحيل السلطة والقوى السياسية المتحالفة معها على الإنقلاب أو التحايل على الإتفاقية ووصل الأمر إلى ماوصل إليه .
وبصفتي رئيس لمنظمة متخصصة ومعنية بالحوار فإننا قد أكدنا وبينا أكثر من مرة أن مايجري من حوار وإتفاقيات إنما هي حوارات سياسية وإتفاقيات سياسية وليست حوارات وطنية ? ونبهنا أيضا?ٍ إلى ضرورة تطعيم الهيئة الإستشارية الرئاسية ومجلس الشورى والهيئات الحكومية وهيئات مخرجات الحوار بعناصر مستقلة ومتخصصة وفنية ووطنية صادقة حتى يتجسد الحضور الكامل للشعب ولمختلف المكونات والأطراف السياسية .
* رئيس منظمة ف?كر للحوار